G20: لتعددية أكبر بعد "كوفيد"

02 : 00

بلينكن خلال وصوله إلى اجتماع لمجموعة العشرين في ماتيرا جنوب إيطاليا أمس (أ ف ب)

في الوقت الذي تقرع فيه المتحوّرة "دلتا" أبواب الدول حول العالم ناشرةً الرعب في صفوف المجتمعات المنهكة والطواقم الطبية المستنزفة، اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أثناء اجتماع لمجموعة العشرين في ماتيرا في جنوب إيطاليا أمس، أن التعددية ستكون أساسية لمواجهة الأزمة الناجمة عن الوباء. وإذ قال بلينكن في مستهلّ هذا الاجتماع إن "التنسيق المتعدّد الأطراف سيكون أساسياً لقدرتنا الجماعية على إنهاء هذه الأزمة الصحية العالمية"، أضاف أن "ذلك ينطبق أيضاً بالنسبة إلى العمل الذي ينبغي علينا إنجازه لتعزيز السلامة الصحية العالمية، كي نتمكّن من رصد الأزمات الصحية المستقبلية بشكل أفضل والوقاية منها والاستجابة لها".

وتابع الوزير الأميركي: "لوضع حدّ للوباء، علينا الحصول على المزيد من اللقاحات"، معتبراً أن مبادرة "كوفاكس" المتعدّدة الأطراف "تضمن أن يتمّ توزيع اللقاحات بشكل عادل وأن تصل إلى الدول الأكثر حاجةً إليها".

بدوره، أعرب وزير الخارجية الإيطالي لويدجي دي مايو، الذي ترأس بلاده حالياً مجموعة العشرين، عن تأييده لـ"التعددية الفعّالة برعاية الأمم المتحدة"، مذكّراً بأن "إيطاليا كانت من أولى الدول التي طالبت بتحالف دولي للاستجابة الصحية للوباء".

وأكد أن "الرئاسة الإيطالية لمجموعة العشرين تضع لنفسها هدفاً، من خلال التعددية، هو مكافحة التأثير الصحي والاجتماعي والاقتصادي للوباء للترويج لانتعاش مستدام وشامل ومتين".

من جهته، دعا وزير خارجية جمهورية الكونغو الديموقراطية كريستوف لوتوندولا، الذي كان مدعواً إلى الاجتماع، إلى اتخاذ "خطوات عاجلة" من أجل "عكس الاتجاه الحالي" في أفريقيا، خصوصاً عبر تطوير "قدرة الإنتاج المحلّية للقاحات" وعبر زيادة "قدرة إجراء الفحوص في الدول التي لا تملك المنتجات والمختبرات اللازمة".

وفي الأثناء، تلقى نحو 10 ملايين أسترالي تعليمات لحجر أنفسهم في مدن عدّة. فبعد سكان سيدني (جنوب شرق) وداروين (شمال) وبيرث (غرب)، أتى دور سكان بريزبين ومناطق أخرى عدّة في مقاطعة كوينزلاند لملازمة منازلهم اعتباراً من مساء الأمس، ولمدّة 3 أيّام في مرحلة أولى. وتُواجه أستراليا، التي أُشيد بطريقة إدارتها للجائحة حتّى الآن، منذ أسابيع قليلة، ارتفاعاً في الإصابات بمتحوّرة "دلتا" شديدة العدوى، خصوصاً بسبب ثغرات في ترتيبات الحجر الصحي لمسافرين وافدين من الخارج.

كذلك، أعلنت روسيا أعلى حصيلة يومية للوفيات منذ بدء تفشي "كوفيد"، بلغت 652 وفاة خلال الساعات الـ24 الأخيرة، إضافةً إلى أكثر من 20 ألف إصابة جديدة. وأحصت سان بطرسبرغ 119 وفاة، وهي أسوأ حصيلة تُسجّلها المدينة، وكذلك موسكو، بؤرة الوباء، مع 121 وفاة.

وسبق أن تجاوزت أكبر مدينتَيْن روسيّتَيْن أعداداً قياسية سابقة في نهاية الأسبوع الماضي والإثنين، رغم التدابير الصحية المفروضة (العودة إلى العمل عن بُعد لجزء من الموظفين والتلقيح الإلزامي للعاملين في قطاع الخدمات). لكن السلطات لا تنوي فرض إغلاق عام بهدف الحفاظ على الاقتصاد.

وكشف وزير الصحة الروسي ميخائيل موراشكو خلال اجتماع حكومي حول الموجة الوبائية الناجمة عن المتحوّرة "دلتا" أن حوالى 151 ألف مصاب بـ"كوفيد 19" يتلقون العلاج في المستشفيات في روسيا، مشيراً إلى أن الوضع متوتر في وقت تملك البلاد في المجمل حالياً 182 ألف سرير لمرضى "كوفيد".

توازياً، أعطت السلطات أكثر من 3 مليارات جرعة من اللقاحات في أنحاء العالم، وفق تعداد لوكالة "فرانس برس" استناداً إلى مصادر رسمية. وفيما أُعطي المليار الأوّل خلال 20 أسبوعاً على بدء حملات التلقيح الواسعة في كانون الأوّل، والمليار الثاني خلال 6 أسابيع، استغرق إتمام المليار الثالث أقلّ من 4 أسابيع. و40 في المئة من الرقم الإجمالي (1.2 مليار) أُعطي في الصين، تليها الهند (329 مليوناً) والولايات المتحدة (324 مليوناً).

لكن قياساً بعدد السكان في الدول التي يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة، فإنّ الشرق الأوسط يتصدّر عمليات التلقيح، مع الإمارات العربية المتحدة (153 جرعة لكلّ 100 شخص) والبحرين (124) وإسرائيل (124). وتقترب هذه الدول من تجاوز نسبة 60 في المئة من السكان الذين تلقوا اللقاح بالكامل.

وبخصوص اللقاحات أيضاً، عرضت اليونان مكافأة مالية للشبان الذين يتلقون الجرعة الأولى، في إطار سعي الحكومة إلى زيادة معدّلات التلقيح قُبيل موسم عطلات الصيف، وفق ما أفادت وكالة "رويترز". وقال رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس خلال اجتماع وزاري طرح فيه الحافز الجديد: "مع الجرعة الأولى من اللقاح سيحصلون على بطاقة مسبقة الدفع بقيمة 150 يورو"، وأضاف: "إنّه دين للشباب ومنحة عرفان بالجميل".

وفي الخليج، قرّرت إمارة أبوظبي السماح فقط لمن تلقوا اللقاحات بدخول الأماكن العامة، بما في ذلك المدارس ومراكز التسوّق والمقاهي والمطاعم، وذلك اعتباراً من 20 آب، في محاولة لمكافحة الجائحة. واستثنت لجنة إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث الناجمة عن جائحة "كورونا"، "منافذ الغذاء والمستلزمات الأساسية كمحلات السوبرماركت والصيدليات".


MISS 3