هل تُبطئ الرياضة الزهايمر؟

10 : 00

كشفت دراسة مبنية على تصوير الدماغ أن ممارسة الرياضة، بين أربع وخمس مرات أسبوعياً، قد تبطئ مسار مرض الزهايمر بعد تراكم بروتين البيتا أميلويد بمستويات سامة.

امتدت التجربة الجديدة على سنة واستعملت عينات عشوائية، وكانت بقيادة رونغ تشانغ من أقسام علم الأعصاب والعلاجات العصبية والطب الباطني في مركز "ساوث وسترن" الطبي التابع لجامعة تكساس، في دالاس.

حاول تشانغ وفريقه سابقاً تحليل العلاقة بين الرياضة والخرف. فاكتشفت إحدى الدراسات مثلاً أن تمارين الأيروبيك تحافظ على صحة الدماغ عند الإصابة باختلال معرفي معتدل.

استنتجت تلك الدراسة تحديداً أن الرياضة المنتظمة تحافظ على سلامة المادة البيضاء في الدماغ، علماً أنها تشمل مليارات الألياف العصبية وترتبط بتحسّن الوظيفة التنفيذية (أي قدرة الدماغ على التخطيط والتنظيم وإنجاز المهام).

حلل البحث الجديد آثار الرياضة لدى 70 راشداً في عمر الخامسة والخمسين وما فوق. كان المشاركون مصابين باختلال معرفي معتدل ومتزامن مع فقدان الذاكرة: إنه نوع المرض الأكثر شيوعاً ويصيب الذاكرة على وجه التحديد. لوحظ أيضاً تراكم بروتين البيتا أميلويد (مؤشر على مرض الزهايمر حين تصبح مستوياته سامة) في أدمغة المشاركين.

يوضح تشانغ الدافع وراء البحث الجديد قائلاً: "ما العمل حين تعرف أن بروتينات الأميلويد تتراكم في دماغك؟ حتى الآن، لا يستطيع الأطباء وصف أي علاج".


الرياضة تفيد منطقة الحُصين الدماغية

راقب تشانغ وزملاؤه أثر برنامج من تمارين الأيروبيك التدريجية والمعتدلة أو المكثفة على الذاكرة، والوظيفة التنفيذية، وحجم الدماغ، ومستويات البيتا أميلويد في القشرة الدماغية. كذلك، راقبوا حجم الدماغ الإجمالي وحجم الحُصين كنتائج ثانوية. يرتبط الحُصين في المقام الأول بالتعلم والذاكرة، وغالباً ما يصيب الزهايمر هذه المنطقة.

قسّم العلماء المشاركين إلى مجموعتَين. مارست المجموعة الأولى تمارين الأيروبيك، والثانية حركات تمطط ونشاطات لشدّ الجسم. في نهاية التجربة، سجّلت المجموعتان المعدلات نفسها من القدرات المعرفية، على مستوى الذاكرة وحل المشاكل تحديداً.

لكن كشفت صور الدماغ منافع استثنائية لدى من حملوا أصلاً تراكمات من البيتا أميلويد ومارسوا الرياضة بانتظام. في التفصيل، تراجع حجم الحُصين لديهم مقارنةً بمن امتنعوا عن ممارسة أي شكل من الرياضة.

تعليقاً على النتائج، يقول تشانغ: "من اللافت أن تتجاوب الأدمغة التي يتراكم فيها الأميلويد مع تمارين الأيروبيك أكثر من الأدمغة الأخرى. صحيح أن المقاربات كلها لم تمنع تراجع حجم الحُصين، لكن يبقى إبطاء معدل الضمور عبر الرياضة اكتشافاً مثيراً للاهتمام".

أبحاث أخرى في الأفق

لا يستطيع الباحثون التأكيد على الرابط بين تراجع ذلك الضمور ونشوء منافع معرفية. يوضح تشانغ: "إنها نتائج حماسية، لكن بدرجة معينة. هذه الدراسة مبنية على إثبات المفاهيم، لذا لا يمكن استخلاص استنتاجات جازمة. إذا تكررت تلك النتائج في تجربة واسعة، قد يوصي الأطباء المرضى الأكثر عرضة للخطر يوماً بتطبيق خطة رياضية مستهدفة. ولا ضير أصلاً من بدء خطة مماثلة منذ الآن. يجب أن نفهم الأساس الجزيئي لمرض الزهايمر. لكنّ السؤال المُلِحّ في مجالي هو الآتي: هل نستطيع تحويل معلوماتنا المتزايدة حول علم الأحياء الجزيئي إلى علاج فاعل؟ يجب أن نتابع البحث عن الأجوبة". يقود تشانغ راهناً تجربة عيادية تهدف إلى التعمق في الرابط القائم بين الرياضة والخرف. من المتوقع أن تمتد على خمس سنوات وتستكشف مدى قدرة تمارين الأيروبيك، تزامناً مع أخذ أدوية خافضة لضغط الدم والكولسترول، على حماية الوظيفة المعرفية والحفاظ على حجم الدماغ.


MISS 3