نجاة مسؤولين من محاولة اغتيال في عدن

02 : 00

من مسرح الإعتداء في عدن أمس (أ ف ب)

قُتِلَ 6 أشخاص جرّاء انفجار سيارة مفخّخة أمس استهدف موكباً يقلّ مسؤولين في عدن، العاصمة الموَقتة للحكومة اليمنية، وفق ما أفادت مصادر أمنية وكالة "فرانس برس"، التي أوضحت أن المسؤولين المستهدفين نجوا من الإنفجار.

وكشف مصدر أمني يمني أن سيارة مفخّخة كانت تقف في الخط العام بشارع المعلا، انفجرت أثناء مرور موكب مسؤولين، بينهم محافظ عدن أحمد لملس ووزير الزراعة والأسماك سالم السقطري وقيادي آخر.

ونجا المسؤولون الثلاثة من الإنفجار، بحسب المصدر، الذي تحدّث عن مقتل 5 من المرافقين، وإصابة 11 شخصاً، بينهم 3 مدنيين. وتوفي مصاب في وقت لاحق متأثراً بجراحه، ما رفع الحصيلة إلى 6 قتلى. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" أن المحافظ والوزير أكدا "أنهما بحالة جيّدة ولم يمسّهما مكروه".

ولملس ووزير الزراعة مسؤولان في المجلس الإنتقالي الجنوبي، الذراع السياسية للإنفصاليين الجنوبيين الذين انضمّوا العام الماضي إلى حكومة وحدة تُقاتل المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران في شمال البلاد، بعد مواجهات عنيفة مع القوات الحكومية.

وفي ردود الفعل، أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في بيان أنه قام بتوجيه "كافة الأجهزة الحكومية التنفيذية والأمنية والعسكرية باتخاذ الإجراءات اللازمة والكفيلة باستتباب الأمن والإستقرار"، فيما وصف الهجوم بـ"عمل إرهابي غادر وجبان".

كذلك، أمر رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك "الجهات المختصّة بإجراء تحقيق عاجل حول ملابسات العملية الإرهابية الجبانة وتعزيز اليقظة الأمنية لتفويت الفرصة على كلّ من يستهدف أمن واستقرار عدن"، وفق ما أوردت "سبأ".

وكان اليمن الجنوبي مستقلاً إلى أن أُعيد توحيد البلاد في العام 1990، لكن بقي هناك تيّار مؤيّد للإنفصال. وتضمّ القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليّاً في الجنوب، حيث تتمركز السلطة، فصائل مؤيّدة للإنفصال عن الشمال بقيادة المجلس الإنتقالي الجنوبي. وخاضت هذه الفصائل في 2019 معارك ضارية مع القوات الحكومية، متّهمةً الحكومة بالفساد.

وعملت السعودية على إنهاء الخلافات، وتوسّطت لتشكيل حكومة تُمثّل كلّ الفصائل بهدف التفرّغ لمقاتلة الحوثيين الذين اقتربوا من السيطرة على مأرب، آخر معاقل الحكومة في شمال اليمن المجاور للمملكة.

وفي هذا السياق، رأى المجلس الإنتقالي الجنوبي في بيان أن التفجير يأتي في وقت "انهيار الجبهات في شبوة ومأرب لصالح ميليشيات الحوثي الإرهابية، في مخطّط تآمري مشترك وخطر يستهدف الجنوب كافة والتحالف العربي، علاوةً على أنها تستهدف أمن العاصمة عدن".

وصعّد الحوثيون في شباط عمليّاتهم العسكرية للسيطرة على مأرب، حيث أوقعت المعارك الطاحنة مئات القتلى من الجانبَيْن. ومن شأن سيطرتهم على هذه المنطقة الغنية بالنفط أن يُسهّل توسّعهم إلى محافظات أخرى، ويُعزّز موقفهم التفاوضي في أي محادثات سلام مقبلة.

واستهدفت اعتداءات عدّة خلال السنوات الماضية قوات أو مسؤولين في الحكومة، حملت توقيع المتمرّدين الحوثيين. كما تبنّى جهاديّو تنظيم "القاعدة" عمليّات إرهابية أخرى.


MISS 3