روي أبو زيد

غسان يمّين: حيّيتُ بيروت من باريس وكلّي إيمان بلبنان

8 تموز 2021

02 : 00

قدّم الموسيقي اللبناني غسان يمّين أجمل الأغنيات الفرنسية في الإحتفال الباريسي "Des Livres et des stars" الذي انعقد بحضور الجمهور بعد جائحة كبّلت انعقاد الإحتفالات الفنية والثقافية. "نداء الوطن" التقت يمين للحديث عن الإحتفال بشكل عام والموسيقى بشكل خاص.

حدثنا عن مشاركتك في الإحتفــــــــال الباريسي.

إنها النسخة الخامسة من المهرجان وانعقدت في باريس ليومين برعاية وزارة الثقافة الفرنسية، أما عرّابها فهو ميشال دروكير. تكمن أهمية الإحتفال بأنه الأول بعد فترة حجر طويلة وبحضور الجمهور، كما أنّ المنظّمين أصرّوا على إقامة حفلات توقيع لكلّ النجوم والكتّاب والفلاسفة والفنانين مصحوبةً بمداخلات موسيقيّة. كما تخلله ندوات ثقافية ينظمّها إعلاميون فرنسيون مشهورون.

كيف تمّ اختيارك؟

طُرِح اسم 15 فنّاناً، 14 منهم من الفرنسيين وأنا الأجنبي الوحيد. تمّ اختياري تعاطفاً مع لبنان أولاً ولأنني أتميّز بأعمالي الفنية، فأنا مغنٍّ وعازف أطرح أعمالي بنفس جديد ومختلف. هناك شبه كبير بين خامة صوتي وخامة صوت الفنان الراحل شارل أزنافور. كما عمد المهرجان الى مفاجأة الناس بنمط فنيّ جديد علماً أنّ بعض الفنانين الفرنسيين يزور المهرجان لشراء الكتب.

من طرح إسمك؟

سينتيا سركيس بيروس وهي من الشركاء الأساسيين في هذا الحدث.

كم عرض قدّمت وما هي أهم الأغنيات التي أدّيتها؟

قدّمت أربعة عروض على يومين وغنّيت أهم أغنيات شارل أزنافور المعروفة كـJe ne voyais dejà" Desormais"،"Je t’aime AIME"، "La Bohème" وغيرها. كذلك قدّمت بعض الأغاني غير المعروفة حتى من الجمهور الفرنسي كـ"Pour faire une Jam". أما لإديث بياف فغنيّت Hymne" d’amour" وغيرها. وقدّمتُ تحيّة للبنان عبر أغنية "لبيروت" التي نالت تفاعلاً كبيراً من الجمهور، فالأغنية معروفة جداً لحناً لـ"Rodrigo" وصوتاً للسيدة فيروز وطلبت من جوزيف حرب أن ينظم كلماتها.

أطلقت اغنية جديدة خلال الإحتفال؟

نعم وهي تحت عنوان "Amour, mon coeur"، وقد حازت إعجاب الحضور الذي طلب إعادتها لمرّة ثانية. الأغنية من ألحاني وكلماتي بمشاركة سينتيا سركيس بيروس في تجربتها الأولى أما التوزيع فهو لـSteve Journey.


مع ميشال دروكير


كيف كان التفاعل معك كلبناني؟

قدّمت أهم الأغنيات الفرنسية بإتقان ما لفت نظر الفرنسيين، خصوصاً أنني أجنبيّ. لكني فرنكوفونيّ وأمضيتُ فترة طويلة من حياتي في باريس، ما ساعدني على تأدية الأغاني بهذا المستوى. كان ميشال دروكير يوقّع كتابه حين بدأت بالغناء لأزنافور وسرعان ما اتّجه مذهولاً نحو المنصة حيث أقف، وأكدّ لي أنه ظنّ لوهلة أنّ أزنافور قد بُعِث مجدداً خلال الاحتفال! لذا كان التفاعل رائعاً كفنّان يغنّي أجمل وأهم الأغنيات التي طبعت هوية الفن الفرنسي، وكلبناني وفيّ للفن بالرغم من الصعاب في بلده.

كيف تواجه مدرسة غسّان يمّين الفنيّة هذه الصعاب؟

تُعتَبر "L’ecole des arts-Ghassan Yammine" من اقدم المعاهد في لبنان، خصوصاً أنني أسستها وأنا على مقاعد الدراسة في باريس. كانت المدرسة حلماً يتحقّق بإيصال ما تعلّمته من فنّ أوروبيّ للموسيقيين اللبنانيين. وتتضمّن اليوم أقسام موسيقى ورقص ورسم وتصوير، فضلاً عن تأمين مشاريع توأمة للطلاب اللبنانيين مع جهات خارجية في بريطانيا وفرنسا ونيويورك. كذلك أفسحنا في المجال لأساتذتنا للمشاركة في ندوات ودورات تعزّز ثقافتهم الفنية والثقافيّة، بعد الإنجازات التي حققناها خصوصاً أننا الأعضاء الوحيدون من الشرق الأوسط في أكبر منظمتين موسيقيّتين بالعالم وهما L’Association Européenne des Conservatoires وFéderation Française de l’enseignement artistique. بالمقابل، أسسنا منذ ثلاث سنوات خطّ دفاع عبر اعتماد مبدأ التعليم عن بُعد في المدرسة، حتى قبل انتشار جائحة "كورونا"، ما ساعدنا على التكيف مع النظام الذي فرضه الفيروس الجديد. للأسف، نصارع اليوم للبقاء وقد قلّ عدد طلابنا نظراً للوضع الاقتصادي المتردّي، لكننا سنحاول قدر المستطاع الاستمرار وإعطاء الفرص للطلّاب الموهوبين والناجحين.

أما زلت مؤمناً بلبنان؟

نعم. لا مثيل لوطننا في العالم أجمع، فهو يتمتّع بسرّ وسحر غريبين. كما أؤمن بقدرات الشعب اللبناني التي تجعله يبرع وينجح أينما حلّ. تضرّرتُ من الوضع العام لكنني ما زلت متحليّاً بالأمل. آمل ألا أصل الى مرحلة اليأس والإحباط بالرغم من الألم والجرح الموجود فينا. من المؤسف أنهم يحاولون تدمير صروحنا الثقافية والتربوية التي أمضينا سنوات حياتنا في تأسيسها وتطويرها! ننتظر الضوء الأخضر من الخارج لقيامة لبنان، وحينها سأكون في وطني كي ننهض به مجدداً، لا سيما أنّ الفنون التي نتعلّمها تطوّر الإنسان وتجعله راقياً، ما يخلق مجتمعاً أفضل بعيداً عن الفساد وعدم احترام القوانين.


MISS 3