مايز عبيد

"التيار" يدرك أنّ حسم منصب النقيب لصالحه ليس سهلاً

إنتخابات المهندسين شمالاً: معركة مُنتظرة ومنافسة حامية

12 حزيران 2021

02 : 00

مقرّ نقابة المهندسين في طرابلس

تُفتتح صباح غد الأحد الصناديق في معرض رشيد كرامي الدولي، لانتخاب نقيب جديد لنقابة المهندسين في الشمال خلفاً للنقيب المنتهية ولايته بسام زيادة، لمدة 3 سنوات بحسب قانون النقابة، وذلك بعد فصل مسار التلازم مع نقابة بيروت في الإنتخابات، علماً أنها خضعت للتأجيل أكثر من مرّة في النقابتين بسبب ظروف " كورونا". وبينما يرى متابعون في تحديد موعد الإنتخابات في نقابة المهندسين وإجرائها أمراً مهمّاً، لجهة إعادة الروح الى الحياة الديمقراطية؛ وتكريس مبدأ الإنتخابات كوسيلة للتغيير، علّه ينسحب على باقي الإستحقاقات الدستورية المنتظرة، فإن أجواء الإنتخابات وما يحيط بها تشبه إلى حدّ كبير، الفسيفساء السياسية الموجودة في البلد. وإلى جانب كون انتخابات الأحد ستحدّد هوية النقيب الجديد لنقابة المهندسين في طرابلس والشمال، فإنها أيضاً ستشمل انتخاب ثمانية أعضاء لمجلس النقابة، واحد عن فرع مهندسي الكهرباء، وواحد عن فرع مهندسي الميكانيك، وستة عن الهيئة العامة، إضافة الى انتخاب عضوين للجنة إدارة الصندوق التقاعدي من أعضاء المجلس السابقين، وعضوين أصيلين وعضوين رديفين للمجلس التأديبي، وثلاثة أعضاء للجنة مراقبة حسابات الصندوق التقاعدي.

اللوائح والتحالفات

وفيما يتوقّع أن تشهد انتخابات الأحد منافسة محتدمة، بدأت تتكشّف أشكال التحالفات وتتمظهر اللوائح، وأولاها أُعلن عنها قبل أيام من مطعم الشاطئ الفضي في الميناء، حملت إسم "نقابة 2024" ويرأسها المرشح لمنصب النقيب المهندس بهاء حرب، وهي اللائحة الأبرز حتى اللحظة. وفي حين يعتبر حرب مرشحاً مستقلاً، لكنّ لائحته تحظى بدعم سياسي ـ نقابي واسع، ويتمثل بتيار "المستقبل" و"القوات اللبنانية" وتيار "المردة" وتيار "العزم"، و"الجماعة الإسلامية" و"تجمّع الإصلاح" والجامعة المرعبية، إضافة إلى عدد من القوى الاسلامية في طرابلس والشمال، والكتل النقابية. وتضم اللائحة إلى جانب المرشح حرب كلاً من: محمد شيخ النجارين – فرع الكهرباء، زكريا عقل – فرع الميكانيك، نيكولا سليمان – هيئة عامة، هيثم مولوي – هيئة عامة، بدواني جبور – هيئة عامة، خضر حسين – هيئة عامة، ريما منصور – هيئة عامة، صولانج الحويك – هيئة عامة. وكان المرشّح حرب قد أشار في كلمته خلال إعلان اللائحة الى أنّ "13 حزيران نقطة إنطلاق لخريطة طريق ورؤية وبرنامج أردناه منصة لورشة كبيرة وفرص عمل أكيدة في لبنان والدول العربية.. ولتكون المرحلة المقبلة مرحلة الإنجازات في نقابة المهندسين في الشمال".

وتتنافس "نقابة 2024" مع لائحتين، واحدة برئاسة المرشح طوني فغالي، ولائحة ثانية يرأسها النقيب السابق فؤاد ضاهر وتحظى بدعم الحزب "الشيوعي" ومناصرين من "الحزب السوري القومي الاجتماعي"، ورئيس "حركة الإستقلال" النائب المستقيل ميشال معوض وقوى نقابية، بالإضافة إلى وجود مرشحين آخرين لمنصب النقيب كروجيه نشار.

في هذه الأثناء، أعلنت لائحة "إنتفض" المنبثقة عن حراك 17 تشرين "تعليق معركتها في انتخابات نقابة المهندسين في طرابلس"، معتبرة أن "أكثر من لائحة مستقلّة تحمل الأهداف نفسها برزت مع اقتراب موعد الانتخابات، الأمر الذي من شأنه أن يشتّت أصوات المهندسين، ويؤمّن الفوز للوائح السلطة".

وأتى هذا الإنسحاب كتكتيك يهدف إلى توحيد أصوات القوى التي تعلن ترشيحها تحت شعار الثورة، حتى لا تضيع أصواتها سدى. ويدرك حراك الثورة في نقابة المهندسين أن المرشحين الثلاثة الأبرز لمنصب النقيب، هم مستقلّون، ولو حظت لوائحهم بدعم حزبي فهذا من طبيعة المنافسة، وبالتالي كانت محاولة وسمهم بصفة "مرشحي الأحزاب" صعبة هذه المرّة، فكان على قوى الثورة البحث عن شعارات أخرى للمعركة.

بالمقابل، وقف "التيار الوطني الحر" وحيداً إلى آخر لحظة، وكان يحاول استمالة المرشح طوني فغالي، ونجح في عقد تحالف معه، ومن المفترض أن تظهر قوة هذا التحالف يوم الأحد. ويعلم "التيار" أنّ حسم منصب النقيب لصالحه في هذه الظروف وفي طرابلس بالتحديد ليس بالأمر السهل عليه، لكنه يحاول قدر الإمكان عرقلة وصول حرب الذي يتمتّع بشبه إجماع حزبي ونقابي، بينما يرى الكثير من المهندسين في علاقات حرب مع دول الخليج العربي "إمكانية لفتح أبواب العمل أمامهم لا سيما الخرّيجين الجدد منهم، في هذه الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد ويمرّ بها المهندسون بشكل خاص".

يوم أمس، أقفل باب الإنسحابات والعودة عن الترشّح، وأسدلت الستارة على 3 لوائح، ليكون الأحد يوماً مفصلياً لمعرفة موازين القوى في عاصمة الشمال وهل تبدلت بتبدّل الظروف والأوضاع؟ بالمحصلة، ستشهد نقابة المهندسين معركة حامية الوطيس يصعب التكهّن بنتائجها من الآن.


MISS 3