المبيدات الحشرية خطيرة على النحل

02 : 00

أظهرت دراسة حديثة أنّ مزيجاً من الكيماويات الزراعية يزيد بشكل واضح من معدل نفوق النحل، وهو وضع تقلّل الهيئات المعنية عن تنظيم تسويق هذه المنتجات من خطورته. وبحسب الأمم المتحدة، يلقّح النحل 71 من الأجناس المزروعة التي توفر 90% من غذاء العالم. وفي السنوات الأخيرة، يشكل التراجع الكبير في أعداد الحشرات الملقحة والمعرضة بشدة للمبيدات الحشرية، تهديداً على الإنتاج الزراعي. وشدّدت هذه الدراسة الواسعة التي نشرت نتائجها مجلة "نيتشر" العلمية التركيز على التفاعلات بين الكيماويات الزراعية والطفيليات وسوء التغذية التي تؤثر على سلوك النحل (البحث عن الطعام والذاكرة وتكاثر المستعمرة).

وتبيّن من خلال الدراسة أن التأثير المشترك للمبيدات الحشرية المختلفة والمواد الكيماوية الأخرى يبدو أكبر من مجموع تأثيرات كلّ منها.

وأوضح الباحث في جامعة تكساس في أوستن هاري سيفيتر أنه "يجب على الهيئات الناظمة أن تأخذ بعين الاعتبار التفاعلات بين الكيماويات الزراعية والضغوط البيئية الأخرى قبل السماح باستخدامها". وأشار إلى أن نتائج الدراسة "تظهر أن العملية التنظيمية في شكلها الحالي لا تحمي النحل من العواقب غير المرغوب فيها للتعرض للمنتجات الكيماوية الزراعية على مستويات متعددة". ولفت الباحثون إلى أن غياب التغييرات "سيؤدي إلى استمرار تدهور وضع النحل وخدمات التلقيح التي يقدمها، على حساب الإنسان وصحة النظم البيئية".

وفي تعليق نُشر أيضاً في مجلة "نيتشر"، قال الباحث في المعهد الوطني للبحوث الزراعية والغذاء والبيئة آدم فانبرغن إن الحشرات الملقِحة مهددة جراء الزراعة المكثفة، وكذلك بفعل تراجع كمية حبوب اللقاح من الزهور البرية. ولفت إلى أن خلايا النحل الكبيرة التي أنشئت لإنتاج العسل تشكّل عاملاً إضافياً في تعرّض الملقحات للطفيليات والآفات. وتَركّز الاهتمام حتى الآن على نحل العسل، لكن ثمة حاجة إلى مزيد من البحوث بشأن الملقحات الأخرى التي قد تستجيب بشكل مختلف، وفق فانبرغن.

وعام 2019، حذر العلماء من أنّ حوالى نصف أنواع الحشرات في العالم معرّضة للخطر وأن ثلثها قد ينقرض بحلول نهاية القرن الحالي.


MISS 3