جورج بوعبدو

كلوديا مرشليان: المهنيّة هي أن تُحوّل موهبتك إلى مهنةٍ تعتاش منها

20 تشرين الأول 2021

02 : 00

شهرتها جعلتها غنية عن التعريف، فاسمها واسع الانتشار في ميدان الدراما المحلية والعربية معاً. حصلت على شهادة دراسات عليا بالفنّ الدرامي من الجامعة اللبنانية للفنون الجميلة سنة 1991. وبدأت الكتابة مع الممثّل جوزيف بو نصار. شاركت في العام 2013 كعضو تحكيم في لجنة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. وشغلت في العام 2013 منصب مديرة أكاديمية برنامج ستار أكاديمي لثلاثة مواسم. من أشهر مسلسلاتها كممثلة "شباب وبنات"، "خلف جدران القصر"، "رجل من الماضي" وغيرها من الاعمال الناجحة. من أهم أعمالها في الدراما التلفزيونية كمؤلفة: "أجيال"، "كازانوفا"، "باب إدريس"، "ثورة الفلاحين" و"روبي". "نداء الوطن" إلتقت الكاتبة كلوديا مرشليان فدار نقاش مشوّق حول كتابة المسلسلات والإنتاج.



هل كنت سعيدة بأصداء مسلسل راحوا؟

هو من المسلسلات المفضلة لدي من ناحية معالجة القصة وكنت سعيدةً جداً بكتابته. ولكن المشكلة أن شركة الانتاج سلّمت التلفاز الحلقات أقصر وقتاً مما كتبت فقطّعت بطريقة مغايرة لوقتها الأساسي وزاد عدد الحلقات وغيّر ذلك في طبيعة القصّة والتطوّر الدرامي. هذا لا يمنع أنه حقّق نسبة مشاهدة عالية وأحبه الجمهور، ولكنني لم أكن راضية عن هذه الطريقة وأفضّل أن تبث الحلقة على الهواء مثلما كتبتها من البداية حتى النهاية، لأن الكاتب هو الأدرى بالتطور الدرامي للمسلسل، وأتمنى ألا يتكرّر هذا الأمر.





لماذا تنجح المسلسلات المشتركة أكثر من المسلسلات المحلية الصرف؟


خضت تجارب عدة في مجال المسلسلات المشتركة وكان أولها مسلسل "روبي" الذي جمع نجوم سوريا ولبنان ومصر مع المنتج وديع خير رحمه الله. برأيي المسلسل الناجح يكون ناجحاً مهما اختلفت مكوّناته. ولكن طبعاً تبقى الأعمال المشتركة أسرع إنتشاراً وأكثر عرضاً من الأعمال اللبنانية الصرف وهذا واقع لا يمكن انكاره.



يعتبر البعض غزارة الانتاج دليلاً على عدم المهنية. ما هو ردّك؟


المهنيّة هي في أنّ تنتج أكثر فتتحوّل الموهبة الى مهنة تعتاش منها. أما انتاج عملٍ واحد كل سنتين أو ثلاث لا يعدّ إلا هواية. كمثال على ما أقول الكبير عاصي الرحباني الذي انتج أعمالاً لا تعد ولا تحصى في وقت قصيرٍ، أو الكاتب مروان نجار الذي أنتج الكثير في فترةٍ معيّنة. كلّها أعمال ناجحة تنفي مقولة "غزارة الإنتاج دليل على عدم المهنية" التي لا أعرف من أين أتت ولماذا تمّ تداولها بهذه الكثافة. ما بال المشاهد اذا كُتب المسلسل بوتيرٍة سريعة أو بطيئة، فهو يريد النتيجة الأخيرة للعمل وهو الحكم الأخير عليه.





ما هو أحب مسلسل الى قلبك من أعمالك؟


من الصعب أن أميز بين المسلسلات التي كتبتها. ولكن مسلسل "نضال" كان نقطة تحوّل في مسيرتي الفنية وشجّعني على الكتابة والاستمرار في العطاء، وهو مصدر تفاؤل لي. أحب أيضاً خماسية "مدام كارمن" لما فيها من جرأة. وكذلك مسلسل "أجيال" لأنه الأول من نوعه الذي جمع نجوماً كثراً وقصصاً متنوعة. و"روبي" طبعاً الذي جمع ممثلين عرباً ولبنانيين. "باب إدريس" الذي أظهر رمضان بحلة جديدة في لبنان ومسلسل "سمراء". أمّا الأحب الى قلبي فعلياً فهو مسلسل "إم البنات".






