مايز عبيد

قائد الجيش في زيارة مفاجئة لطرابلس: رسائل مهمّة في منعطف وطني خطير

3 تموز 2021

02 : 00

"لن يجرّنا أحد إلى أي مواجهة مع أهلنا"

في زيارة مفاجئة وخاطفة، وصل قائد الجيش العماد جوزاف عون إلى طرابلس يوم أمس على متن طوافة عسكرية، برفقة رئيس الأركان في الجيش اللواء الركن أمين العرم، حيث تفقد الوحدات العسكرية العاملة في المدينة التي شهدت وتشهد أحداثاً أمنية متواصلة على خلفية الأوضاع المعيشية الصعبة التي تمرّ بها المدينة وسكانها.

وتكتسب الزيارة أهميتها لناحية التوقيت الذي أتت فيه، سيما وأن وحدات الجيش المنتشرة في طرابلس والتي تمّ تعزيزها بعناصر إضافية في الأيام الأخيرة، تقوم بالتصدّي لكل أشكال الإضطرابات التي تحصل من جهة؛ وتنفّذ مداهمات شبه يومية؛ قبل الزيارة وبعدها، لمطلوبين على خلفية ما يحصل من إشكالات وتوترات. وتأتي أهمية الزيارة أيضاً انطلاقاً مما تشهده الأحداث في المدينة والتي يبدو فيها أن الجيش قد وُضع وحيداً بعد الاجتماع الأخير للمجلس الأعلى للدفاع، في مواجهة مع الأهالي والشبّان الغاضبين من سوء الأوضاع الإقتصادية، وهي مواجهة ما كان الجيش يتمنّاها بكل الأحوال. وقد عبّر عن ذلك قائد الجيش في كلمته تلميحاً، عندما أشار إلى أن "البعض أراد وضعنا في مواجهة مع أهلنا في طرابلس، ولكن بحكمتكم أنقذتم المدينة وأهلها". وإذ أشار العماد عون الى صعوبة المرحلة على الجيش والشعب معاً، قال للطرابلسيين: "أهالي مدينة طرابلس الفيحاء نحن جزء منكم. نشعر بمعاناتكم ووجعكم.

نحن لسنا ضدّكم، لكم الحق في التعبير السلمي عن رأيكم ونحن نحميكم، ولكن لا تدعوا العناصر المشاغبة وغير المنضبطة أن تسيء لكم أو تجرّكم الى مواجهة مع الجيش. نحن لسنا سبب الأزمة الاقتصادية التي تعانون منها ونعاني منها نحن أيضاً، ولن يجرّنا أحد الى أي مواجهة مع أهلنا، وفي المقابل لن نسمح لأي كان بالمسّ بأمن المدينة ولا بأمن أي منطقة لبنانية أخرى".

3 رسائل

كان واضحاً من كلام قائد الجيش أنه متخوّف من زجّ الجيش في مواجهة مع فقراء المدينة، ولذلك كان لا بد من هذه الزيارة لتوجيه 3 رسائل أساسية: الأولى لعناصر الجيش في طرابلس وجوارها التي باتت تشعر بأنها تعاني كما يعاني الناس وأكثر، ولا تريد أن تتورط بمعارك، وقد تراجعت وحدات الجيش أكثر من مرة في اليومين الأخيرين في أكثر من حادثة وفضّلت تجنّب المواجهة، "أنكم لستم وحدكم والقيادة تشعر معكم وهي هنا لمؤازرتكم". والرسالة الثانية إلى أهل طرابلس، "إن الجيش منكم ولكم وهو ليس هنا لمواجهتكم إنما لحماية الأمن والإستقرار في طرابلس". أما الرسالة الثالثة فهي إلى القوى السياسية التي صنعت المشكلة وترخي كل أعبائها على الجيش "أن الجيش سيحفظ الأمن في وجه المخلّين، لكنه في نفس الوقت لن يتحمل وحده وزر المواجهة مع طبقة فقيرة بسبب السياسات الخاطئة للطبقة السياسية". أراد قائد الجيش التأكيد للطرابلسيين بأنّ العلاقة التي تربط المؤسسة العسكرية معهم هي علاقة وحدة وانصهار، ولا مجال للفتنة بينهما وفي ذلك مصلحة لطرابلس ومصلحة للجيش أيضاً.


MISS 3