روي أبو زيد

نزار فرنسيس: إن غنّت لي فيروز أتوقّف عن الكتابة

20 تموز 2021

02 : 00

إنه من أهم شعراء الأغنية. لا يكتب أغنية إلا لتحصد انتشاراً واسعاً ونجاحاً منقطع النظير."نداء الوطن" التقت نزار فرنسيس وتناولت معه هموم الوطن ومسائل فنية وثقافية مختلفة.

هل أنت الشاعر الأول عربيّاً؟

أعمالك هي التي تحدّد مستوى نجاحك. لا يمكن أن أنصّب نفسي الشاعر الأول فالأمر مقرون بالجمهور والمتابعين. أنا فخور بمسيرة 30 عاماً من الشعر، حيث حقّقت نجاحات كثيرة مقدماً بعض القصائد على أهم المسارح. كما اكتسبت الأغاني التي كتبتها شهرة واسعة و تمكّنت من الحفاظ على استمراريّة نجاحها، الأمر الذي يتطلّب ذكاءً واحترافاً بتقديم الأفضل للناس. كذلك، شاركت بمهرجانات و"أوبراتات" مهمّة محليّاً وإقليميّاً.

كيف تتمكّن من مواكبة التطوّر لمحاكاة الجيل الحالي؟

على كلّ إنسان أن يطوّر نفسه كي يبقى حاضراً وجاهزاً لأعمال جديدة، خصوصاً أنّ الأعمال الفنيّة "موجات" كالموضة، يجب التأقلم معها أو قولبتها. على سبيل المثال لا الحصر، شكّلتُ والملحّن سمير صفير ثنائيّاً غنائيّاً في فترة من الفترات، فتمكنّا من تغيير نمط إتجاه الأغاني عبر استحداث الـ"Slow Dance" من "إنت مشيتي وبكيت الوردة"، مروراً بـ"حبّك وجع بعدو معي"، وصولاً الى "درب الهوى"، "شو عبالي"... وأصبح هذا النمط الفنيّ رائجاً بفضلنا خصوصاً أنّ المغنّى كان مختلفاً آنذاك. العالم الفنيّ متحرّك ويختلف في كلّ فترة محاكياً "مزاج" الناس. لذا علينا مواكبة المجتمع وظروفه وبالتالي تزويده بما يريده فنيّاً.

ما سمات الكلمة التي تلمس قلوب المستمعين؟

يجب أن تتميّز بالصدق، خصوصاً أنّ الأغنية تختلف عن الشعر العادي ويجب أن تصل لكل الناس من خلال اعتماد طريقة "السهل الممتنع"، فضلاً عن استحداث فكرة جديدة ونحتها بقالب جميل وسهل في ظلّ أجواء شعريّة جميلة. الأغنية لوحة يرسمها الإنسان ويفهمها الجميع فتصبح ملكاً للناس.

ما الموقف الذي تستذكره مع الموسيقار الراحل ملحم بركات والذي أثمـــــــر كتابة اغنية؟

ارتكزت غالبية أعمالي مع بركات على قصّة واقعيّة. على سبيل المثال، كتبتُ أغنية "مش عارف مش عارف إذا رح يبقى معنا" في السيارة حيث كان السائق يصطحبنا الى مهرجان موازين في المغرب. وكنت أودّ شراء بعض الأغراض فسألت الموسيقار إن كان السائق سيبقى معنا في اليوم التالي فأجابني: "مش عارف" فقلت له: "مش عارف، مش عارف إذا رح يبقى معنا". رحت حينها أعزّز الفكرة وأضيف بعض الأفكار، أما بركات فلحنها سريعاً وهكذا وصلنا الى المهرجان مع أغنية جديدة تألّفت وتلحّنت في السيارة. كذلك قمنا بتأليف "كرمال النسيان" في الطائرة و"بدّك مليون سنة" حين كنّا نتصيّد معاً.

من الفنان الذي تتمنّى أن يقدّم أغنية من كلماتك؟

قدم أهم الفنانين اعمالاً من كلماتي كملحم بركات وماجدة الرومي، لذا أعتبر أنني وصلت الى القمّة. وتربطني علاقة صداقة واحترام بكلّ من قدّمتُ لهم أي أغنية.

ألا تتمنّى أن تغنّي لك فيروز؟

فيروز لا تُقارَن بأيّ إسم موجود اليوم. إنها أرزة مزروعة على تلّة بعيدة، وهي الأجمل والأرقى والأكثر ابداعاً. أنا مستعد أن أتوقّف عن كتابة الأغاني بعد تقديم أغنية واحدة لسفيرتنا الى النجوم. لكنّ الظروف لم تمنحني هذا الشرف.

ما هو جديدك؟

أحضّر لأعمال محليّة وأخرى خارج لبنان ستبصر النور قريباً.

هل منحت المرأة حقوقها المعنويّة في قصيدتك؟

بالطبع. أحترم مجتمعي كثيراً وأكتب بلغته خصوصاً أنّ "الشاعر هو ابن بيئته" كما يُقال. لكنّ المرأة تملك حصّة كبيرة في قصائدي فلم أستعملها لمآرب معيّنة كما لم أعمد الى إهانتها بأيّ شكل من الأشكال.

لماذا تكتب خواطرك على "تويتر" وليس على منبر آخر؟

أتواصل مع من يحبّني ويتابعني على "تويتر" وأطلق عليهم لقب: "اللي بتشبهوني". تحولت منابر التواصل الإجتماعي محطّة للتفاعل والتواصل وتبادل الأفكار والآراء. وأتمنّى أن تبقى "السوشيل ميديا" وسائل تواصل إجتماعي وليس "تباعداً إجتماعياً" خصوصاً أنّ بعض الدخلاء يستخدمونها للأذى المجتمعي والوطني. لذا أدعو الجميع الى الإلتقاء مع الآخر بعيداً عن التحريض والنعرات الطائفية والحزبية.

هل تشعر بالتفاؤل بالنسبة الى وضعنا في لبنان؟

أنا متفائل بالرغم من سوداويّة الوضع الحالي. عانى أجدادنا الأمرّين في ما مضى، لكنّهم تحمّلوا وقاتلوا وضحّوا للمحافظة على هذه الأرض. لذا علينا أن نحمل الأمانة ونحافظ عليها والتحلّي بالأمل.

وماذا تقول لكلّ لبناني يعاني؟

هون بدنا نضلّ يا جرح الغياب

نحنا صحاب الأرض حرّاس البواب

وبالجوع مثل الحرب ما رح نتركك

منجوع يا لبنان ومناكل تراب