اين تجدين نفسك أكثر في كتابة المسلسلات أو الأفلام؟


لا شك في أنّ هناك إختلافاً في نوع الكتابة بين الإثنين ولكنني عندما أكتب فيلماً تغمرني متعة لا توصف لأنني أمرّر عبره أفكاراً كثيرة في وقتٍ قصير. هذا لا يمنع أنني أحب كتابة الإثنين ولا أفضّل نوعاً على آخر.



هل تؤمنين بسطوة المنصات حالياً. أم أن التلفزيون ما زال الأول في لبنان والعالم العربي؟


تبقى شاشة التلفاز الأقوى في لبنان والدول العربية لأنها متاحة للجميع بشكل أسرع وأقلّ تكلفة من المنصّات. لا شك في أن المنصّات تستحوذ على شريحة مشاهدين عالية ولكن التلفاز ما زال متواجداً بقوّة.





هل شاهدت فيلم ميريام فارس على "نتفليكس". ما رأيك به؟

تجمعني بميريام علاقة جيّدة وأحبها كفنانة. عملنا سوياً في مسلسل "إتهام" وللأسف لم تسنح لي الفرصة لأشاهد فيلمها، كنت منشغلة وبعيدة عن مشاهدة المنصّات ولكنني أود مشاهدته قريباً.



لماذا لا نراك على المسرح أو في المسلسلات مع أنك انطلقت من التمثيل، ألا تشتاقين الى ذلك؟


تستحوذ الكتابة على وقتي كاملاً فهي صعبة ومتعبة ومن الصعب التوفيق بينها وبين التمثيل. أنا أكتب بشكل متواصل لأنني حوّلت الهواية الى مهنة وهذا شغفي بالحياة.



علمنا أن الممثل اللبناني يتقاضى أجره بالليرة اللبنانية أما الأجنبي فبالدولار. هل هذا صحيح. أين العدالة؟


هذا الكلام غير دقيق. لعلّه يتقاضى قسماً بالشيك كونه يملك حساباً في المصرف وقسماً آخر نقداً. ما من تمييزٍ على حد علمي ففي لبنان شركات إنتاج محترمة وتعامل الجميع بالمثل وعلى قدم المساواة.



هل شكّلت مأساة الرابع من آب مصدر وحي لك يدفعك لكتابة مسلسل حوله؟


لا يمكننا إنتاج عمل لمأساة الرابع من آب بطريقة عاديّة مثلما رأيت على بعض شاشات التلفزة، فهذا شيء لا يجوز لأن للمسألة عمقها، وهكذا حدث يلزمه الكثير من العمل والتحضير والإتقان ليقّدم الى الناس موثّقاً ومقنعاً يظهر فظاعة ما ألمّ بنا. وأتمنى أن أستطيع في يومٍ ما تحويل هذه المأساة الى عملٍ ضخم يشرح ما حصل.



هل أصبحت الدراما اللبنانية منافسة للدراما السورية والمصرية؟

يمرّ لبنان اليوم بأزمات شلّت القطاع الإنتاجي فيه بشكلٍ كبير، كنّا منطلقين بأعمال رائعة ومنافسة في السوق العربي وللأسف الشديد ما عدنا نجد قناةً تشتري الأعمال اللبنانية الصرف نظراً لعدم توافر السيولة. رجعنا الى الوراء من ناحية الإنتاج والمنافسة، الوضع سيئ للغاية ولا أحد يغامر في هذا المجال لأن لا تصريف للانتاجات الجديدة.



من الممثل الذي تحلمين بإسناد دور إليه ولم تتعاوني معه بعد؟

لا أحلم بممثلٍ محدّد ولكنني أحلم بشخص يكون قادراً على أداء دور أرسمه له. أحب الممثل البارع والذي يعرف كيف يتعامل مع النص والدور. طموحي هو أن أتعامل مع أكبر عدد من الممثلين والممثلات وأن يكونوا في المكان المناسب للدور الذي أكتبه لهم.


MISS 3