"مصافحة وتحيّة" بين بلينكن ولودريان في نيويورك

بايدن وماكرون... لإعادة إرساء الثقة بعد "أزمة الغوّاصات"

02 : 00

يُحاول بايدن احتواء غضب الحليف الفرنسي (أ ف ب)

بعد نحو أسبوع على اندلاع "أزمة الغوّاصات"، أعلن الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون التزامات لإعادة إرساء الثقة التي تعرّضت لاختبار قوي بين واشنطن وباريس، مع إقرار الرئيس الديموقراطي بأنّ "المشاورات المفتوحة بين الحلفاء" كان من شأنها تفادي هذه التوترات الجيوسياسيّة والديبلوماسية، في محاولة أميركية لاحتواء غضب الحليف الفرنسي "المجروح". وفي مكالمة هاتفية طال انتظارها، حاول الرئيسان إيجاد حلّ لأخطر أزمة ديبلوماسية بين الولايات المتحدة وفرنسا منذ الرفض الفرنسي لحرب العراق العام 2003. وجاء في بيان مشترك للبيت الأبيض وقصر "الإليزيه" أن إجراء "مشاورات مفتوحة بين الحلفاء في شأن القضايا ذات الأهمّية الإستراتيجية بالنسبة إلى فرنسا والشركاء الأوروبّيين، كان من شأنه تفادي هذا الوضع"، مضيفاً: "وقد أعرب الرئيس بايدن عن التزامه الدائم في هذا الصدد".

وبالتالي "قرّر الرئيسان الأميركي والفرنسي اللذان سيلتقيان في أوروبا نهاية شهر تشرين الأوّل، إطلاق عملية تشاور معمّق تهدف إلى تأمين الظروف التي تضمن الثقة واقتراح تدابير ملموسة لتحقيق الأهداف المشتركة". وفي سياق الرغبة بالتهدئة، قرّر ماكرون عودة السفير الفرنسي لدى الولايات المتحدة فيليب إتيان إلى واشنطن الأسبوع المقبل، بعدما كانت باريس قد استدعت سفيرَيْها في الولايات المتحدة وأستراليا الجمعة. كما اعتبر بايدن أنه "من الضروري أن يكون الدفاع الأوروبي أكثر قوّة وكفاءة للمساهمة في الأمن عبر المحيط الأطلسي وإكمال دور الحلف الأطلسي".

وأوضح البيان المشترك أيضاً أن الولايات المتحدة تؤكد أن "التزام فرنسا والاتحاد الأوروبي في منطقة المحيطَيْن الهندي والهادئ له أهمّية استراتيجية"، في حين اعتبر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في مستهلّ لقاء مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن أن على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة العمل بهدف "تعزيز الثقة" ضمن شراكتهما، فيما أعلن بلينكن أن الشريكَيْن يعملان أصلاً بشكل وثيق "في العالم أجمع، ويشمل ذلك طبعاً أفغانستان ومنطقة الهند - المحيط الهادئ وأوروبا".

وفي الأثناء، تصافح بلينكن ونظيره الفرنسي جان إيف لودريان في بداية اجتماع وزاري مخصّص لليبيا في الأمم المتحدة، في أوّل اتصال بين المسؤولين منذ "أزمة الغوّاصات"، فيما أفاد مصدر فرنسي بأنّهما "تبادلا التحية" وتصافحا وكان ذلك طبيعياً، لكنّه لفت إلى أنّه "لم يكن هناك انفراد" بينهما، مشيراً إلى أنه من الممكن تنظيم لقاء ثنائي بين الرجلَيْن قريباً على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وفشل بلينكن منذ بداية الأسبوع في لقاء لودريان، على غرار وزيرة الخارجية البريطانية الجديدة ليز تروس، بحسب مصادر ديبلوماسية.

توازياً، دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون فرنسا إلى الهدوء، وقال متحدّثاً لوسائل إعلام بريطانية خلال زيارة إلى واشنطن: "أعتقد أن الوقت حان لبعض أعزّ أصدقائنا في العالم ليتمالكوا أنفسهم في شأن هذه المسألة برمّتها"، في وقت أوضحت رئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن أن بلادها، إحدى أقرب حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا، "لا تفهم على الإطلاق" الإنتقادات الفرنسية والأوروبّية الموجهة إلى واشنطن في "أزمة الغوّاصات"، مدافعةً عن الرئيس الأميركي "المخلص جدّاً" جو بايدن.


MISS 3