الطلاب الفلسطينيون... "خريطة طريق" نحو المدارس الرسمية

01 : 58

من تحرك لطلاب فلسطينيين في "عين الحلوة" أمس الأول

أثمرت الاتصالات واللقاءات اللبنانية – الفلسطينية التي بذلت على أكثر من صعيد عن ايجاد "حلول متعددة" لمشكلة الطلاب الفلسطينيين في مدينة صيدا الذين واجهوا هذا العام وخلافاً للأعوام السابقة استحالة في التسجيل في المدارس الرسمية اللبنانية حتى القدامى منهم، بعدما اعتمدت تراتبية "اللبناني أولاً، ثم من أم لبنانية ثانياً، ثم الفلسطيني ثالثاً"، ما حرمهم من التسجيل بسبب كثافة الإقبال عليها.

ومع إعلان التوصل الى حلول، قبل أيام قليلة على انطلاق العام الدراسي الجديد في المدارس الرسمية، بعد تأجيل دام أياماً، تنفس ذوو الطلاب الفلسطينيين في مدينة صيدا الصعداء، بعدما تبلغوا رسمياً عبر دوائر وزارة التربية الوطنية، وسياسياً عبر نائبي صيدا بهية الحريري وأسامة سعد والمسؤولين الفلسطينيين، بخريطة طريق مدرسية لضمان مقاعد أبنائهم.

ووفق الخريطة، فإن مشكلة الطلاب القدامى حلّت بشكل جذري، وبات بامكانهم التسجيل في مدارسهم مجدداً لهذا العام بدءاً من يوم غد السبت، فيما جرى تخصيص ثلاث مدارس لاستيعاب الطلاب الجدد وهي "مدرسة درب السيم" بعدما عدل وزير التربية أكرم شهيب عن قراره بإقفالها بسبب وجود أقل من خمسين طالباً لبنانياً فيها، "مدرسة عين الحلوة" و"مدرسة الإصلاح"، حتى يتم استيعاب كل من له شقيق من الطلاب المسجلين في المدارس الرسمية سابقاً تحت عنوان "لمّ الشمل"، على أن يتم استحداث شعب جديدة لاستيعاب عدد إضافي من الطلاب الفلسطينيين.

اجتماع المجلس التربوي

وعلى وقع اعتصام رمزي دعا إليه ناشطون فلسطينيون وطلاب من مخيم عين الحلوة أمام مقر الأونروا الرئيسي في منطقة صيدا، عقد في مخيم عين الحلوة اجتماع للمجلس التربوي الفلسطيني في مكتب مدير "الأونروا" عبد الناصر السعدي، بحضور مدير "الأونروا" في منطقة صيدا ابراهيم الخطيب، وممثل عن مدير التعليم في الوكالة، حيث جرى البحث في مختلف القضايا التربوية وضرورة أن تتحمل الوكالة مسؤولياتها في إيجاد حلول سريعة بما يضمن توفير التعليم للطلاب.

في الوقت نفسه، تابعت رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائبة بهية الحريري المشكلة هاتفياً مع الوزير شهيب، معلنةً أنه تم التوصل معه إلى حل يقضي بتسجيل جميع الطلاب الفلسطينيين القدامى في المدارس الرسمية الملتحقين أساساً بها، واستقبال الطلاب الفلسطينيين الجدد في ثلاث مدارس رسمية في صيدا ومحيطها تسمح قدرتها الاستيعابية بذلك وهي "الإصلاح" و"درب السيم" و"تكميلية عين الحلوة".

في المقابل، أوفد النائب سعد، مدير مكتبه طلال ارقدان إلى وزارة التربية والتعليم العالي للغاية ذاتها، حيث أبلغ باعادة تسجيل الطلاب القدامى على أن تصدر مذكرة إدارية بذلك، والطلاب الجدد سيكون تسجيلهم وفق قدرة المدارس الرسمية الاستيعابية في مدارس جوار صيدا.

وشكر أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي ابو العردات، الوزير شهيب على قراره باستيعاب جميع الطلاب الفلسطينيين المسجلين سابقاً والجدد، والنائبة بهية الحريري على الجهود التي بذلتها وما زالت تبذلها من أجل معالجة هذه القضية وإيجاد الحلول المناسبة والممكنة بالتواصل مع الوزير شهيب.وتردد في الأوساط التربوية وفق مصادر مطلعة لـ"نداء الوطن"، أنّ عدم معالجة المشكلة منذ البداية كان بهدف تأمين تسجيل كل الطلاب اللبنانيين، خصوصاً هذا العام مع الإقبال الكثيف على المدارس الرسمية، وأنّ بداية المعالجة انطلقت مع انتهاء تسجيلهم بالكامل، وقد تراوحت الحلول بين طرحين، الأول تسجيلهم في دوام بعد الظهر أسوةً بالسوريين، وقد لاقى هذا الطرح اعتراضاً كبيراً، وبين استيعابهم في بعض المدارس المحيطة كخيار أخير يقبل به ذوو الطلاب بعد فقدانهم الأمل في تسجيلهم في عدد من مدارس المدينة ذات الإقبال الكثيف عليها... وهذا ما حصل.