تفجير إرهابي يُدمي معقل "طالبان" التاريخي

أدّى تفجير انتحاري استهدف أمس مجموعة من الأشخاص كانوا متجمّعين خارج فرع مصرف كابول الجديد في معقل حركة «طالبان» التاريخي في مدينة قندهار جنوب أفغانستان التي تضمّ مقرّ إقامة القائد الأعلى للحركة هبة الله اخوند زاده، إلى مقتل 20 شخصاً، حسبما أفاد مصدر طبي في المدينة وكالة «فرانس برس»، بينما تحدّثت سلطات «طالبان» عن 3 قتلى فقط. ويأتي ذلك بعدما كانت سلطات «طالبان» قد أشارت في حصيلة أولية إلى سقوط 3 قتلى و12 جريحاً بعد الهجوم الانتحاري أمام المصرف، الذي نسبته إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، بحسب ما أفاد المتحدّث باسم وزارة الداخلية عبد المتين قانع، مؤكداً أن «الوزارة تأخذ هذا الاعتداء على محمل الجدّ وسيجري التعرّف إلى المجرمين وتقديمهم إلى العدالة»، بينما ذكر أن عدد الضحايا لم يرتفع مقارنةً بالحصيلة الأولية.

من جهته، أكد مدير الإعلام والثقافة في ولاية قندهار إنعام الله سمنغاني أن «عادة ما يتجمّع مواطنونا هناك لتحصيل رواتبهم»، لافتاً إلى أن «الضحايا هم من المدنيين». وبينما نفى سمنغاني الذي كان في أحد المستشفيات التي استقبلت ضحايا، أن تكون هناك حاجة ماسة للتبرّع بالدم جرّاء خطورة حال المصابين، فرضت سلطات «طالبان» طوقاً أمنيّاً حول المنطقة خارج المصرف ولم تسمح للصحافيين بالاقتراب. كما أفادت مستشفيات في قندهار أنها تلقت أوامر بعدم التحدّث إلى وسائل الإعلام.

لكن مراسل «فرانس برس» رأى ضحايا بدوا وكأنهم إمّا فقدوا وعيهم وإمّا لقوا حتفهم يحمّلون على متن سيارات إسعاف بعد الانفجار، فيما عملت فرق الإطفاء وعناصر الأمن على تنظيف الموقع، حيث شوهدت دماء وقطع ملابس وأحذية متناثرة على الأرض. وقال المواطن الباكستاني محمد شفيق سراج الذي فقد أحد معارفه بالإنفجار إنّ «مثل هذه الأمور كانت تحدث في ظلّ الحكومة السابقة، وهي تحدث الآن أيضاً»، داعياً إلى «ضمان الأمن كما يجب في البلاد، خصوصاً حيث ثمّة حشود».

إقليميّاً، أحبطت قوات الأمن الباكستانية الأربعاء هجوماً شنّه 7 مسلحين على ميناء غوادار الاستراتيجي الشديد الحراسة، الذي تُديره شركة صينية للموانئ والشحن، في المناطق الساحلية جنوب البلاد، فيما أعلن «جيش تحرير بلوشستان» مسؤوليّته عن الهجوم، إذ يتّهم الانفصاليون البلوش الحكومة الباكستانية وشركة الموانئ الصينية باستغلال الموارد الطبيعية لإقليم بلوشستان.

• طالبان