جورج الهاني

المنتخب ليس مطيّة...

14 حزيران 2021

02 : 00

منتخب لبنان

صحيحٌ أنّ المعجزة وحدها تمنحُ الأمل لمنتخب لبنان لكرة القدم بالتأهل للدور الحاسم من التصفيات الآسيوية لمونديال قطر 2022، ولحجز مقعد مباشر في نهائيات كأس آسيا – الصين 2023، إلا أنّ توديعه هاتين المسابقتَين في حال حصوله لن يكون "آخر الدنيا"، وبالتالي فإنّ مشواره لن ينتهي عند هذا الحدّ، فالإستحقاقات الآسيوية الكبرى تتجدّد بإستمرار، وكلّ محطة يخوضها منتخب الأرز، ناجحة كانت أو فاشلة، تكون بمثابة أمثولة يتعلّم منها الجميع، إتحاداً وجهازاً فنياً ولاعبين، من أجل تدارك الأخطاء وسدّ الثغرات وتحسين الأداء وتحقيق نتائج أفضل في البطولات المقبلة.

اليوم هو ليس وقتاً للمتربّصين بالإتحاد اللبناني لكرة القدم وينتظرونه "على الكوع" لإطلاق الإتهامات زوراً وبشكل عشوائيّ من أجل تحقيق إنتصارات وهمية في إنتخابات اللعبة المقررة في 29 حزيران الجاري، كما إنه ليس الوقت المناسب لإستعمال المنتخب اللبناني مطيّة للتهجّم على رئيس الإتحاد وتحميله النتائج المخيّبة التي تحقّقت، وذلك لأهداف شخصية ضيّقة، علماً أنّ خسارة لبنان المصنّف 93 بحسب تصنيف "الفيفا" أمام كوريا الجنوبية القوية والمصنّفة 39 عالمياً بصعوبة (1-2) على أرضها أمس لو وقعت في ظروف أفضل من تلك الحالية لكانت ربّما جاءت بطعم الفوز، إذ لا يجبُ الإغفال بأنّ المنتخب الكوريّ فاز بالتشكيلة نفسها على كلّ من سريلانكا وتركمانستان بنتيجة ساحقة (5-0) ضمن منافسات المجموعة الثامنة.

لا يجوزُ تحميل إتحاد كرة القدم نتائج منتخب لبنان الأخيرة بأيّ شكلٍ من الأشكال، فالإتحاد قام بكلّ واجباته تجاه المنتخب ووفّر له كلّ مستلزمات النجاح في التصفيات، وإذا كان المدير الفنّي جمال طه قد أخطأ في بعض قراراته كما يتحدث البعض، فهذا لا يعني أنّ الإتحاد شريك في الخطأ وبالتالي عليه أن يدفع ثمناً غير مبرّر وغير منطقيّ في هذا السياق، من دون أن ننسى أنّ هذا الإتحاد بالذات كان السبّاق والأكثر نشاطاً وجرأة في تنظيم بطولاته الرسمية لكافة الدرجات في الموسم الكرويّ الأخير مواجِهاً كلّ الصعوبات والتحدّيات الجمّة، في وقت كانت الإتحادات الجماعية الأخرى لا تزال متردّدة أو عاجزة عن إطلاق بطولاتها لأسبابٍ واهية معروفة.


MISS 3