جاد حداد

خطوات تجنّبكم السرطان

21 آب 2021

02 : 00

حتى لو كنت تحمل تاريخاً عائلياً بالسرطان، لا داعي كي تقف عاجزاً أمام هذا المرض. يمكن تجنب حوالى 40% من أمراض السرطان عبر تعديل أسلوب الحياة. لا تُحدد الوراثة مصير الناس برأي الدكتورة جوان مانسون، أستاذة في الصحة النسائية في كلية الطب التابعة لجامعة "هارفارد". تتعدد المقاربات القادرة على تخفيض مخاطر السرطان على مر الحياة. بعضها بسيط مثل الخضوع للفحوصات الصحية الموصى بها. لكن قد يكون بعضها الآخر أكثر تعقيداً، على غرار الحفاظ على وزن صحي، أو ممارسة التمارين الجسدية بانتظام، أو تغيير الحمية الغذائية. لكن حتى أبسط التعديلات المبنية على الخطوات التالية قد تحمي صحتك على المدى الطويل...

حسّن حميتك الغذائية

يمكنك أن تُخفّض احتمال إصابتك بمجموعة متنوعة من أمراض السرطان عبر اختيار حمية نباتية في معظمها وتَقِلّ فيها اللحوم الحمراء والمُصنّعة والسكريات المضافة. تنطبق هذه المواصفات على الحمية المتوسطية وحمية "داش" مثلاً. تُشدد هاتان الحميتان على تناول الدهون الصحية وغير المشبعة، والحبوب الكاملة، والفاكهة والخضار، والمكسرات والفاصوليا، وتتراجع فيهما كمية المأكولات المُصنّعة.

تنبّه إلى المشروبات المستهلكة

يُعتبر تخفيف استهلاك الكحول جزءاً من جوانب الحمية التي لا يتنبه لها معظم الناس. تربط الأبحاث بين استهلاك الكحول وعدد من أمراض السرطان، وتزيد المخاطر تحديداً لدى من يفرطون في الشرب.

تكشف أحدث التقارير أن كمية صغيرة أو معتدلة من الكحول ترتبط أيضاً بزيادة خطر الإصابة ببعض حالات السرطان، بما في ذلك سرطان المريء والثدي والقولون والمستقيم. إذا كنت معتاداً على الشرب يومياً، قد يصعب عليك التخلي عن هذه العادة. لكن يجب أن تفكر في مطلق الأحوال بتخفيف الكمية المستهلكة. لن يؤثر الشرب بمعدل مرة أو مرتين في الشهر على مخاطر السرطان على الأرجح، لكن قد تتأثر نسبة الخطر في المقابل إذا كنت تشرب الكحول أكثر من مرتين في الأسبوع.

اخضع لفحوصات السرطان

الموصى بهاتهدف فحوصات مثل فحص الثدي بالأشعة إلى رصد السرطان في مرحلة مبكرة، أي حين يكون المرض قابلاً للعلاج، لكن قد تسمح فحوصات معينة بالوقاية من السرطان ككل. يرصد تنظير القولون مثلاً أوراماً حميدة تسبق نشوء السرطان، ما يعني إمكانية استئصالها قبل أن تُسبب أي ضرر. هذا ما يحصل أيضاً مع مسحة عنق الرحم وفحص فيروس الورم الحليمي البشري، إذ ترصد هذه الفحوصات أي خلل قبل نشوء السرطان في عنق الرحم والمهبل.

كذلك، يُعتبر فحص التهاب الكبد "ج" مهماً ويوصي به "فريق عمل الخدمات الوقائية الأميركية" راهناً بين عمر 18 و79 عاماً. قد تؤدي هذه العدوى الفيروسية إلى الإصابة بمرض الكبد أو سرطان الكبد إذا بقيت بلا علاج. تذكر مراجعة نشرتها مجلة "أمراض الجهاز الهضمي" في العام 2012 أن نجاح علاج التهاب الكبد "ج" قد يُخفّض خطر الإصابة بسرطان الكبد بنسبة تصل إلى 75%.

حافظ على وزن صحي

ترتبط البدانة بعشرات الاضطرابات، بدءاً من سرطان الثدي بعد انقطاع الطمث وصولاً إلى سرطان المبيض وبطانة الرحم والكلى. تزيد البدانة نسبة الخطر عبر مسارات متعددة، فهي ترتبط بمقاومة الأنسولين حيث تعجز الخلايا عن التجاوب مع هرمون الأنسولين الذي يساعد الجسم على تحويل الغلوكوز إلى طاقة. يؤدي هذا الخلل إلى ارتفاع مستويات السكر والأنسولين في الدم، ما قد يُمهّد لنمو الأورام. كذلك، تكون البدانة مسؤولة عن نشوء التهاب مزمن في الجسم وترفع مستويات الأستروجين وهرمونات جنسية أخرى. هذه التغيرات تزيد احتمال نشوء أنواع معينة من السرطان.

