د. نسيب حطيط

"الكوتا النسائيّة" إهانة موصوفة للمرأة واعتراف بالتخلّف السياسيّ

21 تشرين الأول 2021

02 : 00

يتباهى البعض من السياسيين والأحزاب والنواب بتأييدهم لتشريع وإقرار "الكوتا النسائية" في الانتخابات النيابية وكأن المرأة ليست كائناً إنسانياً كامل الحقوق او انها لا تستوفي شروط المواطنة والإنتخاب في محاولة لإلحاق الإهانة العنصرية الذكورية على الأنثوية الإنسانية في مجتمع لبناني يدّعي التقدمية والحضارة والرقي الثقافي القشري المخادع والوهمي.

ان من يملك حق الإنتخاب من ذكر او انثى يملك حق الترشّح بدون إضافة "تأشيرات قانونية" اكراهية للأحزاب وإظهار النساء كأنهن شريحة معزولة تستوجب الشفقة والإستثناءات والتعامل مع النساء كأنهن "معوقين ومعاقين سياسياً وتشريعياً واجتماعياً" من دون الاستناد على أي تبرير ديني او عقلي او... سوى التعامل مع المرأة كأنها مواطنة ناقصة او تابعة او للزينة..!

استنكر البعض عدم السماح للمرأة بقيادة السيارة او منعها من التعلم او الوظيفة العامة وانتقد البعض فرض الحجاب او البرقع من القماش أي انهم ضد القناع والبرقع "القماشي" لكنهم يفرضون الحجاب والبرقع والخمار السياسي على المرأة وكأنها كائن ضعيف غير قادر على قيادة المجتمع الذي تنتمي اليه وادخارها في بنك الأصوات كلما دعت الحاجة في الانتخابات البلدية او الاختيارية او النيابية.

المرأة التي تستطيع ان تكون أماً تربي أولادها او زوجة تستطيع بناء أسرة بالشراكة مع زوجها تستطيع ان تكون شريكة في بناء وطنها وصيانة مجتمعها وربما تتفوق على بعض الذكور غير الرجال وتستطيع الدفاع عن بلدها وربما اكثر من الرجال ولا بد من لفت الإنتباه ان أغلبية العملاء هم من الذكور وليسوا من النساء... وربما بعض اللصوص!

لقد تعامل الإسلام مع المرأة كإنسان قبل التعامل معها كأنثى (إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم) وقد بايعت النساء رسول الله (ص) كما بايعه الرجال في مجتمع كان يدفن البنات خوفاً من العار... ويبدو ان البعض في لبنان يمارس "الجاهلية السياسية" بلبوس حضاري معاصر...

وهنا نطرح السؤال على مانعي الترشح المقنع للنساء عبر خداع إيجابي يسمى "الكوتا النسائية "... اذا كانت المرأة تستطيع ان تكون قاضية ومحامية وجندية وطبيبة ومهندسة واعلامية وكل المهن الحرة وان تكون أستاذة جامعية ومعلمة بعيداً عن "الكوتا النسائية" بل عبر الامتحانات والكفاءة العلمية فلماذا تقيم الأحزاب حواجزها الطيارة امام النساء وتمنعهن من الدخول للمجلس النيابي الا عبر عدد محدد ومراقب وغير كريم ولائق بهن؟.

لماذا لا تعطي الاحزاب المرأة في تنظيماتها لتكون من القيادات السياسية في مكاتبها السياسية او هيئاتها التنفيذية والتي يقتصر تمثيلها بشكل رمزي على مسؤولية النساء في التنظيم او عبر "كريما نسوية" في المكاتب السياسية لتجميل المشهد التنظيمي من دون أي فعالية او تأثير واضح!

لقد اتهم الدين والحركات الدينية بمحاصرة المرأة... لكن ألم تمارس الأحزاب العلمانية في لبنان بكل أنواعها اليساري واليميني والوسط نفس الاسلوب مع نسائهن الحزبيات؟

ان المرأة التي تطالب "بالكوتا النسائية" تهين نفسها ومثيلاتها من النساء وتستجدي "الصدقة السياسية" وتعترف بالقصور وعدم الكفاءة وتستجدي التسجيل "بالبطاقة التمويلية النيابية"!

لا "للكوتا النسائية" ونعم لاعادة الحقوق للمرأة كمواطن- انسان لا علاقة لجنسه (ذكراً او انثى) بحق التمثيل او نسبته بل المعيار الكفاءة الوطنية والانتماء ونظافة الكف والوقوف الى جانب اهله وشعبه بعيداً عن الارتزاق او اللصوصية او السمسرة بانواعها.

لقد قاومت المرأة اللبنانية كما قاوم الذكور–الرجال... وصمدت وانتجت وزرعت وكافحت وشاركت في بناء اسرتها ووطنها وأثبتت جدارتها في كل الميادين التي عملت بها ويليق بها ان تشارك في صناعة مستقبلها ومستقبل أبنائها افضل ممن يحمل الجنسيتين ويعمل للجنسية الأجنبية اكثر من جنسيته اللبنانية.

لتدافع النساء عن حقوقهن وان لزم ان لا ينتخبن الا المرشحات من النساء... او لتأليف لوائح من النساء مع "كوتا رجالية".

MISS 3