محمد دهشة

صيدا تلتزم الحداد الوطني والإقفال التام... وناشطوها يشاركون في تحركات بيروت

وقفتان تضامنيتان أمام قصر العدل والبلدية للمطالبة بكشف الحقيقة في انفجار المرفأ

5 آب 2021

02 : 00

حداد وطني وإقفال تام في صيدا

بدت صيدا لا تشبه نفسها بحركتها وحيويتها وهي تحيي الذكرى السنوية الاولى لانفجار بيروت الكارثي، التزمت بالحداد الوطني والاقفال التام، ترجمة للتوافق السياسي والبلدي والتجاري والنقابي والعمالي، وسط تأكيد بأن لا يمرّ الرابع من آب كغيره من الايام، ويكون مناسبة لتجديد عهد الوفاء للعاصمة التي لن تلتئم جراحها الا بمحاكمة كل متورط.

وصيدا التي تضامنت مع بيروت منذ اللحظات الاولى للانفجار وساهمت في لملمة جراح اهلها وكفكفة دموعهم، واصلت في الذكرى السنوية مسارها. اقفلت كل المحال التجارية، الى جانب المؤسسات الرسمية والمصارف ومحلات الصيرفة، خلت الشوارع من الحركة، وأقفل القصر البلدي أبوابه وتم تنكيس الأعلام حداداً، فيما شارك ناشطوها من الحراك الشعبي في التحركات الاحتجاجية التي نظمت في بيروت للمطالبة بإحقاق العدالة وكشف الحقيقة ومحاسبة المرتكبين.

وحملت الوقفة امام قصر العدل التي نظمتها مجموعات "حراك صيدا" وأهالي المدينة و"درابزين – 17 تشرين" تزامناً مع وقفات في 15 ساحة أمام قصور العدل والسرايات الحكومية على امتداد لبنان، رسالة واضحة بالاصرار على كشف الحقيقة تحت شعار "انصاف الضحايا وإحقاق العدالة، رفع الحصانة عن كل المتهمين وتحقيق استقلالية السلطة القضائية"، وسط حرص من النائب الدكتور اسامة سعد على المشاركة فيها الى جانب ممثلين عن مجموعات الحراك وهيئات المجتمع المدني والصحي.

ووصف الدكتور بلال شعبان لـ"نداء الوطن" يوم 4 آب بأنه "يوم شؤم من تاريخ الوطن نتيجة الجريمة الكبيرة - انفجار بيروت، حيث تألم كل لبنان على مساحة الوطن"، معتبراً "الحاكمين نكرة، اشكالهم تشبه البشر وقلوبهم لا رحمة فيه ولا أثر"، معدّداً ثلاثة اهداف وراء الوقفة: احياء الذكرى السنوية ومواساة اهالي الشهداء والجرحى، مطالبة كل السياسيين بترك القضاء حراً مستقلاً حتى يأخذ مجراه في كشف الحقيقة، ودعوتهم الى رفع الحصانات والغطاء عن الجميع ليمثلوا امام القضاء وله كلمة الفصل في البراءة او الادانة"، مشيراً الى "جريمة أشد بشاعة، تتمثل بقيام مجموعة من النواب بالتوقيع على عريضة عدم رفع الحصانات عن المسؤولين ليمثلوا أمام القضاء"، متسائلاً "أي عار هذا؟ إنّ أمانةَ أصوات ناخبيكم تمّت خيانتها وحكم الناس والتاريخ صدر بحقكم... لا ثقة فيكم لا ثقة بعدالتكم المزعومة، لا ثقة بتمثيلكم للناس، لا شرعية لكم"، خاتماً "معاً ومع المخلصين نعلنها صرخة مدوّية نعم للعدالة، نعم لرفع الحصانات... نعم لمعرفة حقيقة ما جرى ولتفتح أبوابُ السجون... نعم لاستقلالية القضاء... ولتعلّق المشانق إحقاقاً للحق وصوناً لدماء الشهداء".


وقفة تضامنية



وحملت الوقفة التي نظمتها بلدية صيدا وحملة "من صيدا على بيروت منشيلك على أكتافنا" لتجمع المؤسسات الأهلية أمام القصر البلدي رسالة استمرار التضامن حتى جلاء الحقيقة، بمشاركة ممثل النائبة بهية الحريري أمين الحريري، رئيس اللجنة الوطنية لإدارة اللقاح عبد الرحمن البزري، المسؤول السياسي لـ"الجماعة الإسلامية" في الجنوب بسام حمود، وممثلين عن النجدة الشعبية الفرنسية والمؤسسات الأهلية وفرق الإسعاف والإنقاذ والهيئات الصحية التي شارك متطوّعوها في أعمال الإغاثة في بيروت.

وقال أمين سر تجمع المؤسسات الأهلية ماجد حمتو: "اليوم نجدد العهد لأهلنا في بيروت وفي كل المناطق اللبنانية أننا معكم في السراء والضراء ولن نقف مكتوفي الأيدي تجاه ما قد يصيب أي منطقة من المناطق اللبنانية، ونحن في صيدا سنكون يداً واحدة دفاعاً عن شعبنا".

وأكد رئيس البلدية المهندس محمد السعودي "أن مدينة صيدا وأهلها وفاعلياتها دائماً إلى جانب من يحتاج للمساعدة في كل المناطق اللبنانية، وبشكل خاص العاصمة بيروت التي نفديها بدمنا لأنها عاصمة الوطن الذي نتمنى أن يخرج من الأزمة التي يمر بها وهو الآن في العناية المركزة، وما نتمناه الرحمة لكل شهداء الإنفجار والتعويض العادل لعائلات الضحايا كي يلملموا جراحهم ويتابعوا حياتهم التي يواجهونها بصعوبة بسبب ما خسروه من أحبة وممتلكات، وهذا يتحقّق عند كشف الحقيقة بأكملها في موضوع الإنفجار وبأسرع وقت".

واعتبر البزري انه "من المؤسف أن يتلطى البعض خلف حصانة وجِدت من أجل خدمة المواطنين، فإذا بهم يستخدمونها لحماية أنفسهم والدفاع عن تقصيرهم في القيام بواجباتهم التي أضرّت بالمواطنين"، فيما شدّد حمود "على ان انفجار بيروت هو مجزرة وفضيحة، وصيدا تتضامن مع بيروت لتقدم لها ما تستطيع، ونؤكد المطالبة بكشف الحقيقة الكاملة ومحاسبة كل المتورطين ورفع الحصانات ليعود لكل ذي حق حقه، بعيداً من الفساد والمحسوبيات".


MISS 3