مارس الرياضة بانتظام

قد يؤدي النشاط الجسدي المنتظم إلى تخفيض مخاطر السرطان عبر آليات عدة. في المقام الأول، تنعكس الرياضة إيجاباً على جهود التحكم بالوزن. كذلك، تسهم التمارين الجسدية في تعديل مستويات الهرمونات الجنسية والالتهابات التي تُسبب أوراماً خبيثة. أخيراً، يُعتبر النشاط الجسدي عاملاً مهماً للسيطرة على الضغط النفسي. قد تزيد الهرمونات التي تنتجها استجابة الضغط النفسي في الجسم نسبة التعرّض للسرطان. حاول إذاً أن تُخصص بين 150 و300 دقيقة للتمارين المعتدلة، أو بين 75 و150 دقيقة للتمارين المكثفة أسبوعياً.

لقاح ضد السرطان؟

تَقِلّ اللقاحات التي تستطيع حمايتك من السرطان، منها حقنة تستهدف التهاب الكبد "ب": تكون هذه العدوى الفيروسية مسؤولة عن نشوء مرض الكبد أو سرطان الكبد. يمرض بعض الناس بعد إصابتهم بالتهاب الكبد "ب" لبضعة أسابيع ثم يتعافون. لكن في حالات أخرى، تصبح العدوى دائمة وتُسبب مخاطر صحية على المدى الطويل. يكون العاملون في قطاع الرعاية الصحية أكثر عرضة لهذه العدوى من غيرهم.

إذا كنت تعرف أي مراهقين أو راشدين شباب في حياتك، يجب أن يفكروا أيضاً بتلقي لقاح فيروس الورم الحليمي البشري لأنه يحمي من أمراض سرطانية عدة يُسببها هذا الفيروس، بما في ذلك سرطان عنق الرحم، والمهبل، والشرج، والعضو الذكري، والفرج، فضلاً عن حالات أخرى تؤثر على الرأس والعنق.

حسّن نوعية نومك

ترتبط قلة النوم أو تدهور نوعيته بالبدانة والسكري، وتؤدي هاتان الحالتان إلى زيادة مخاطر السرطان. بالإضافة إلى هذا الرابط غير المباشر، تكشف الأبحاث أن قلة النوم قد تزيد مخاطر السرطان أيضاً. لذا حاول أن تنام بين سبع وثماني ساعات في كل ليلة. قد تساعدك النشاطات الجسدية المنتظمة على تحسين نوعية نومك.

تجنب المخاطر البيئية

خفف تعرّضك للمواد الكيماوية الضارة إذا أمكن! يقبع جزء من العناصر التي تزيد مخاطر السرطان في المواد البلاستيكية ومستحضرات التجميل. تُعتبر المواد الكيماوية الموجودة في البلاستيك، بما في ذلك البيسفينول "أ" والفتالات، مقلقة لأن التعرّض لها لفترة طويلة مُضِرّ بالصحة وفق بعض الأدلة. خفّف المخاطر المطروحة عبر الامتناع عن تسخين الطعام في أوعية بلاستيكية داخل المايكروويف، وتجنّب الأغذية المعبأة في البلاستيك إذا وجدتَ خياراً مختلفاً.

على صعيد آخر، يجب أن تبحث المرأة عن مستحضرات التجميل بحذر، فتحرص على قراءة الأغلفة لتجنب المواد الكيماوية المثيرة للجدل. تقدم منظمات مثل "مجموعة العمل البيئية" غير الربحية توجيهات حول المواد الكيماوية التي يجب أن يتجنبها الناس. كذلك، من الأفضل تخفيض عدد المستحضرات المستعملة يومياً لتخفيف نسبة التعرّض للمواد الشائكة.

قد تتراكم المخاطر البيئية مع مرور الوقت، لكن تذكّر أن مخاطر السرطان المرتبطة بهذه العوامل تبقى ضئيلة. لا تنشغل إذاً بهذه المخاطر البسيطة بل ركّز في المقام الأول على تحسين حميتك الغذائية وتكثيف حركتك الجسدية.



MISS 3