يبدو أن النحل الطنّان قد يتحمّل العيش تحت الماء لأيام، ما يعني أنه قد يصمد في وجه الفيضانات المتزايدة نتيجة التغير المناخي الذي يُهدد معاقل سباته الشتوي.
تعتبر المشرفة الرئيسية على الدراسة الجديدة، سابرينا روندو، صمود هذه المُلقِّحات الأساسية لحماية الأنظمة البيئة «واعداً»، في ظل توسّع النزعات العالمية المقلقة. فبدأ الاحتباس الحراري يُسبب فيضانات متكررة ومتطرفة في مناطق متنوعة من العالم، ويطرح تحديات غير متوقعة على الأجناس المقيمة في التربة، لا سيما النحل الذي يبني أوكاره أو يمضي الشتاء تحت الأرض. وتعترف روندو بأنها اكتشفت قدرة النحل الطنّان على تحمّل الغرق بالصدفة، إذ كانت تدرس تأثير بقايا المبيدات في التربة على ملكات النحل الطنان، فدخلت كمية من الماء إلى الأنابيب عن طريق الخطأ.
رغم أنّ كمية الماء صغيرة، لكنها لم ترغب العالمة في خسارة عيّنات النحل. وسرعان ما انصدمت حين لاحظت أن النحل نجا من الغرق.
أطلقت روندو لاحقاً تجربة أخرى لفهم حقيقة ما حصل. فوضع الباحثون 143 أنثى من ملكات النحل الطنّان في فترة سباتها داخل أنابيب: كان بعضها يخلو من الماء، بينما راح البعض الآخر يطفو فوق الماء، أو كان مغموراً بالماء بالكامل، لمدة تتراوح بين ثماني ساعات وسبعة أيام.
وكان لافتاً أن تنجو 81% من ملكات النحل في فترة سباتها الشتوي رغم غمرها بالماء طوال سبعة أيام، حتى أنها بقيت على قيد الحياة بعد مرور ثمانية أسابيع على عودتها إلى بيئة جافة.