اليوغا الساخنة... هل سمعتم عنها؟

02 : 00

بدأت صديقتي تمارس اليوغا منذ بضعة أشهر وأخبرتني بأنها زادت قوة وخسرت الوزن بعد المشاركة في حصتين أسبوعياً. أريد أن أخسر الوزن أيضاً وأعاني من ارتفاع ضغط الدم، لذا اقترحت عليّ صديقتي أن أنضم إليها للمشاركة في حصة من اليوغا الساخنة. لا أعرف شيئاً عن اليوغا، لذا أتساءل إذا كانت خياراً آمناً لي. وهل ستساعدني الحصص الساخنة تحديداً؟

د. آدم بيرلمان

اليوغا ممارسة تفيد العقل والجسم وتجمع بين الوضعيات الجسدية والتنفس المدروس والتأمل أو الاسترخاء. قد تسهم اليوغا في تخفيف الضغط النفسي والقلق، وتخفيض ضغط الدم، وإبطاء ضربات القلب.

تتعدد أساليب اليوغا وأشكالها ووتيرتها. تُعتبر يوغا "الهاثا" الأكثر شيوعاً بينها وقد يفضّل المبتدئون إيقاعها البطيء وحركاتها السهلة. على صعيد آخر، تساعد اليوغا المرأة قبل الولادة على الاستعداد للمخاض، حتى أنها قد تُحسّن صحة الطفل.

أما اليوغا الساخنة، فتشير إلى نوع مكثف من التمارين وتحصل الحصة في هذه الحالة في استوديو دافئ جداً ورطب. خلال حصة اليوغا "بيكرام"، يتم تسخين الغرفة على حرارة 40 درجة مئوية تقريباً وتصل نسبة الرطوبة فيها إلى 40%.

بغض النظر عن نوع اليوغا الذي يفضّله كل فرد، تشمل مكونات معظم الحصص العامة وضعيات متنوعة تهدف إلى زيادة القوة والمرونة، وتمارين تنفسية مدروسة لتهدئة العقل وتحسين الوعي.

قد تسهم ممارسة اليوغا في تحسين الصحة أيضاً. تتعدد المنافع الصحية المحتملة في هذا المجال، نذكر منها:

تخفيف الضغط النفسي: كشفت الدراسات أن اليوغا قد تُخفف الضغط النفسي والقلق، حتى أنها قد تُحسّن المزاج وشعور الراحة بشكل عام.

تحسين الرشاقة: قد تؤدي ممارسة اليوغا إلى تحسين التوازن والمرونة ونطاق الحركة والقوة.

التحكم بالحالات المزمنة: قد تسهم اليوغا في تقليص عوامل الخطر المرتبطة باضطرابات مزمنة مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم. كذلك، قد تسمح اليوغا بتخفيف أمراض مزمنة أخرى مثل الاكتئاب والألم والقلق والأرق.

في ما يخص اليوغا الساخنة، يشتق التحدي الحقيقي من حرارة الأستوديو وطبيعة الوضعيات المختلفة وقوة حركات التمطط. تتطلب هذه الوضعيات انقباضات مطولة وقوية ومتواصلة لجميع المجموعات العضلية الأساسية. وتهدف الوضعيات المنتقاة ودرجة الحرارة إلى زيادة معدل ضربات القلب وتنشيط العضلات.

قد يزيد التعرق خلال حصص اليوغا الساخنة، لكن لا تزال الأبحاث مستمرة حول آثارها على دهون الجسم وصحة القلب. بشكل عام، قد تكون اليوغا إضافة مفيدة إلى خطة إنقاص الوزن التي تشمل تمارين الأيروبيك وحمية غذائية صحية. قد لا تُعتبر اليوغا رياضة مكثفة على مستوى حرق السعرات الحرارية، لكنها طريقة ممتازة لتحسين الرشاقة الجسدية وهي تترافق مع منافع حتمية مثل الاسترخاء الذهني، ما يسمح بالسيطرة على الحمية والالتزام بها.

قد تسمح اليوغا إذاً بتهدئة العقل والجسم، ما يُمهّد لترسيخ شعور الاسترخاء وتخفيف الضغط النفسي، لكن قد تُسبب حدة اليوغا الساخنة والحرارة المرتفعة مشاكل أخرى. يستطيع معظم الناس ممارسة اليوغا الساخنة، لكن تزيد في هذه الحالة مخاطر جفاف الجسم أو الإنهاك الحراري أو نوبات الحر. عند وجود أي مخاوف أو مشاكل صحية كامنة، من الأفضل دوماً استشارة الطبيب قبل البدء بأي برنامج رياضي جديد مثل اليوغا الساخنة.

تتعلق خطوة أساسية أخرى بالإكثار من شرب الماء قبل الحصة وخلالها وبعدها. كذلك، يجب التنبه إلى مؤشرات الأمراض المرتبطة بالحر. عند الشعور بالدوار أو أي شكل من المرض، أوقف الحصة فوراً وتلقَ الرعاية الطبية اللازمة.

من الأفضل على الأرجح أن تمتنع عن ممارسة اليوغا الساخنة إذا كنت مصاباً بمرض في القلب أو لديك تاريخ بأحد الأمراض المرتبطة بالحر مثل ضربات الحرارة أو جفاف الجسم.

قد تصبح اليوغا ممارسة مفيدة لتحسين الصحة واسترجاع الراحة عموماً. لكن لكل فرد جسم مختلف وقدرات شخصية، لذا قد تبرز الحاجة إلى تعديل وضعيات اليوغا بناءً على تلك القدرات. يُفترض أن يقترح عليك مدرّب اليوغا نسخاً متنوعة من الوضعيات.

بغض النظر عن نوع اليوغا المنتقاة، لا داعي لتطبيق جميع الوضعيات. إذا شعرت بأن الوضعية غير مريحة أو عجزت عن الحفاظ عليها طوال المدة التي يطلبها المدرّب، لا تطبّقها بكل بساطة. يتفهم المدرب البارع هذا الوضع ويشجّع الناس على استكشاف حدودهم الشخصية وعدم تجاوزها.

أخيراً، ننصح الجميع بتجربة حصص مختلفة حتى إيجاد الحصة التي تناسبهم. قد ترغب أيضاً في اختيار مدرّب يسهل التواصل معه. من الضروري أن يكون هذا الأخير واسع الخبرة وأن يفهم حاجاتك.