جورج الهاني

لا لـ"الدكاكين" الرياضية...

12 تموز 2021

02 : 00

ما نعرفه منذ زمن طويل أنّ أيّ رئيس إتحاد أو نادٍ أو جمعية رياضيّة لا يختلفُ أبداً عن معلّم المدرسة الذي تبقى رسالته الأهمّ تثقيف طلابه تربوياً ووطنياً وأخلاقياً لكي يكونوا في المستقبل رجالاً أوفياء وصالحين لأهلهم ومجتمعهم وبلدهم، وهكذا بالتأكيد يجب أن تكون الحال عند رؤساء الإتحادات والأندية الذين هم بدورهم قدوة ونموذجٌ يُحتذى بهما في الوسط الرياضيّ ويتأثر بهم إداريوهم ولاعبوهم ومناصروهم.

إلا أنّ ما يحصل للأسف مؤخراً لا يؤشّر الى وجود وعي كافٍ ونوايا صادقة لدى بعض الذين يتولّون مناصب رياضية عالية، إذ بدل أن يعملوا على رأب الصدع ولمّ الشمل في إتحاداتهم وأنديتهم، وأن يسعوا الى إعادة الوفاق واللحمة اليها، نراهم يُمعنون عن قصد أو غير قصد في نكء الجراح ورفع أصوات التهويل والوعيد بفضح الأمور وكشف المستور، علماً أنّ مَن "بيته مِن زجاج لا يرشق بيوت الآخرين بالحجارة".

وفي هذا السياق، لا بدّ من أن يكون هناك دورٌ كبير ومؤثّر للجمعيات العمومية في الإتحادات والأندية الرياضية، فلا تكتفي بـ"التطبيل والتزمير" مع كلّ تصريح لإداريّ بارز في موقع المسؤولية، بل عليها أن تراقب وتحاسب عند الضرورة وقبل فوات الأوان ووقوع الهيكل على رؤوس الجميع، وأن تدرك تماماً أنّ أداء أدوار البطولة عند الإستحقاقات الكُبرى هو أهمّ بكثير من لعب دور "الكومبارس"، فالتهليل والتصفيق لن يؤدّيا في النهاية إلا الى تحويل المؤسّسات والأندية الى مجرّد "دكاكين" تجارية يستعملها أصحابها لأغراض شخصية وطموحات خاصة لا تمتّ الى الرسالة الرياضية الشريفة والنظيفة بأيّ صلة.


3