الكاظمي يلتقي بايدن الإثنين... "سيادة العراق ومكافحة الإرهاب"

واشنطن - بغداد: إنسحاب عسكري وتواجد "استراتيجي"

02 : 00

بلينكن يلتقي نظيره العراقي في واشنطن أمس (أ ف ب)

جدد العراق والولايات المتحدة، أمس، التزامهما بتعزيز الشراكة بين البلدين، والتأكيد على "متانتها"، وقيامها على المصالح المشتركة، وذلك مع بدء اجتماعات الحوار الاستراتيجي بين البلدين، قُبيل اجتماع لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مع الرئيس جو بايدن الاثنين المقبل في البيت الأبيض. وأشار وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي، فؤاد حسين، في العاصمة الأميركية واشنطن، إلى أنّ "الولايات المتحدة فخورة بقيادة الجهد من أجل إنجاح الانتخابات العراقية المرتقبة في تشرين الأول". وأكد "متانة الشراكة الأميركية مع العراق"، مضيفاً أن "العمل الذي نقوم به مع العراق اليوم يقوم على تحقيق المصالح المشتركة".

بدوره، شدد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، على أن "داعش لا يزال موجوداً في العراق"، وأن بلاده تجدد التزامها بتعزيز شراكتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة بوصفها شريكاً أساسياً في التحالف الدولي لمحاربة التنظيم، مضيفاً أن القوات الأمنية العراقية "لا تزال بحاجة إلى البرامج التي تقدمها الولايات المتحدة بالتدريب والتسليح والتجهيز وبناء القدرات".

وثمن حسين "جهود واشنطن في تدريب القوات العراقية"، مشيداً بالعمل العراقي الأميركي المشترك في مواجهة تنظيم داعش". وأضاف قوله: "موجودون في واشنطن لإتمام الحوار الاستراتيجي المشترك وأرجو أن تصب نتائج الحوار في خدمة مصالح البلدين".

وأكد الوزير العراقي "أهمية ديمومة الجهود الدولية التي تقودها الولايات المتحدة من خلال التحالف الدولي لتحقيق الانتصار على الإرهاب"، كما شدد على "الاحترام الكامل لسيادة العراق بما يضمن استقراره الداخلي وعدم زجه في الصراعات الإقليمية".

وقال حسين، الذي يزور واشنطن حالياً ضمن وفد رفيع لحضور الجولة الرابعة من اجتماعات الحوار الاستراتيجي، إن "مذكرات التفاهم الموقعة مع واشنطن تؤكد مضي العراق في تعزيز استقلاله الاقتصادي وتحقيق الشراكات الإقليميّة والدولية بشكل متوازن".

وأضاف أن مواجهة كورونا تتطلب استكمال التعاون بين وزارتي الصحة في العراق والولايات المتحدة.

وقال حسين إن "المجالات العسكرية والاقتصادية والطاقة النظيفة والصحة وخصوصاً مواجهة كورونا تدخل ضمن بنود الحوار الاستراتيجي العراقي الأميركي"، معرباً عن أمله "بالتوصل إلى اتفاقات للدعم والتعاون في مجال الصحة".

واستقبلت مسؤولة الشؤون الدولية في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مارا كارلين، امس الأول، وفداً برئاسة مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، للبحث في "التعاون العسكري على المدى الطويل" بين البلدين، بحسب ما قال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي في بيان.

وكان الكاظمي بحث مع موفد البيت الأبيض بريت ماكغورك، الأسبوع الماضي في بغداد، انسحاب القوات الأميركية من العراق.

إلا أن المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أشارت إلى أنّ الحكومة العراقيّة "راغبة في أن تُواصل الولايات المتحدة والتحالف تدريب جيشها ومساعدته، وتقديم الدعم اللوجستي وتبادل المعلومات".

وفيما يتوقع أن يتوصل الطرفان خلال الجولة الرابعة من الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن إلى وضع جدول زمني لانسحاب التحالف الدولي الذي يحارب تنظيم "داعش"، أشار مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية في حوار مقفل مع الصحافيين وطلب عدم ذكر اسمه، إنه يجب إبقاء القوات الأميركية في العراق، وإن البيان الختامي سيشير إلى ذلك بوضوح، وسيربطه بمهمة القضاء ومنع عودة داعش، ولفت إلى أن العراقيين يريدوننا أن نبقى وأن الكلام عن أن الوفد العراقي سيطلب الانسحاب هو كلام غير صحيح.

وشدد على وجود الكثير من الأسباب التي تدفع الأميركيين للتحدث عن استمرار مهمتهم في العراق، ويريدون التأكيد أن المقارنة غير موجودة بين انسحابهم من أفغانستان وبين استمرار مهمتهم في العراق، وهم يعرضون للنجاحات التي تمّ تحقيقها في السنوات الماضية لجهة القضاء على داعش ولجهة تسليح وتدريب القوات الحكومية العراقية، ويعتبرون الآن أن القوات الأميركية لجهة العدد تتناسب مع ما يمكن اعتباره مهمة جديدة في العراق.

وأكد المسؤول في وزارة الدفاع أن البيان الختامي سيذكر صراحة أن القوات موجودة في العراق بدعوة من الحكومة العراقية وللمساعدة في محاربة "داعش"، وأشار إلى أن حكومة الكاظمي تشارف على انتهاء ولايتها وهذا سبب إضافي في الوصول إلى نتيجة نهائية في الحوار الاستراتيجي، وأوضح أنه لو طلبت الحكومة العراقية المقبلة انسحاب القوات الأميركية وإنهاء مهمة التدريب والاستشارة فإن الأميركيين سيضعون آلية لمناقشة كيف سيحدث ذلك، وأضاف: "الواقع هو أن قادة القوات العراقية يوصون بقوة بأنهم بحاجة إلى دعم القوات المتحالفة".


MISS 3