القاضي الشيخ خلدون عريمط

حكومة باسيل وعهد "حزب الله" والمبادرة الفرنسية إلى إيران؟

23 أيلول 2021

02 : 00

الشيخ خلدون عريمط

اكدت المعلومات المتوفرة لدى اكثر المراقبين والمطلعين والمتابعين للمبادرة الفرنسية ولتفاصيل تشكيل الحكومة الاخيرة لهذا العهد البائس؛ وخاصة المطالعة المطولة للنائب جبران باسيل في الجلسة الاخيرة لمجلس النواب ومنحه الثقة لحكومة الامر الواقع واشادته المكشوفة؛ بالتزام الرئيس المكلف؛ بالتفسيرات الجريصاتية للدستور؛ ان الرئيس الظل جبران باسيل هو من اشرف على انتقاء واختيار اكثرية الوزراء وعلى جلسات حسن سلوكهم والتزامهم بأمر الباب العالي؛ ليمنحوا بعدها شرف الدخول الى جنة حكومته او يحرموا منها؛ وبذلك يفاخر ويتباهى النائب جبران باسيل بعد تعطيله لاكثر من عام لتشكيل الحكومة وبدعم مستتر من "حزب الله" وايران؛ انه هو الحكومة؛ والحكومة هو؛ وانه الرئيس الظل قولاً وفعلاً؛


وان لا مكانة لاي دستور او نظام او تسوية لا تماشي تطلعاته وعنصريته وسلوكه المريض؛ وبات لا يمتلك الثلث المعطل وحسب؛ والذي رفض الرئيس سعد الحريري منحه اياه بعد تسعة اشهر من التعطيل العوني؛ وانما بات الرئيس الظل جبران يسيطر على اكثرية ثلثي الحكومة مع حليفه الدائم والمستمر "حزب الله" وملحقاته؛ ومن اجل ذلك؛ فإن الحكومة الجديدة هي حكومة جبران باسيل بامتياز؛ والعهد؛ هو عهد "حزب الله" بالتأكيد ومنذ خمس سنوات عجاف؛ بدأت مع تولي العماد ميشال عون الرئاسة في قصر بعبدا؛ وما تبقى من طروحات؛ ما هي الا تفاصيل لا تسمن ولا تغني عن اي ادعاء او مغالطة او توهمات لبطولات والقاب شكلية هي اشبه بغزل البنات؛ او اقرب لسراب الصحراء في البيداء؛ والتي يظنها البعض بانها ماء؛ وما هي بماء.

والمبادرة الفرنسية التي اطلقتها الرئاسة الفرنسية بعد اجتماعات ومشاورات والتزامات من الفرقاء في قصر الصنوبر لانقاذ لبنان من الجهنم العونية ومستشاريها؛ احالتها فرنسا بعد اكثر من عام من التعطيل والمناكفات والعناد واستباحة الدستور؛ وقدمتها كهدية متواضعة الى الرئيس الايراني ومشروعه الفارسي التوسعي باشراف وتوجيهات ملاليه، مقابل حصول فرنسا من العراق على عقود نفطية وعقود اخرى بقيمة 27 مليار دولار اميركي عداً ونقداً بعدما حولت المصالح الاميركية الايرانية المشتركة العراق وشعبه وثرواته الى محمية ايرانية خلفية لنظام الحكم في طهران.


والسؤال المطروح على الساحة اللبنانية في هذه الايام، الى متى سيبقى لبنان ساحة ملتهبة لتبادل الرسائل بين القوى الاقليمية؟ والى متى سيبقى هذا الوطن مخطوفاً من ايران ونظامها لتسدده كفاتورة مدفوعة سلفاً لاي صفقة ايرانية مقابل مصالح طهران في الاقليم؟ وهل يمكن ان يستفيق اللبنانيون من سباتهم وعذاباتهم ويخرجوا الى شمس الحرية من كهوفهم وخنادقهم وولائهم لمصالح الآخرين؛ ويرفضوا كل تدخل بشؤونهم؛ ليبنوا معاً مسلمين ومسيحيين لبنان وطن الرسالة والمواطن الانسان الكريم الصالح؛ بعيداً عن مغريات المحاور؛ التي حولت لبنان العربي الجميل وشعبه المعطاء الى طوابير من الذل والهوان والى سوق نخاسة للبيع في مصالح لعبة الامم ؟.