افتتح متحف سرسق معرض الفنان العالمي بابلو بيكاسو في إطار مشروع"بيكاسو- البحر المتوسط"، والمندرج تحت عنوان "بيكاسو والأسرة" بدعم استثنائي من المتحف الوطني بيكاسو – باريس وبالتعاون مع وزارة الثقافة اللبنانية، وبفضل منحة سخية من السيدة الفرنسية دانيال دو بيتشيوتو ومن السيد سيريل قاراوغلان.
و أشارت مديرة المتحف زينة عريضة في جولة خصصت للصحافيين الى "الأثر الإيجابي الذي يعكسه المعرض على الحياة الثقافية والفنية في لبنان"، مؤكدة أنّ "متحف سرسق سيكون على قدر آمال اللبنانيين وعلى مستوى هذا الحدث الكبير".
ولفت رئيس المتحف الوطني بيكاسو- باريس لوران لوبون لـ"نداء الوطن" الى "أهمية أن يكون لبنان أحد المحطات الرئيسة في رحلة هذه الاعمال"، وقال: "إنطلق هذا المشروع في العام 2017 في مبادرة اجتمعت خلالها 60 مؤسسة لإقامة معارض تتيح إلقاء نظرة على الروابط الجغرافية والمجازية التي جمعت بين بيكاسو والمتوسط"، مضيفاً أنّ "المحطة الاخيرة لهذه الرحلة ستكون في لبنان. إنه حدث استثنائي فريد من نوعه حقاً". وخلال الجولة، أشارت ياسمين شمالي، رئيسة المجموعات في المتحف الى أنّ "الهدف من المعرض هو الإضاءة على الروابط العائلية: العلاقة بين الأب، الأم والأولاد"، لافتةً الى أنّ "الروابط لا تتأصّل فقط بالدم، فالعلاقات الإنسانية تصبح عائليّة فالصورة الأولى في المعرض مثلاً تجسّد فتاةً حافية القدمين رسمها بيكاسو حين كان في الرابعة عشرة من عمره، ومن هذا المنطلق نلحظ أنّ العائلة تتخطّى حدود البيت الصغير الذي يولد وينمو فيه المرء".
أما كاميل فراسكا، رئيسة مشروع "بيكاسو – البحر المتوسط" فأضافت أنّ "المشروع الذي بدأ في العام 2017 هو بمثابة تحيّة لذكرى المئة عام على سفر الرسام الشهير الى إيطاليا إبان الحرب العالمية الأولى للقاء بعض الفنانين والقيام بمشاريع تنعش الحياة بعد سيطرة الموت".
وأكدت فراسكا على أنّ "بيكاسو جسّد طوال حياته التي عاشها اباً وأخاً وابناً وحبيباً وعشيقاً وصديقاً، رؤيته عن النواة العائلية، تارةً من خلال منظور الأحداث البيوغرافية، وطوراً عبر مشاهد تجسّد مقرّبين منه وآخرين مجهولين".
ويقدّم معرض "بيكاسو والأسرة" عبر رسوم ولوحات ومنحوتات من مجموعة المتحف الوطني بيكاسو-ياريس نظرة الى موضوع عزيز على قلب الفنان طبع مسيرته المهنية في تجسيد الحياة العائلية والعاطفية. كما أتاح مفهوم "الأسرة" للرسام الإسباني تطوير مواضيع عدّة كحب الأنوثة، صورة الثنائي، ألغاز الطفولة، البراءة، وغيرها. لكنّ العائلة شكّلت أيضاً وسيلة لاستكشاف مواضيع أكثر كونيّة كقساوة الحرب والتأمّل في تاريخ الفن.
*يستمر المعرض حتى السادس من كانون الثاني 2020.