"مناورات إيرانيّة" قرب الحدود مع أذربيجان

باريس تطلب تدخّل بكين مع طهران نوويّاً

02 : 00

بوريل متحدّثاً خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجيّة القطري في الدوحة أمس (أ ف ب)

طلبت فرنسا من الصين العمل على حضّ إيران للعودة سريعاً إلى "محادثات فيينا" الهادفة الى إحياء الإتفاق في شأن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية. وقالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن كلير لوجاندر خلال مؤتمر صحافي عبر تقنية الفيديو: "نُعوّل على الصين لاستخدام الحجج الأكثر إقناعاً في حوارها الخاص مع طهران"، وذلك ردّاً على سؤال عمّا إذا كانت بكين تؤدّي دوراً "بنّاءً بما فيه الكفاية" مع طهران التي تربطها بها علاقة وثيقة.

ورأت لوجاندر أن العودة "من دون تأخير" إلى طاولة المباحثات المعلّقة منذ حزيران الماضي، هي "الطريق الوحيد المتلائم مع مصالحنا المشتركة"، موضحةً أن "فرنسا وشركاءها الأوروبّيين، والشركاء الآخرين في خطّة العمل الشاملة المشتركة (الإسم الرسمي للإتفاق النووي) والولايات المتحدة، متّحدون في دعوة إيران إلى العودة من دون تأخير إلى "محادثات فيينا" من أجل إتمام المفاوضات سريعاً".

من جانبه، أكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال مؤتمر صحافي من الدوحة أن الإتفاق النووي مع إيران يجتاز مرحلة دقيقة، معتبراً أنه يجب استئناف "محادثات فيينا" في أقرب وقت ممكن.

وفي المقابل، اعتبر المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أن عودة بلاده الى المباحثات النووية، ستتطلّب وقتاً أقلّ مِمَّا تطلّبه جلوس واشنطن إلى الطاولة بعد تسلّم الرئيس الأميركي جو بايدن مهامه رسميّاً مطلع العام الحالي.

وقال خطيب زاده خلال مقابلة مع صحيفة "لو موند" الفرنسية: "أشكّ في أنّنا سنحتاج للإنتظار بقدر ما احتاجته إدارة بايدن، من أجل أن تلتزم حكومتنا مجدّداً بمفاوضات فيينا". وأضاف: "حين تسلّم الرئيس بايدن السلطة، كم يوم انتظرنا قبل أن ينخرط الأميركيون مجدّداً في المباحثات؟".

وبينما انطلقت الجولة الأولى من "محادثات فيينا" في السادس من نيسان، أي بعد 77 يوماً من تولية بايدن رسميّاً في 20 كانون الثاني، لفت خطيب زاده إلى أنه لم يمضِ على تولّي الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي مهامه سوى نحو 50 يوماً.

وفي الأثناء، أكد رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي تعهّد بلاده بعدم تطوير أو انتشار أسلحة نووية، مشدّداً على أن إيران ملتزمة بالإمتثال لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

تزامناً، أعلن الجيش الإيراني أنه سيُجري مناورات عسكرية في شمال غرب البلاد قرب الحدود مع أذربيجان اليوم، بعد أيام من انتقادات وجهتها باكو لهذه الخطوة. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" عن قائد القوات البرّية للجيش العميد كيومرث حيدري أن المناورات ستنطلق في منطقة شمال غرب البلاد اليوم "بمشاركة وحدات مدرّعة ومدفعية وطائرات مسيّرة وبدعم من مروحيات الجيش".

وأشار حيدري إلى أن هدفها "الإرتقاء بالجهوزية القتالية للقوّة البرّية في هذه المنطقة"، من دون أن يُحدّد مداها الزمني أو الجغرافي. وكان رئيس أذربيجان إلهام علييف قد انتقد خلال حوار مع وكالة "الأناضول" التركية للأنباء نشر الإثنين، إجراء إيران مناورات قرب حدود بلاده، معتبراً أنها "حدث مفاجئ جدّاً"، وقال: "هذا حقهم السيادي. ولكن لماذا الآن، ولماذا عند حدودنا؟"، بينما ردّت الخارجية الإيرانية بالتأكيد أن إجراء مناورات عسكرية هو قرار "سيادي" للجمهورية الإسلامية.

وفي تلميح إلى العلاقة الوثيقة التي تربط أذربيجان بإسرائيل، أكدت الخارجية الإيرانية أن طهران "لن تتسامح مع أي شكل من تواجد الكيان الصهيوني بالقرب من حدودها. وفي هذا المجال، ستتّخذ ما تجده مناسباً لأمنها القومي"، من دون تفاصيل إضافية. وتتشارك إيران وجارتها الشمالية الغربية أذربيجان حدوداً بطول نحو 700 كلم.

وفي الساحة السوريّة، كشف "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن طائرة مسيّرة قصفت موقعاً لميليشيات إيرانية في منطقة البوكمال قرب الحدود السورية مع العراق. وأوضح المرصد في بيان أن انفجارات دوّت في البوكمال بريف دير الزور نتيجة قصف من طائرة مسيّرة مجهولة الهوية حلّقت في أجواء المنطقة مع مغيب شمس الخميس، مشيراً إلى أن "صاروخَيْن على الأقلّ استهدفا منطقة الكتف قرب مدينة البوكمال، في حين تصدّى عناصر الميليشيات الإيرانية للطائرة المسيّرة بالرشاشات الثقيلة".

خليجيّاً، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن في رسالة بعثها إلى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود بمناسبة اليوم الوطني للمملكة، على متانة العلاقات بين البلدَيْن. واعتبر بايدن أن العلاقات الثنائية بين واشنطن والرياض تُشكّل حجر زاوية للإستقرار والأمن والإزدهار الإقتصادي في الشرق الأوسط، مشيداً بالعلاقات الدائمة بين البلدَيْن والممتدّة على مدى ثمانية عقود.


MISS 3