جسمك يتحرّك وحده بعد موتك!

08 : 00

استكشف الباحثون عملية التحلل في الجسم بعد الوفاة لأسباب طبيعية، ولاحظوا أن البقايا البشرية تستطيع تغيير موقعها، من دون أي "مساعدة" خارجية! يترافق هذا الاكتشاف مع انعكاسات مهمة في مجال الطب الشرعي.

يفترض علماء الطب الشرعي عموماً أن موقع الجثة يشير إلى آخر مكان تواجد فيه الشخص في لحظة وفاته، إلا إذا ظهرت أدلة على تغيير موقعها بسبب عوامل خارجية، مثل الحيوانات الآكلة للجِيَف أو المعتدين.

لكن كشف بحث جديد الآن، بقيادة أليسون ويلسون من جامعة "كوينزلاند" المركزية في "روكهامبتون"، أستراليا، أن جسم الإنسان قد يضطرب بعد الموت.

لم تُحضّر ويلسون وزملاؤها تقريراً مُعدّاً للنشر عن هذا الاكتشاف بعد، لكن يرتبط البحث بمشروع أكبر يتمحور حول استعمال تقنيات تصوير مبنية على التسريع الزمني لتقدير المدة منذ الوفاة. نُشِرت نتائج هذا المشروع في مجلة "علوم الطب الشرعي الدولي: التآزر". لإجراء البحث الجديد، استعمل الباحثون جثة من واهب، وهو رجل ناضج توفي لأسباب طبيعية.

سجّل العلماء مسار تحلل الجسم بالكامل داخل مقر "المنشأة الأسترالية للأبحاث التجريبية حول التحجر"، وهو مركز الجثث الوحيد في أستراليا. يلجأ الباحثون إلى هذه المنشآت لاستكشاف طريقة تحلل الجثث البشرية أو الحفاظ على بقاياها في ظروف مختلفة.

غالباً ما تساعد نتائج هذه المشاريع البحثية العلماء على تطوير طرق دقيقة لرصد المعلومات الأساسية، بما في ذلك توقيت الوفاة أو مكانها، في ساحة الجريمة.

في هذا البحث، حرص العلماء على عدم وصول الحيوانات الآكلة للجِيَف إلى الجثث لالتهام اللحم المتحلل وتغيير مكانها. ثم التقطوا صوراً لمسار تحلل الجثة طوال أكثر من 17 شهراً، واكتشفوا أن البقايا تتحرك على ما يبدو من تلقاء نفسها.

حين وضعوا الذراعين على جنبَي الجسم في البداية مثلاً، عادوا ولاحظوا في مرحلة معينة أنهما تحركتا واتجهتا نحو جهة واحدة. توضح أليسون في مقابلة: "نظن أن تلك الحركات ترتبط بعملية التحلل، لأن الجسم يتحنّط والأربطة تجفّ".

من خلال فهم توقيت حصول تلك التحولات أثناء عملية التحلل، قد يسهل على علماء الطب الشرعي طرح تقديرات أدق حول وقت الوفاة. حتى أن هذه المعلومة تسهم برأي الباحثين في تقليص الاستنتاجات الخاطئة التي يتوصل إليها خبراء الطب الشرعي في مسرح الجريمة.

تضيف ويلسون: "يرسم الخبراء بهذه الطريقة خريطة مسرح الجريمة ويحددون موقع جثة الضحية ويجمعون أي أدلة قائمة، حتى أنهم قد يفهون سبب الوفاة. على الأرجح، إنها المرة الأولى التي يحاول فيها أحد الربط بين التغيرات الطبيعية في موقع الجسم بعد الوفاة ومختلف مراحل تحلل الجثة. حالما لاحظتُ حركة مماثلة في دراسة سابقة، بدأتُ بإجراء الأبحاث ولم أجد أي دراسة تقيس حركة الجسم بعد الوفاة، لذا قررتُ استكشاف الموضوع بنفسي"!


MISS 3