فرنسا تبيع اليونان سفناً حربيّة

ماكرون يدعو الأوروبّيين إلى فرض احترامهم

02 : 00

ماكرون وميتسوتاكيس يتصافحان بعد توقيعهما على مذكّرة تفاهم متعلّقة بشراء فرقاطات فرنسيّة أمس (أ ف ب)

بعد هدوء عاصفة "أزمة الغوّاصات"، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس أن "على الأوروبّيين التخلّي عن السذاجة" و"استخلاص العبر" من الخيارات الإستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة التي تتركّز على خصومتها مع الصين.

وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، تعليقاً على فسخ أستراليا عقداً لشراء غوّاصات فرنسية لصالح الولايات المتحدة: "حين نكون تحت تأثير ضغوط قوى كبرى تشتدّ أحياناً، فإنّ إبداء ردّ فعل أو الإثبات بأنّ لدينا نحن أيضاً القوّة والقدرة على الدفاع عن أنفسنا، لا يعني الانقياد إلى التصعيد، بل هو ببساطة فرض احترامنا".

وتابع: "الولايات المتحدة الأميركية صديق تاريخي كبير وحليف قيّم، لكن لا بدّ لنا من الإقرار بأنه منذ أكثر من 10 سنوات، تُركّز الولايات المتحدة جهودها في المقام الأوّل على نفسها، ولها مصالح استراتيجية تُعيد توجيهها إلى الصين والمحيط الهادئ".

لكنّ الرئيس الفرنسي اعتبر أن "هذا من حقهم، إنّها سيادتهم الخاصة. لكنّنا سنكون هنا ساذجين أو سنرتكب خطأً فادحاً إذا رفضنا استخلاص كلّ العبر لأنفسنا". وأردف: "بالروح البراغماتية ذاتها والوضوح ذاته، علينا كأوروبّيين تحمّل قسطنا من المسؤولية في تأمين حمايتنا الخاصة. هذا ليس بديلاً عن التحالف مع الولايات المتحدة، ليس استعاضة عنه، بل هو تحمّل مسؤولية هذه الركيزة الأوروبّية في إطار الحلف الأطلسي".

وخلص الى القول: "مطلوب منّا أن نتحمّل مسؤولية أكبر في حماية أنفسنا، أعتقد أن هذا مشروع، ويعود الأمر لنا في تنفيذه"، فيما وقّعت فرنسا اتفاقية لبيع اليونان 3 فرقاطات في إطار "شراكة استراتيجية" بين باريس وأثينا في المتوسط، تُعطي دفعاً لماكرون في معركته للترويج للدفاع الأوروبي.

وفي هذا الصدد، أوضح ماكرون بعد لقائه ميتسوتاكيس في قصر الإليزيه أنّ اليونان ستشتري 3 فرقاطات من طراز "بيلارا" من فرنسا، في إطار "شراكة استراتيجية" أكثر عمقاً بين البلدَيْن للدفاع عن مصالحهما المشتركة في البحر المتوسط. ويُمثّل هذا الإتفاق "خطوة أولى جريئة نحو استقلالية استراتيجية أوروبّية"، بحسب ما أكد ماكرون.

واعتبر قرار أثينا شراء السفن الحربية "مؤشر ثقة" في صناعة الدفاع الفرنسية في وجه المنافسة، خصوصاً من مجموعة "لوكهيد مارتن" الأميركية، وفق تقارير صحافية. ورأى ماكرون أن الإتفاق "يُسهم في الأمن الأوروبي وتعزيز الإستقلالية الإستراتيجية لأوروبا وسيادتها، وبالتالي في السلم والأمن الدوليَيْن".

ويؤكد ماكرون باستمرار أن أوروبا تحتاج إلى تطوير قدراتها الدفاعية الخاصة، والتقليل من الإعتماد على الولايات المتحدة، ووصل إلى حدّ التحذير بأنّ "حلف شمال الأطلسي" يُعاني من "موت دماغي".

من جهته، رأى ميتسوتاكيس أنه "يوم تاريخي لليونان وفرنسا"، وقال: "قرّرنا تحديث تعاوننا الدفاعي الثنائي"، معتبراً أن الإتفاق يتضمّن "دعماً مشتركاً" و"تحرّكاً مشتركاً على كلّ المستويات"، إضافةً إلى خيار شراء فرقاطة رابعة.

كما شدّد ميتسوتاكيس على أن الإتفاق الفرنسي لن يؤثر على المحادثات حول اتفاقية للتعاون الدفاعي بين اليونان والولايات المتحدة، رغم التوتر بين الاتحاد الأوروبي وواشنطن الناجمة عن الأزمة مع أستراليا.

وأكد أن الإتفاقية "ليست معادية" للعلاقات اليونانية - الأميركية، لافتاً إلى "وقوف فرنسا إلى جانبنا خلال فترات صعبة في صيف 2020"، في إشارة إلى تحدّي تركيا للحقوق اليونانية السيادية في بحر إيجه. ولم يُكشف عن أي تفاصيل متعلّقة بقيمة العقد، لكن يُفترض أن يبدأ تسليم الفرقاطات اعتباراً من 2024.


MISS 3