شرب الكحول يُضِرّ بالدماغ في مراحل متنوعة

02 : 00

إذا حصرنا تركيزنا بالإعلانات، قد نظن أن الكحول (أي كوب البيرة أو النبيذ أو جرعة من الخمور أو الكوكتيل المُركّب) هي مجرّد طريقة لجمع الناس وإسعادهم. قد يوصي الإعلان الناس بشرب الكحول بطريقة مسؤولة لكن من دون تفسير تداعيات الإفراط في الشرب، لا سيما في مراحل معينة من الحياة. الكحول لا تجعلنا نثمل بكل بساطة بل إنها تؤثر على أحكامنا وتُضِرّ بالكبد وقد تُسبب أضراراً أخرى في الجسم، حتى أنها قد تنعكس على وظائف الدماغ.

في مقالة جديدة نشرتها "المجلة الطبية البريطانية"، ذكر ثلاثة علماء أن الدماغ يخوض تغيّرات كبرى في ثلاث مراحل من الحياة ويصبح ضعيفاً أمام مفعول الكحول تحديداً. تنطبق هذه الفكرة على بداية الحياة ونهايتها. حين تشرب المرأة الحامل الكحول، قد تُضِرّ بدماغ الجنين الناشئ، ما يؤدي إلى مشاكل جسدية ومصاعب في التعلّم واضطرابات سلوكية لدى الطفل في مرحلة نموه. وعندما يشرب الناس فوق عمر الخامسة والستين الكحول، قد يتفاقم التراجع في أدائهم الدماغي في مرحلة الشيخوخة.

أما المرحلة الثالثة، فتقع في سن المراهقة. خلال هذه السنوات الانتقالية بين الطفولة وسن الرشد، ينمو الدماغ ويتغير بطرق بارزة وقد تؤثر هذه التغيرات على نجاح هذه المرحلة الانتقالية. حين يشرب المراهقون أو الراشدون الشباب الكحول، قد تتأثر عملية نمو الدماغ لديهم بطرقٍ تنعكس على بقية مراحل حياتهم.

تأثيره على المراهقين والراشدين


وفق "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها"، تُعتبر الكحول من أكثر المواد شيوعاً في دول كثيرة. تراجعت معدلات الشرب المفرط خلال العقود الأخيرة، لكن كشفت الاستطلاعات الوطنية أن شخصاً واحداً من كل خمسة مراهقين أو راشدين شباب شرب الكحول في آخر ثلاثين يوماً، واعترف شخص واحد من كل عشرة بأنه أفرط في الشرب. كذلك، ذكر "مسح السلوكيات الخطيرة لدى الشباب" في العام 2019 أن أكثر من ربع طلاب المدارس الثانوية شربوا الكحول خلال الشهر الذي سبق مشاركتهم في الاستطلاع، بينما أفرط شخص واحد من كل سبعة في الشرب خلال الفترة الزمنية نفسها. تعني هذه النتائج أن عدداً كبيراً من الشبان بات معرّضاً لحصول تغيير دائم في دماغه وحياته.

في ما يلي بعض النصائح لأهالي المراهقين:

• تكلم مع ابنك المراهق عن الكحول وجميع آثارها المحتملة، واحرص على إخباره بالحقائق المرتبطة بهذا الموضوع.

• افرض قواعد صارمة حول شرب الكحول وحدّد العواقب التي سيواجهها ابنك إذا لم يلتزم بتلك القواعد. من الطبيعي أن يجرّب المراهقون الكحول. لكن إذا تجاهلتَ مشاركة ابنك في حفلات مليئة بالكحول، أو أغفلتَ عن نزعته إلى الإفراط في الشرب، أو تساهلتَ مع ميله إلى القيادة بعد شرب الكحول، قد تفسد حياة ابنك أو تجازف بإنهائها.

• تعرّف على أهالي أصدقاء ابنك وتعاون معهم لتحمّل مسؤولية مشتركة والحفاظ على سلامة الجميع.

• كن قدوة صالحة لأولادك: اشرب بطريقة مسؤولة كما توصيك إعلانات الكحول.


MISS 3