لرياضةٍ "أهليّة بمحلّية"...

هيدا رأيي - بقلم المحامي بول يوسف كنعان

11 : 58

لا شكّ أنّ لغة الرياضة تتخطى كل الحواجز، وهي القادرة على الدخول الى كل بلدة وقرية وشارع وعائلة. والأكيد، أنّ الرياضة اللبنانية تستطيع، اذا ما أعطيت الاهتمام المؤسّساتي والتوجيهي الكافي، المترافق مع الرعاية والتمويل البنّاء، أن تحوّل لبنان الى مساحة دائمة للتفاعل والتنافس.

لقد شهدنا مراحل مميزة في تاريخ الرياضة اللبنانية، في ألعاب مختلفة، جماعية وفردية، لكننا وفي كل مرة، عانينا كذلك من الخيبات الناجمة عن غياب التحضير والمتابعة وقلّة الرعاية، في الوقت الذي تحوّلت فيه الرياضة في البلدان التي تبرز على المستوى العربي أو القاري أو العالمي، الى ثقافة ونمط حياة.

لذا، فالإهتمام بالأجيال الصاعدة يبقى هو الأساس، فتصقل المواهب منذ الصغر، وتنمو وتُتابع، لتثمر كما يجب في المستقبل. ومن المحزن أن نرى بلداتنا وقرانا بلا مهرجانات رياضية على مدار السنة، ولا سيما في فصل الصيف. لقد خسرنا مفهوم "نادي الضيعة" وعلينا استرجاعه، بمعنى إستعادة مفهوم التمثيل المحلّي للأندية المنتشرة في كل لبنان، لتستعيد نشاطاتها الفاعلة الرياضية والاجتماعية والثقافية قبل أيّ شيء آخر، فتلمّ الشمل، وتُحيي ثقافة التنافس الرياضي، وتُبعد الشباب عمّا يمكن ان يؤذيهم، الى ما يساعدهم في بناء شخصيتهم وفق قاعدة "العقل السليم في الجسم السليم".

لذلك، فالدعوة موجّهة الى السلطتين التنفيذية والتشريعية، لاعتبار الرياضة من أولوياتها، ما يترجم بزيادة الاعتمادات المخصّصة لوزارة الشباب والرياضة، لتتمكن من تنفيذ الرؤية الرياضية، ودعم الأندية والجمعيات الرياضية المنتشرة على امتداد مساحة الوطن بأسره.

والدعوة موجّهة كذلك الى البلديات، لتكون على تماس أكبر من أندية قراها وبلداتها، والسند لنشاطاتها، لتبقى وتستمرّ، من خلال إيلائها الاهتمام الكافي. والدعوة تُوجّه أيضاً الى الأندية نفسها، لضمان إستمراريتها بميزانيات مقبولة تُتيح المجال للمشاركة والمنافسة.

من أراد وصل... فلنتّخذ القرار اذاً بأن نكون مجتمعاً رياضياً، فندعم الرياضات الفردية والجماعية، من خلال رؤية واضحة. نعم على الدولة بمؤسّساتها واجباتٌ، ولكن علينا كمجتمع رياضي وأهلي مسؤولية أيضاً. فلنبدأ بأنفسنا لتعود الرياضة "أهلية بمحلية"، مُنتجة وفاعلة، وتستعيد الأندية حضورها المناطقي، فتقوى القاعدة، ليرتفع البنيان الرياضي.

MISS 3