عماد موسى

"ليش العالم ما بدن يفهموا؟"

27 أيلول 2021

02 : 00

في تشرين الأول الماضي استضاف الزميل طوني خليفة نائبة رئيس "حزب التيار الوطني الحر" الآنسة مي خريش في برنامجه "سؤال محرج".

يومها تسبّبت، من دون قصد منها، بموجة من السخرية بتفضيلها الجمهورية الإسلامية الإيرانية على السُعودية، بإجابتها "خياري ايران بسبب تاريخها، شيل الثورة الإسلامية اللي صارت، وأنا بحب حياكة السجاد لأنها تعلّمك الصبر"، فكتب الأمير عبد الرحمن بن مساعد تغريدة على حسابه جاء فيها:"هذا يوم حزين لنا كسعوديين ...احفظوا هذا التاريخ العاشر من اكتوبر. مي خريش اختارت ايران ولم تختر السعودية. إخواني أعلم أن الخطب فادح ولكن بتكاتفنا سنتجاوز هذا المصاب الأليم".

كما أحرجت بإجابتها الذكية رئيسها جبران باسيل، وقيل أنه طلب منها الإبتعاد لفترة عن الإعلام، فيما اعتبرت أوساط في التيار البرتقالي أن كلام خريش يمثلها ولا يمثل التيار الذي يحترم السُعودية، وما لم تقله خريش في برنامج لايت قاله شربل وهبه في برنامج دسم. وكان ما كان من أفعال ندامة وتبرّؤ.

وعندما سألها خليفة قبل سنة في البرنامج نفسه، أيهما تفضّل وليد جنبلاط أو سمير جعجع، كان مدركاً أنها لن تختار جعجع لحقدها التاريخي عليه والذي كان سبب وصولها إلى الموقع الثاني في التيار. أجابت خريش: وليد جنبلاط أفضل من سمير جعجع "لأنه اختار مصلحة طائفته" بينما جعجع يختار"مصلحة وطنية" وتلك برأي خريش مذمة، أو أقله تأتي في مرتبة دون مصلحة الطائفة.

غابت خريش لفترة عن الإعلام، أو أقله، لم يسجّل لها أي خبطة في سنة إلى أن ظهرت على شاشة الـ "أم تي في" في ذروة التألق. ومما جاء على لسانها "نحن كتيار وطني حر مش مشاركين بالحكومة وما عنا وزرا محسوبين علينا. ومن ايمتى كان عنا؟ ليش العالم ما بدا تفهم؟ اي نحنا فاسدين هيدا مزبوط بس القوات ما شافوا حدا غيرنا؟ على مسألة الفساد تستأهل خريش bon point، من "القوات" و" étoile من "التيّار" كي تلصقها على دفتر الإملاء المدرسي.

أما لماذا "العالم ما بدها تفهم" فلأن الله سبحانه وتعالى لم يمنح عامة الناس، ما منحك إياه من حصافة رأي ورجاحة عقل وقدرة على التمييز ومنطق في المقاربات. هم، أي "العالم" ظنّوا، بكل سذاجة، أن هنري خوري وهكتور حجّار وفتى الطاقة الجديد وليد فيّاض وقبله ريمون غجر وقبل غجر مدام ندى بستاني محسوبون على "حزب سبعا"!

وإلى اللقاء بعد سنة، مع الآنسة مي خريش في "الخبطة الثالثة".