روي أبو زيد

فلاديمير كورميليان: الموسيقى لغة تُعبّر عن تجاربي

26 تموز 2021

02 : 00

يترجم فلاديمير كورميليان أفكاره وهواجسه بالموسيقى. شارك بمهرجانات بعلبك حيث صدحت موسيقاه في أرجاء القلعة الرومانية. كذلك عمل اخيراً مع المخرج علاء ميناوي والرسام أحمد عامر في عرض بعنوان "يوم لم ينته" ترجم قصص المتضرّرين من إنفجار الرابع من آب. "نداء الوطن" التقت كورميليان فدار هذا الحوار.

حدثنا عن مشاركتك في مهرجانـــــــــات بعلبك؟

لم تكن المرة الأولى لي في بعلبك، فقد شاركت سابقاً مع طلاب جامعة الـALBA (السنة الثانية) الذين يطلّون على مدرج هيكلي باخوس وجوبيتير. لكنّني أطلّيتُ منذ أسبوعين باسمي الشخصي وقطفتُ ثمار تعبي وجهدي فنلت تقدير جهة مهمة كلجنة مهرجانات بعلبك. والمميّز في هذا الموضوع أنّ اللجنة سلّطت الضوء على الفنانين المحليّين هذه السنة، فتواصلت مع كلّ مشارك بطريقة شخصية ولم تبحث عن فنانين عالميين كما جرت العادة. شعرت بأننا صغار جداً بالنسبة للقلعة ولكني افتخرت بموسيقتي التي ملأت العواميد والمدرّجات وعرضتُ عملي الجديد في هذا المهرجان.

ماذا عن مشاركتك في "يوم لم ينته"؟

العمل هو ثمرة تعاون بيني والمخرج علاء ميناوي والرسام أحمد عامر. أردنا ألا تمرّ الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت مرور الكرام، لذا عمدنا الى تقديم العرض قبل الرابع من آب كي نذكّر الرأي العام بأنّ الحقيقة ما زالت ناقصة. طلب ميناوي من الناس مشاركته "حكاياتهم الشخصية مع التفجير" بالبريد الإلكتروني، فقرأها ليلة العرض واستوحينا منها مباشرةً معزوفة موسيقيّة ورسماً بطريقة إرتجاليّة، لنشكّل في نهاية المطاف تجارب لحظوية موسيقية ترافقها رسوم، فأعطينا القصص المؤلمة بعداً فنيّاً يجسّد الألم الموجود فيها ولكن بطريقة مختلفة. للأسف، كان من المفترض أن يستمرّ عرضنا الى 25 تموز، لكنّه توقّف بعد العرض الأول لإصابة شخص من فريق العمل بـ"كورونا" وسنعاود عرضه مجدداً في تشرين الأول المقبل.



ألا تواجه تحدّياً كبيراً في ارتجال الموسيقى على المسرح مباشرةً؟

بالطبع، قد نتوقّف عن الرسم أو العزف إن شعرنا بأنّ القصة صعبة جداً ولم نتمكّن من التفاعل معها وإيلائها حقّها كما يجب. لذا تركنا هامشاً من الحرية متعلّقاً بهذا الخصوص كي يكون العرض تشاركيّاً، داعماً ومؤثّراً. كذلك، يمكن القول إنّ العرض "ثقيل" علينا ويشعرنا بالألم حتى أنّ أناملنا تمنعنا أحياناً من تجسيد القصة عزفاً أو رسماً، فنحن في النهاية بشر قبل أن نكون عازفين أو رسامين.

أتعتبر الموسيقى علاجاً في كارثة كهذه؟

شخصياً شعرت بالغضب والحزن بعد الإنفجار، ولم أتمكّن من تأليف الموسيقى أو العزف لعشرة أشهر تقريباً. عاودتُ نشاطي في تموز مع بمشاركتي بمهرجانات بعلبك الدولية وعرض "يوم لم ينته". شخصياً، أجبر نفسي على التفاعل مع من هم حولي، لذا تعاطفت الى اقصى حد مع السيدة التي رأيناها تعزف البيانو بعد الانفجار فالموسيقى هي اللغة الوحيدة التي تستطيع أن توصل من خلالها صوتها.

مم تستوحي موسيقاك؟

من تجارب شخصيّة عشتها: علاقة عائلية، حب، صداقة أو لقاءات معيّنة. أعبّر عن عالمي بالموسيقى.

هل من مشاريع جديدة تطلعنا عليها؟

أنا مهندس داخلي وانهي بعض المشاريع في هذا الحقل كما أحضّر لتسجيل ألحان جديدة وتحضير موسيقى تصويريّة لأفلام عدة. لكنّ تحضيراتي ستبقى مرهونة ببقائي في لبنان أو مغادرتي البلاد.

إذاً تفكّر بالهجرة؟

بالطبع، خصوصاً أنني أعطيتُ هذا الوطن فرصاً عدة وأرجأت الهجرة مرات كثيرة، لكن ما يحصل يدفعنا الى البحث عن أحلامنا وبناء مستقبلنا في الغربة.

ما الرسالة التي توجّهها لأترابك؟

نعيش الألم والوجع نفسه. تشاركوا الافكار وعبّروا عمّا يخالجكم بالطريقة التي تجدونها مناسبة لما تريدون إيصاله. ساعدوا بعضكم بعضاً وتعاضدوا لبناء الوطن الذي نحلم به.


MISS 3