جاد حداد

كيف تخفضين مخاطر أمراض القلب بعد علاج سرطان الثدي؟

21 آب 2021

02 : 00

قد تزيد العلاجات الهرمونية مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، لكن يمكنك أن تحمي نفسك عبر تعديل أسلوب حياتك والتعرف على عوامل الخطر المؤثرة.

اليوم، تنجو معظم النساء بعد إصابتهن بسرطان الثدي، ويبقى 91% منهن على قيد الحياة بعد مرور خمس سنوات على التشخيص الأولي. يتعلق أحد الأسباب باستعمال العلاجات الهرمونية. تستطيع هذه الأدوية أن تعالج (أو تمنع تجدد) الأورام التي يُسببها الأستروجين، علماً أنها تشكّل معظم حالات سرطان الثدي الغازية (83%).

بشكل عام، يصف الأطباء الأدوية الهرمونية طوال خمس سنوات بعد العلاج لإعاقة آثار الأستروجين على نسيج الثدي. ومن خلال كبح مفعول هذا الهرمون النسائي، تستطيع تلك الأدوية أن تمنع نمو الأورام. تكون العلاجات الهرمونية مفيدة إذاً، لكنها قد تطرح بعض المخاطر على القلب والأوعية الدموية.

حدد تقرير علمي نشرته "جمعية القلب الأميركية" على موقع مجلة "الدورة الدموية: الطب الجينومي والدقيق" في 26 نيسان 2021 بعض المعلومات المعروفة عن الرابط بين العلاج الهرموني الخاص بسرطان الثدي وأمراض القلب والأوعية الدموية، وشدد على أهمية رصد المخاطر وتقليصها لدى المرأة التي تلقت علاجات هرمونية.

تقول الدكتورة كاثرين ريكسرود، رئيسة قسم الصحة النسائية في مستشفى "بريغهام" للنساء التابع لجامعة "هارفارد": "يجب أن تتوخى الناجيات الحذر من أمراض القلب والأوعية الدموية لأنها لا تزال أول سبب لوفاة النساء بعد إصابتهن بسرطان الثدي".

المخاطر الحقيقية

قد تؤثر علاجات سرطان الثدي على صحة القلب والأوعية الدموية، لكن ركّز تقرير "جمعية القلب الأميركية" على دور العلاجات الهرمونية تحديداً.

ثمة نوعان أساسيان من الهرمونات المستعملة:

• مثبطات الأروماتاز التي تشمل الأناستروزول (أرميديكس)، والإكسميستان (أروماسين)، والفيمارا (ليتروزول).

• مغيّرات مستقبلات هرمون الأستروجين الانتقائية التي تشمل التاموكسيفين (نولفاديكس)، والرالوكسيفين (إيفيستا)، والتوريميفين (فاريستون).

توضح ريكسورد: "تتوقف المخاطر المرتبطة بالجلطات الدموية، والنوبات القلبية، والجلطات الدماغية، والدهون، وارتفاع ضغط الدم، وقصور القلب، على العنصر الهرموني الذي يصفه الطبيب. قد تصبح المرأة التي تُعالَج بمثبطات الأروماتاز مثلاً أكثر عرضة لتراكم الصفائح في الشرايين أو الإصابة بقصور القلب أو زيادة الدهون التي تسدّ الشرايين في الدم. في المقابل، تصبح المرأة التي تتلقى علاجاً بمغيّرات مستقبلات هرمون الأستروجين الانتقائية أكثر عرضة للجلطات الدموية وارتفاع ضغط الدم وفرط ضغط الدم الرئوي".

يصيب ارتفاع ضغط الدم الشرايين في أنحاء الجسم. أما فرط الضغط الرئوي، فهو يشير إلى ارتفاع الضغط في الشريان الذي يغذي الرئتين فقط.

خطوات لتقليص المخاطر

إذا تلقيتِ علاجاً هرمونياً لسرطان الثدي، يمكنك أن تُحدِثي التعديلات المناسبة لحماية صحة القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل. للوقاية من الأمراض القلبية والوعائية لدى المرأة التي أصيبت سابقاً بسرطان الثدي وتلقّت علاجات هرمونية، تكون الخطوات المناسبة مشابهة للتوصيات التي تفيد عامة الناس.

طبّقي التوجيهات الراهنة التي تهدف إلى الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك مراجعة عوامل الخطر مع الطبيب والتفكير بتلقي العلاج إذا كانت نسبة الخطر مرتفعة.

لا تَرِد عوامل الخطر الخاصة بالنساء في هذه الحسابات دوماً، لكنها تستحق النقاش مع الطبيب وقد تشمل انقطاع الطمث في مرحلة مبكرة (أي قبل عمر الأربعين) أو التعرض لتسمم الحمل (تطرح هذه الحالة خطورة على حياة المرأة أثناء الحمل وتترافق مع ارتفاع ضغط الدم ووجود بروتينات في البول).

يجب أن تراقب النساء الأكثر عرضة للخطر مستوى ضغط الدم ويفحصن الكولسترول وسكر الدم بانتظام.

كذلك، يمكن تقليص مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية وسرطان الثدي عبر النشاطات الجسدية والحمية المناسبة والحفاظ على وزن صحي. أخيراً، تذكّري أن زيادة المخاطر المحتملة لا تعني أن المشاكل الصحية حتمية.


MISS 3