جورج الهاني

"مأسَسة" الأندية هي الحلّ

13 أيلول 2023

02 : 00

أثبتت التجارب الماضية أنّ الأندية الكبيرة التي تنافس على الألقاب لا يمكن أن تواصل مسيرتها الرياضية بالشكل الذي تتمناه وتطمح إليه في حال اعتمادها على أشخاص فقط مهما كان شأنهم عالياً وقدراتهم المالية كبيرة، بل عليها البحث بشكل دائم عن شركات ومؤسّسات داعمة لكي تضمن إستمراريتها وإستمرارية فرقها التي تشارك في البطولات الرسمية محلياً وخارجياً.

في هذا السياق، يتذكّر الجميع المعاناة التي عاشها رئيس نادي الحكمة الراحل أنطوان الشويري قبل تركه منصبه «مُكرهاً»، وكيف سعى مراراً وتكراراً مع القيّمين على مدرسة الحكمة الى تحويل النادي الى مؤسّسة بكلّ ما للكلمة من معنى على رغم أنه كان قادراً على دعمه لسنوات طويلة بعدما لُقّب بـ»أمبراطور كرة السلة» يومها، وذلك لأنه وصل الى خلاصة مهمّة خلال مشواره الطويل والناجح في الوسط الرياضي مفادها بأنّ الأندية لا تقوم من خلال أفراد أو تستمرّ بفضل المبادرات الفردية، بل يجب وضع خطة نوعية وإحترافية لرفع الأندية الى رتبة مؤسّسة وتفعيل أجهزتها ومواردها وأسهمها على كافة الصعد والمستويات، وعندما فشل «البريزيدان» في إقناع الآخرين بصوابية فكرته حزم حقائبه المليئة بالإنجازات الداخلية والعربية والآسيوية وغادر أسوار النادي من دون ندم.

إنّ الظروف الإقتصادية والمالية الصعبة التي يعيشها الوطن قد تجعل من الصعب التفكير بهذه النقلة الضرورية في الوقت الراهن لما يترتّب عليها من أعباء مالية كبيرة وإجراءات إدارية وقانونية معقّدة ومتعذّرة حالياً، وميزانية مرهقة قد لا يستطيع كثيرون تحمّلها في الوقت الراهن، لكنّ اللجوء الى المأسسة في المستقبل أمرٌ لا بدّ منه كخطوة أساسية وجوهرية نحو تطوّر القطاع الرياضي وإزدهاره.


MISS 3