المبيدات وتدمير الموائل سبب فقدان النحل

02 : 00

خلصت لجنة خبراء دوليين أخيراً إلى أن تدمير الطبيعة وتفشّي استخدام المبيدات الحشرية هما الدافعان الرئيسيان وراء الفقدان المتسارع للنحل وأنواع الملقحات الأخرى في مختلف أنحاء العالم.

وقد ساهمت التحولات في استخدام الأراضي لمصلحة المحاصيل الأحادية، وتوسيع رعي الماشية، والاستخدام الواسع النطاق للأسمدة الكيميائية، بشكل كبير في القضاء على النحل، بحسب مؤشر عالمي لأسباب تراجع الملقحات وآثاره. ولتضاؤل أعداد الملقحات عواقب وخيمة قد تصيب السكان في العالم أجمع.وللنحل والفراشات والدبابير والخنافس والخفافيش والذباب والطيور الطنانة التي توزع حبوب اللقاح، أهمية كبيرة لتكاثر أكثر من ثلاثة أرباع المحاصيل الغذائية والنباتات المزهرة، بما فيها البن والسلجم ومعظم أنواع الفواكه.

وقالت لين ديكس وهي أستاذة في قسم علم الحيوان في جامعة كامبريدج والمعدة الرئيسة للدراسة التي نشرت نتائجها مجلة "نيتشر إيكولوجي أند إيفوليوشن"، إن "ما يحدث للملقحات يمكن أن تكون له آثار ضارة هائلة على البشرية".

فهذه المخلوقات "تؤدي أدواراً مركزية في النظم البيئية في العالم، بما يشمل أنظمة يعتمد عليها البشر والحيوانات الأخرى في التغذية". وحذرت ديسك من أنه "في حال زوال النحل، سنكون أمام وضع حرج".

وشهد العالم زيادة بمقدار ثلاثة أضعاف في إنتاج الغذاء المعتمد على الملقحات، بقيمة تقرب من 600 مليار دولار سنوياً، على مدار الأعوام الخمسين الماضية، بحسب تقرير بارز أصدرته الأمم المتحدة عام 2016 وساهمت فيه ديكس. وقد اختلفت أسباب التدهور وتبعاته عبر المناطق.

وصُنفت حالات النفوق الجماعي جراء المرض وما يسمى باضطراب انهيار المستعمرات في خلايا النحل الصناعية وغيرها من "الملقحات المدارة" على أنها عالية المخاطر في أميركا الشمالية حيث تؤدي دوراً رئيساً في إنتاج التفاح واللوز.

أما في المحيط الهادئ وأميركا اللاتينية، فيشكل تأثير انخفاض الملقحات على النباتات والفواكه البرية خطراً جسيماً. وتُعتبر المحاصيل الملقحة بالحشرات مثل الكاجو وفول الصويا والبن والكاكاو ضرورية لإمدادات المنطقة الغذائية والتجارة الدولية.

ويشكل المناخ دافعاً آخر لتراجع الملقحات. وتبيّن أن بعض أنواع الطيور الطنانة في أميركا اللاتينية، على سبيل المثال، لا يمكنه جمع الرحيق وحبوب اللقاح في الظل أثناء موجات الحر المتكررة، ما يصعب عملية توفير الغذاء اللازم لها.


MISS 3