تخوّف من تفشّي "المتحوّرات"... و"القيود" تعود إلى الواجهة!

02 : 00

فنانون خلال تظاهرة مناهضة للتدابير الصحية الجديدة المتخذة في فرنسا (أ ف ب)

على وقع انتقاد مستشار البيت الأبيض لشؤون كوفيد-19، أنتوني فاوتشي، نشر "معلومات مضللة" عن اللقاحات المضادة لكورونا، برز التجاذب الحاصل بين الرئيس الأميركي جو بايدن ومجموعة فيسبوك التي اتهمها بايدن بنقل معلومات مضللة حول اللقاحات و"قتل الناس"، الأمر الذي استدعى رداً من المجموعة رفضت فيه هذه الانتقادات مؤكدةً أنها "تنقذ أرواحاً" باتخاذها تدابير تسمح لمستخدمي موقع التواصل بوصول أفضل إلى اللقاحات.

توازياً، يثير رصد إصابة اثنين من الرياضيين بكورونا قبل خمسة أيام من افتتاح الأولمبياد مخاوف من انتشار كورونا خلال أولمبياد طوكيو في ظل تزايد القيود في أوروبا، ما يشكل امتحاناً لإجراءات مكافحة كوفيد التي أعدت قبل أشهر مع تشديد شروط الدخول إلى فرنسا وبريطانيا التي اضطر رئيس وزرائها بوريس جونسون إلى الالتزام بالحجر، لمخالطته وزير الصحة ساجد جاويد المصاب بكوفيد-19، داعياً إلى توخي "الحذر" عشية رفع القيود الصحيّة المرتبطة بالوباء في إنكلترا التي تسجّل منذ أسابيع ارتفاعاً في عدد الإصابات، مشدداً في الوقت نفسه على أنه "التوقيت المناسب" لرفع القيود في خطوة أطلقت عليها تسمية "يوم الحرية"، مع مناشدته في المقابل السكان توخي الحذر.

على صعيد آخر، دافع الجراح الأميركي العام فيفيك مورثي امس عن قرار الزام سكان لوس أنجلوس وضع الكمامة، داعياً مناطق البلاد الأخرى لاتباع الخطوة نفسها، كما أعرب عن "قلقه العميق" حيال التوقعات بشأن كوفيد-19 مع حلول الخريف، والتأخر الحاصل في عمليات التلقيح وسط انتشار دلتا، وخصوصاً ان مزيداً من الناس سيعودون لأماكن العمل والأطفال غير الملقحين للمدارس. وقال: "ما يقلقني أنه لا يزال لدينا ملايين الأشخاص في بلدنا الذين لم يتم تلقيحهم. يتعين علينا حماية أطفالنا غير المحصنين دون سن 12 عاماً".

أما في إسبانيا، فتعهد رئيس الوزراء بيدرو سانشيز بأن يكون نصف السكان قد تم تطعيمهم بالكامل الأسبوع المقبل، وكرر هدفه ببلوغ نسبة سبعين بالمئة من الملقحين بحلول نهاية الصيف. وفي اليوم التالي لتطبيق حظر التجول الليلي في كاتالونيا، جاء دور جزيرة ميكونوس اليونانية، رمز الليالي الاحتفالية، لإعادة فرض بعض القيود، بما في ذلك حظر تجول بين الساعة الواحدة والساعة السادسة صباحاً.

من جهتها، فرضت فرنسا اعتباراً من منتصف ليل السبت - الأحد أن يكون المسافرون غير المطعمين من بريطانيا وإسبانيا والبرتغال وقبرص واليونان وهولندا، قد خضعوا لفحص كورونا قبل أقل من 24 ساعة. كما وسعت فرنسا لائحة الدول "الحمراء" لتشمل بلداناً جديدة هي تونس وموزمبيق وكوبا وإندونيسيا. وسيفرض مجدداً وضع الكمامات في الهواء الطلق في مناطق محددة في شرق البلاد وجنوب غربها.

وأثار تشديد الإجراءات الصحية التي أعلنها الرئيس إيمانويل ماكرون غضباً لدى بعض السكان، لا سيما لناحية توسيع فرض الشهادة الصحية لتشمل خصوصاً المتاجر والمطاعم والأماكن الثقافية والطائرات والقطارات. وخرجت تظاهرات عدة في باريس ومدن كبيرة أخرى للتنديد بـ"الديكتاتورية" الصحية، على حد قول المحتجين. ومع ذلك، كشف استطلاع للرأي أن هذه التدابير لا تزال مقبولة من غالبية كبيرة جداً من الشعب الفرنسي.

وخوفاً من "الوجود المستمر" في فرنسا لمتحورة "بيتا" وهي واحدة من أربع متحورات توصف بالمقلقة وفق منظمة الصحة العالمية، إلى جانب "ألفا" و"غاما" و"دلتا"، قررت الحكومة البريطانية إخضاع القادمين إليها لحجر صحي حتى ولو كانوا قد تلقوا اللقاح.

وتثير المتحورة دلتا مخاوف الحكومات من تجدد تفشي الوباء الذي أودى بحياة أربعة ملايين شخص في العالم ويمكن أن يقود إلى تشديد جديد في نهاية عطلة الصيف.

وتتوقع وكالة الأمراض الأوروبية ارتفاعاً كبيراً في عدد الإصابات بكوفيد في الأسابيع المقبلة، يصل إلى خمسة أضعاف تقريباً بحلول الأول من آب المقبل، لكن الوكالة توقعت في المقابل ألا يرتفع عدد حالات الاستشفاء والوفيات بالسرعة نفسها بفضل حملات التلقيح.


MISS 3