إسحاق هرتسوغ رئيساً لإسرائيل

لابيد وبينيت لنتنياهو: "كش ملك!"

02 : 00

نتنياهو متحدّثاً وإلى جانبه الرئيس الإسرائيلي المنتخب إسحاق هرتسوغ في الكنيست أمس (أ ف ب)

بعد مفاوضات ماراثونية شاقة، وصراعات عميقة على الحقائب والمواقع، والأخذ والردّ حول التعهّدات والوعود والمواقف والخطوط الحمر بين القوى اليمينية والوسطية واليسارية المختلفة، تمكّن رئيس حزب "يش عتيد" يائير لابيد من جمع الأصوات اللازمة لتشكيل إئتلاف حكومي، الذي سيحلّ مكان حكومة بنيامين نتنياهو، قُبيل إنتهاء المهلة المحدّدة عند منتصف ليل الأربعاء - الخميس، وأبلغ الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين بذلك. وبالتالي، استطاع لابيد بالتعاون مع رئيس حزب "يمينا" نفتالي بينيت، اللذَيْن سيتناوبان على رئاسة الحكومة بدءاً بالأخير، من القول لنتنياهو: "كش ملك!". ووافقت "القائمة العربية الموحدة" في وقت متأخر الأربعاء على الإنضمام إلى إئتلاف حكومي مناهض لنتنياهو. وقام منصور عباس، رئيس "القائمة" التي يُمثلها 4 نواب، "بتوقيع اتفاق الإئتلاف لتشكيل حكومة وحدة"، وفق البيان الصادر عن مكتب رئيس المعارضة لابيد، الذي حصل بذلك على غالبية من 61 نائباً داخل الكنيست لتشكيل الإئتلاف الحكومي الجديد. وقال عباس خلال إعلان متلفز: "وقّعت اتفاقاً مع يائير لابيد بعد أن توصّلنا إلى عدد من الإتفاقات الهامة حول مواضيع مختلفة تصبّ في مصلحة المجتمع العربي" في إسرائيل.

توازياً، أصبح الزعيم السابق لحزب "العمل" إسحاق هرتسوغ الرئيس الـ11 لإسرائيل بعد تصويت في الكنيست. ويخلف هرتسوغ (60 عاماً) الرئيس الحالي رؤوفين ريفلين، الذي انتُخب العام 2014، في هذا المنصب الفخري في إسرائيل، إذ إنّ السلطات التنفيذية في يد رئيس الوزراء. لكن الرئيس يُسمّي بعد الإنتخابات التشريعية الشخصية المكلّفة تشكيل الحكومة بعد التشاور مع الكتل النيابية.

وحصل هرتسوغ على 87 صوتاً في البرلمان، بينما حصلت منافسته ميريام بيريتس على 26 صوتاً. وسيشغل المنصب لسبع سنوات مقبلة. وقال هرتسوغ خلال خطاب متلفز بعد إعلان النتائج: "سأكون رئيساً للجميع، وسأبني جسوراً بين مختلف شرائح مجتمعنا". وهرتسوغ وريث نخبة سياسية في إسرائيل، ويتحدّر من إحدى أبرز العائلات في الدولة العبرية، وكان يشغل منصب رئيس الوكالة اليهودية في الآونة الأخيرة.

وهو حفيد إسحاق هرتسوغ، أوّل حاخام أكبر من اليهود الغربيين (الأشكيناز) في إسرائيل (1948-1959) وإبن حاييم هرتسوغ، الذي كان توالياً جنرالاً وسفيراً في الأمم المتحدة ونائباً ثمّ رئيساً لدولة إسرائيل بين 1983 و1993، وقريب وزير الخارجية الأسبق أبا إيبان. وينتمي إلى عائلته أيضاً مدير سابق لمكتب رئيسة الوزراء غولدا مائير، وجنرال ومحام لامع.

تزامناً، أوضح المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن سيبحث مع نظيره الإسرائيلي بيني غانتس، التهديدات الإيرانية في المنطقة، مشيراً إلى أن المباحثات ستشمل أيضاً العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة على غزة والتعاون العسكري المشترك بين البلدَيْن وقضايا إقليمية أخرى. وجدّد كيربي إلتزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل وبتفوّقها العسكري النوعي على دول المنطقة. ويلتقي غانتس خلال هذه الزيارة التي تستغرق يوماً واحداً أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ويتناول معهم "الحوار الإستراتيجي في شأن الإتفاق مع إيران"، وفق مكتب غانتس.

وفي سياق متّصل، دعت مجموعة من أعضاء مجلس النواب الأميركي من الحزبَيْن الجمهوري والديموقراطي، وزارة الدفاع، إلى دعم تجديد نظام "القبة الحديدية" للدفاع الصاروخي الإسرائيلي، في أعقاب الصراع الذي استمرّ 11 يوماً بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

وكتب المشرّعون البالغ عددهم 47، بقيادة النائب الديموقراطي جوش جوتهايمر، في رسالة موجّهة إلى أوستن، أن الولايات المتحدة يجب أن "تواصل التعامل بشكل عاجل مع إسرائيل" في شأن "إلتزام الإدارة الصارم بسلامة إسرائيل وأمنها"، بما في ذلك "تجديد مخزون إسرائيل من الصواريخ الإعتراضية لنظام الدفاع الصاروخي "القبة الحديدية" ومسائل مهمّة أخرى".

وفي غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أوقف في الضفة الغربية القيادي البارز في حركة "حماس" الشيخ جمال الطويل، بشبهة السعي إلى إقامة "مقرّ قيادة" للحركة الإسلامية الفلسطينية المسلّحة في نطاقها. واتّهمه الجيش الإسرائيلي بأنه "لعب دوراً فاعلاً في أعمال الشغب والتحريض للعنف، بالإضافة إلى إعادة إقامة قيادة "حماس" في رام الله". وسبق أن أُوقف الطويل في الضفة الغربية في العام 2020، وأودع التوقيف الاحتياطي لمدّة 8 أشهر.

ودانت "حماس" توقيف الطويل، واعتبرت في بيان أن اعتقاله "لن يُفلح في إخماد صوت المقاومة في الضفة"، فيما يأتي توقيفه في خضم مفاوضات لتبادل الأسرى بين الحركة وإسرائيل، في وقت قُتِلَ عنصران من "حماس" جرّاء انفجار "جسم مشبوه" في موقع تابع لـ"كتائب القسام"، الجناح العسكري للحركة، وسط قطاع غزة.


MISS 3