تقدّم واعد في علاج سرطانَيّ البروستات والثدي

02 : 00

وفّرت بيانات جديدة أملاً في علاج المصابين بأشكال متقدمة من سرطاني البروستات والثدي، إذ أظهرت إمكان إطالة حياة بعض مرضى هذين النوعين الشائعين جداً. وكُشف النقاب عن المعطيات الحديثة خلال المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لطب الأورام. وتكون فرص البقاء على قيد الحياة مرتفعة في النوعين إذا كان تشخيصهما مبكراً، لكنّها تقل بشكل كبير عندما تتطور الكتل السرطانية في الجسم. قبل العام 2015، كان يمكن لأقل من نصف الرجال المصابين بسرطان البروستات أن يعيشوا أكثر من ثلاث سنوات، وفق ما قال الاختصاصي في طب الأورام كريم فيزازي في بيان للجمعية الأوروبية. ولكن من الآن فصاعداً بات في إمكانهم أن يعيشوا أكثر من خمس سنوات. فما الذي تغير؟

حتى عام 2015، كان سرطان البروستات المتقدم يُعالَج بطريقة واحدة فقط تتمثل في منع إنتاج الهرمونات مثل هرمون التستوستيرون لدى المريض. ثم تبيّن أن العلاج الكيميائي بدواء "دوسيتاكسيل" يعطي نتائج فاعلة، فبدأ استخدامه في منتصف العقد الثاني من القرن الجاري. وبعد مدة وجيزة، أضيف دواء آخر إلى العلاجات هو "أبيراتيرون" الذي حقق نتائج جيدة من خلال تركيزه كالعلاجات الأولى على الهرمونات ولكن بطريقة مختلفة. وكانت القاعدة إلى الآن تتمثل في اختيار اثنين من المسارات الثلاثة: إما إضافة العلاج الكيميائي إلى العلاجات التقليدية، أو إضافة "أبيراتيرون". وأوضحت الدراسة التي عرضها فيزازي أن في الإمكان أيضاً التوفيق بين أنواع العلاج الثلاثة، إذ تبيّن أن معدلات البقاء على قيد الحياة لدى المرضى الذين طُبق عليهم هذا النهج الثلاثي كانت بعد خمس سنوات أعلى بكثير من أولئك الذين لم يتلقوا "أبيراتيرون". وتوصّل معدّو الدراسة إلى استنتاج واضح يتمثل في ضرورة تغيير الطريقة التي يُعالج بها أخطر أنواع سرطان البروستات من خلال اعتماد مزيج من العلاجات الثلاثة. أما بالنسبة إلى سرطان الثدي، فلا ينصبّ الاهتمام على مزيج جديد من الأدوية، بل على بيانات جديدة عن فاعلية دواء محدد هو "ريبوسيكليب" من شركة "نوفارتيس" السويسرية. والمعنيات بهذه النتائج هنّ أيضاً أولئك اللواتي وصلن إلى مرحلة متقدمة من المرض، وتحديداً اللواتي بلغن مرحلة انقطاع الطمث ويعانين سرطاني "إتش آر +" و"إتش آر- 2".

ويندرج "ريبوسيكليب" ضمن فئة علاجات تساهم في الحد من عمل البروتين الذي يعزز نمو الورم في الثدي. ولا تُعطى هذه الأدوية وحدها بل مع أدوية أخرى تقلل من إنتاج هرمون الاستروجين. لكن فاعليتها لا تزال موضع شك. وتبيّن أن المريضات اللواتي عولجن بـ"الريبوسيكليب" بشكل عام عشن مدة أطول من اللواتي أعطينَ دواءً وهمياً (بلاسيبو)، وفقاً لدراسة أجراها طبيب الأورام غابرييل هورتوباغيي بتمويل من "نوفارتيس". فنصف المريضات اللواتي أعطينَ "الريبوسيكليب" عشن أكثر من خمس سنوات، في حين ينخفض الرقم إلى 4,3 سنوات لدى نصف اللواتي تلقين علاجاً وهمياً.

MISS 3