جاد حداد

الالتهاب المزمن وصحة مفاصلك

ما تأثير جهاز المناعة على ألم المفاصل؟

10 تموز 2021

02 : 00

حين تتعرض لإصابة في المفاصل (بسبب كسر في الركبة أو التواء الكاحل مثلاً)، يصبح الالتهاب الخفيف جزءاً من عملية التعافي. قد يشير انتفاخ المفاصل واحمرارها وليونتها إلى نشاط جهاز المناعة الذي يحاول التخلص من الضرر وتسريع نمو نسيج جديد. بعبارة أخرى، يكون هذا النوع من الالتهابات صحياً. لكن يطلق جهاز المناعة أحياناً التهاباً مزمناً وغير صحي لسبب مجهول، ما يؤدي إلى اشتداد الألم والتصلب والأضرار في المفاصل. تُعرَف هذه الحالة باسم التهاب المفاصل.

هجوم على المفاصل

لا أحد يعرف الأسباب التي تدفع جهاز المناعة إلى إطلاق هجوم ضد المفاصل، لكننا نعلم ما تفعله الخلايا حين تصبح ناشطة.

يوضح طبيب الروماتيزم روبرت شميرلينغ، وهو المحرر الطبي لتقرير الصحة الخاص الصادر عن جامعة "هارفارد" بعنوان "محاربة الالتهاب": "عند الإصابة بنوع شائع من التهاب المفاصل، مثل الالتهاب الروماتويدي، يمكن رصد مجموعة متنوعة من الخلايا المناعية في بطانة المفصل وسائله. هذه الخلايا تجذب خلايا مناعية أخرى، فتجتمع معاً كي تزيد سماكة بطانة المفصل وتشكّل وعاءً دموياً جديداً، ما يؤدي إلى تضرر المفصل في نهاية المطاف".

قد يكون التهاب المفاصل المزمن مسؤولاً عن تضرر الغضروف، أو العظام، أو الأوتار (صلة الوصل بين العضلات والعظام)، أو الأربطة (تضمن تماسك المفاصل)، حتى أنه قد يهيّج الأعصاب وينتج مجموعة كبيرة من الأعراض مثل الألم، والتورم، والتصلب. في بعض الحالات، يصبح تضرر المفاصل تدريجياً ودائماً.

أنواع الالتهاب

تتعدد أنواع التهاب المفاصل. في ما يلي الأكثر شيوعاً بينها:

التهاب المفاصل الروماتويدي: ينشأ هذا الالتهاب حين يهاجم جهاز المناعة بطانة المفاصل، لا سيما في اليد والمعصم والقدم. قد يصيب التهاب المفاصل الروماتويدي القلب والرئتين والعينين أيضاً.

داء النقرس: تترافق هذه الحالة مع تراكم حمض اليوريك الذي يتشكّل أحياناً على شكل بلورات في المفاصل، لا سيما في إبهام القدم، أو حتى في اليد والمعصم والركبة. تطلق تلك البلورات استجابة التهابية موقتة لكنها قد تصبح مزمنة لاحقاً.

مرض ترسب بيروفوسفات الكالسيوم: في هذه الحالة، تستقر بلورات الكالسيوم في المفاصل، لا سيما الركبة أو المعصم أو الكتف أو الكاحل أو المرفق. وعلى غرار بلورات حمض اليوريك عند الإصابة بداء النقرس، تدفع بلورات الكالسيوم الجسم هذه المرة إلى التفاعل مع الالتهاب. مع مرور الوقت، قد تصبح الحالة مزمنة.

التهاب المفاصل الصدفي: يتعرّض حوالى 30% من المصابين بداء الصدفية (نوع من أمراض المناعة الذاتية المسؤولة عن ظهور بقع من القشور الجلدية) لالتهاب المفاصل الصدفي الذي يستهدف الركبة أو الكاحل أو المعصم أو الأصابع.

ماذا عن الفصال العظمي؟يشير الفصال العظمي إلى استنزاف الغضروف الناعم الذي يَحِدّ المفاصل ولطالما اعتُبِر نوعاً من مشاكل المفاصل غير الالتهابية. لكن يعرف العلماء الآن أن بعض الخلايا الالتهابية ينشأ عند الإصابة بالفصال العظمي، مع أن هذا الالتهاب يبقى أقل حدة بكثير من التهاب المفاصل الروماتويدي أو أنواع أخرى من الاضطرابات الالتهابية.

كان الاستنتاج المرتبط بوجود التهاب مزمن خفيف عند الإصابة بالفصال العظمي كافياً لتشجيع الباحثين على بدء استكشاف إمكانية معالجة الحالة ببعض الأدوية المستعملة لمعالجة التهاب المفاصل.

العلاجات المحتملة

تُستعمل أنواع عدة من الأدوية لمعالجــة التهاب المفاصل:

• مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الإيبوبروفين (أدفيل، موترين)، لتخفيف مستويات البروستاغلاندين (مواد كيماوية تزيد الالتهاب سوءاً).

• ستيرويدات على شكل أقراص أو حِقَن لتخفيف الالتهاب وتثبيط جهاز المناعة.

• حِقَن عادية أو وريدية من الأدوية المضادة للروماتيزم وغير البيولوجية والمُعدِّلة للأمراض، مثل الميثوتريكسات (روماتريكس، تريكسال)، لتثبيط جهاز المناعة.

• حِقَن بالأدوية البيولوجية والمضادة للروماتيزم والمُعدِّلة للأمراض وأجسام مضادة مثل الأداليموماب (هوميرا) لتثبيط جهاز المناعة بطريقة أكثر استهدافاً من النسخ غير البيولوجية من تلك الأدوية.

• مثبطات أنزيم جانوس كيناز، مثل التوفاسيتينيب (سيلجانز)، لإعاقة الإشارات الالتهابية.

• أدوية لتخفيض مستويات حمض اليوريك (تُستعمل لمعالجة داء النقرس).

غالباً ما تُحقق العلاجات الدوائية نتائج جيدة. يقول شميرلينغ: "تستطيع الأدوية المستعملة لتخفيض مستوى حمض اليوريك أن تعالج داء النقرس. وبعد تطوير أدوية جديدة لالتهاب المفاصل الروماتويدي، بما في ذلك أدوية بيولوجية ومثبطات أنزيم جانوس كيناز، قد يخمد المرض ويتوقف تضرر المفاصل لدى عدد إضافي من الناس اليوم".


طرق أخرى للتعايش مع التهاب المفاصل


لتخفيف الألم والالتهاب، تقضي طرق أخرى بممارسة الرياضة، وتجنب المأكولات المُصنّعة لأنها تزيد حدة الالتهاب، وتخفيف الضغط النفسي، والإقلاع عن التدخين، والنوم لمدة كافية. كذلك، يمكن تخفيف الألم ومتابعة التحرك والنشاطات عبر وضع جبيرة أو دعامة على المفاصل المتضررة والخضوع للعلاج الفيزيائي.



MISS 3