حسن حسين الحسيني

حسن الحسيني: فشلنا بإقامة لبنان الدولة

4 تموز 2021

15 : 29

ألقى د. حسن حسين الحسيني  كلمة خلال لقاء لبنان -مشروع وطن الانسان، جاء فيها:

"انعم الله علينا بلبنان من عمر التاري

وانعم أجدادنا علينا بلبنان الوطن

أما نحن، فلقد فشلنا بإقامة لبنان الدولة.

اللبنانيون قاوموا، عبر التاريخ، أعتى الإحتلالات الخارجية وبقي لبنان صامداً شامخاً كجباله.

أما اليوم، فنحن أمام إحتلال ميليشيوي طائفي، من كل الطوائف ولا مثيل له.

إحتلال سرطاني إنتشر فساداً في جسم الوطن، دمّر مرافقه، نهب ثرواته، لوث بيئته، سجن ثقافته وحرياته، سدّ أفاق مستقبله، هجّر أهله ويغتال أحلامه كل يوم.

إحتلال، سلاحه الطائفية الشريره، لم يميز بين لبناني ولبناني عندما سطى على جنى عمرهم وعندما مارس قمعه وظلمه على كل الأحرار في ساحات ثورة الحق والكرامة.

إحتلال لم يميز بين لبناني ولبناني عندما إغتال أرواحهم وأرواح أطفالهم ودمر ممتلكاتهم وهجرهم بتفجير وحشي لم نستوعب همجيته حتى اليوم.

إحتلال لم يميز بين لبناني ولبناني في إذلالهم في لقمة عيشهم وصحتهم وأبواب رزقهم من خلال صفوف الإستجداء والقهر والموت البطيء.

إحتلال لا يميز بين لبناني ولبناني عندما يزيد المناطق المحرومة حرماناً ولا يتذكرها إلا في موسم حصاد الأصوات الإنتخابية.

إحتلال لا يميز بين لبناني ولبناني عندما يدمر مؤسساتهم التربوية والعلمية وندواتهم الفكرية والفنية التي تعكس تاريخهم المجيد وتشكل ضمانة بقائهم واستمرارهم وتطورهم.

إحتلال لا يميز بين لبناني ولبناني عندما يعبث بدستورهم وقوانينهم ويحول دون إقامة الدولة، دولة الإنسان، الدولة المدنية، دولة العدل والمساواة، دولة القانون.

إحتلال لا يميز بين لبناني ولبناني عندما يمعن بالقضاء على ثقافتهم وفي تهجير قدراتهم البشرية وإبداعاتهم. نعم إبداعاتهم التي يعتزون بها.

احتلال لا يميز بين لبناني ولبناني في عالم الغربة عندما يغتال أحلامهم في العودة الى حضن وطنهم ويحرمهم شرف وواجب المشاركة في بنائه وإنمائه.

لنكن أحراراً، لنكن أعزاءً، لنكن أوفياءً للبنان الرسالة، لنكن مقاومين كما كانوا أجدادنا فنكون يداً واحدة في معركة تحرير لبنان.

عشتم وعاش لبنان".

MISS 3