مدير الـ"سي آي إيه" بضيافة "طالبان" في كابول

02 : 00

مقاتلون مناهضون لـ"طالبان" يتدرّبون في وادي بانشير أمس (أ ف ب)

بينما تكثف واشنطن جهودها لإجلاء آلاف الأميركيين والأجانب والأفغان من كابول في أسرع وقت ممكن بعدما حذّرت حركة "طالبان" من أنها لن تسمح باستمرار هذه العمليات إلّا لأسبوع واحد، حلّ مدير وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز ضيفاً عند نائب زعيم "طالبان" الملا عبد الغني برادر في كابول، حيث عقد معه اجتماعاً سرّياً الإثنين، وفق ما أوردت صحيفة "واشنطن بوست" بالأمس، في لقاء هو الأعلى مستوى بين مسؤول أميركي وقيادي في الحركة الإسلامية المتطرّفة منذ استعادت سيطرتها على أفغانستان.

ويدلّ قرار الرئيس الأميركي جو بايدن إيفاد بيرنز المعروف بأنّه الأكثر حنكة بين ديبلوماسييه، إلى كابول في هذا التوقيت الحرج، على خطورة الأزمة التي تشهدها إدارته الديموقراطية في مواجهة عمليات الإجلاء الفوضوية لآلاف الأميركيين والأجانب والأفغان من العاصمة الأفغانية، في وقت قرّر فيه بايدن التمسّك بتاريخ 31 آب لاستكمال الإنسحاب الكامل للقوات الأميركية من البلاد، وذلك بعد محادثات أجراها مع نظرائه في "مجموعة السبع"، بحسب ما ذكرت شبكتا "سي أن أن" و"فوكس نيوز" نقلاً عن مسؤولين أميركيين.

وفي السياق، أعلن قادة "مجموعة السبع" أن "طالبان" "ستُحاسب على أفعالها وليس على كلامها على صعيد منع الإرهاب وحماية حقوق الإنسان، خصوصاً حقوق النساء"، في بيان صدر في ختام قمّتهم عبر الإنترنت. ودعا قادة الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان إلى "الهدوء وضبط النفس"، مشدّدين على أن أفغانستان "يجب ألّا تعود أبداً ملاذاً آمناً للإرهاب ومصدر هجمات إرهابية" على بلدان أخرى.

كما أكدت "مجموعة السبع" بعد اجتماع شارك فيه الأمينان العامان لـ"حلف شمال الأطلسي" والأمم المتحدة، مواصلتها "مكافحة الإرهاب بتصميم وتضامن، إينما كان". وطلبت المجموعة أيضاً من "طالبان" "العمل بحسن نية" على تشكيل "حكومة شاملة ذات صفة تمثيلية" تتضمّن "مشاركة كبيرة من النساء والأقليّات"، في حين دعا الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة خلال قمة "مجموعة السبع" إلى ضمان أمن مطار كابول "ما دام ذلك ضروريّاً" من أجل استكمال عمليات إجلاء جميع المواطنين الأفغان الذين يُعتبرون في خطر مع عائلاتهم.

وفي المقابل، دعا الناطق باسم حركة "طالبان" ذبيح الله مجاهد الولايات المتحدة إلى التوقف عن إجلاء "الخبراء الأفغان"، محذّراً القوى الغربية من تمديد مهلة 31 آب النهائية لاستكمال عمليات الإجلاء جوّاً، فيما كشفت وكالة "بجواك نيوز" أن الحركة عيّنت وزيراً جديداً للمال هو جول أغا ورئيساً للمخابرات هو نجيب الله ووزير داخلية بالوكالة هو صدر إبراهيم.

وفي وادي بانشير، على قمّة جبل شديد الإنحدار صمد أمام العديد من الغزاة يفتح مقاتلون مناهضون لـ"طالبان" النار من رشاشات ثقيلة ويتدرّبون على القتال في المستقبل. ويستعدّ أعضاء "جبهة المقاومة الوطنية"، الجماعة المعارضة الرئيسية لـ"طالبان"، للقتال حتّى الموت لمواجهة الحكام المتطرّفين الجدد للبلاد.

وفي صفوفهم، يجري رجال الميليشيات وعناصر سابقون في قوات الأمن الأفغانية التحضيرات للمواجهة مع نشر الرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون ونقاط مراقبة على طول هذا الوادي. ويقوم المقاتلون، العديد منهم بالزي العسكري، بدوريات في المنطقة بآليات عسكرية أميركية، هي عربات هامفي مجهّزة بأسلحة ثقيلة.

ويحمل العديد منهم بنادق هجومية وقاذفات صواريخ وأجهزة اتصال لاسلكي. ويظهر البعض وخلفهم القمم المغطاة بالثلوج في هذا الوادي الذي يقع مدخله على بُعد 80 كلم شمال شرق كابول فقط. ووادي بانشير رمز في أفغانستان، تُحيط به قمم شديدة الانحدار. وكان مقبرة لطموحات العديد من الغزاة.

وفي الغضون، شدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع مع مسؤولين في حزب "روسيا الموحدّة" الحاكم على أنّه "لن نتدخّل في الشؤون الداخلية لأفغانستان ولن نزج بجيشنا في نزاع كلّ أطرافه ضدّ بعضهم البعض"، مؤكداً استخلاص العبر من الاحتلال السوفياتي للبلاد. وجاءت تصريحات بوتين إثر إعلان وزير خارجيته سيرغي لافروف أن القوات الأميركية "تفرض" أفغاناً فارين على دول آسيا الوسطى المجاورة حليفة موسكو.

إلى ذلك، وجّهت الأمم المتحدة تحذيراً لـ"طالبان" مفاده أن حقوق النساء "خط أحمر"، وذلك في إطار قرار في شأن أفغانستان تبنّاه مجلس حقوق الإنسان، اعتبرته منظمات غير حكومية ودول عدّة غير كاف. كما حذّرت الأمم المتحدة من أن انخفاض إمدادات المساعدات الغذائية يُهدّد بإغراق أفغانستان في "كارثة إنسانية" عند حلول الشتاء القارس، في وقت حذّرت فيه منظمة الصحة العالمية من احتمال نفاد الإمدادات الصحية في أفغانستان في غضون أسبوع.