جاد حداد

رابط بين صحة العين والخرف؟

9 تشرين الأول 2021

02 : 00

ما من علاجات فعالة اليوم لوقف تطوّر الخرف. من الضروري إذاً أن يرصد العلماء عوامل الخطر المُسببة لهذا الاضطراب، لا سيما تلك القابلة للتغيير، لتسهيل السيطرة على المرض والوقاية منه في نهاية المطاف. نُشرت نتائج دراسة جديدة في "المجلة البريطانية لطب العيون"، وهي تُحلل أمراض العيون والجسم ومدى ارتباطها بالخرف.

رابــــط غــــيــــر واضــــح

لا يزال السبب الذي يفسر الرابط الظاهري بين مشاكل النظر والخرف مجهولاً، لكن يعدد الباحثون بعض الاحتمالات.

غالباً ما تتزامن مشاكل النظر مع عوامل خطر جسدية معروفة بمسؤوليتها عن الخرف. في معظم الأحيان، تظهر هذه العوامل لدى كبار السن، والمدخنين، وقليلي الحركة، والأقل تعليماً. لكن قد يكون اختلال النظر من أوائل مظاهر الخرف على ما يبدو. قد يؤدي تراجع تحفيز المسارات الحسية البصرية إلى تسارع تطور المرض.

صرّح الدكتور ريتشارد روزين المتخصص بجراحة الشبكية والجسم الزجاجي في مركز "ماونت سينا" الطبي في مدينة نيويورك ومدير قسم أبحاث طب العيون، لصحيفة "ميديكل نيوز توداي" بأن هذه الدراسة تؤكد على ضرورة أن يتابع الأطباء البحث عن عوامل الخطر: "على كل من يحمل هذا النوع من عوامل الخطر أن يخضع للمراقبة. قد تتمكن مقاربات جديدة من السيطرة على تطور الخرف أو حتى الوقاية من المرض في نهاية المطاف".

تقول الدكتورة كلير سيكستون، مديرة البرامج العلمية في "جمعية الزهايمر": "ثمة حاجة إلى إجراء أبحاث إضافية حول جماعات متنوعة للمقارنة بين مشاكل العين ومخاطر الخرف. كذلك، لا بد من تكثيف الأبحاث للتأكد من تراجع خطر الضعف المعرفي بعد معالجة فقدان البصر. باختصار، إذا كنتَ مصاباً بضعف النظر، يجب أن تستشير طبيب العيون للاطلاع على خيارات تصحيح الخلل".

كانت المجموعة التي خضعت للدراسة الجديدة كبيرة واستمرت مراقبتها لفترة طويلة، لكن تبقى هذه الدراسة مبنية على المراقبة ولا تتوصل إلى رابط سببي واضح. يعترف الباحثون أيضاً بأن الدراسة كانت محدودة على بعض المستويات. ارتكزت مشاكل النظر المسجّلة على شهادات المتطوعين، وربما بدأ جزء من تلك الإصابات قبل ظهور مرض العين.

في النهاية، يستنتج الباحثون أن حالات التنكس البقعي وداء الساد وأمراض العين التي تتزامن مع السكري ترتبط بزيادة مخاطر الخرف، لكن لا ينطبق ذلك على داء الزرق.

أخيراً، يكون المصابون باضطراب النظر ومشاكل جسدية أخرى في الوقت نفسه أكثر عرضة للخطر من المصابين بمرض في العين أو اضطراب جسدي منفصل.


MISS 3