تفجيرات دموية في دمشق... والأسد يُهاتف محمد بن زايد

02 : 00

خلال عملية إخماد الحريق في الحافلة العسكرية المستهدفة في دمشق أمس (سانا)

في الوقت الذي تسعى فيه دمشق إلى إعادة تعبيد الطريق أمامها لتطبيع علاقاتها مع دول عربيّة عدّة، وصولاً إلى عودتها إلى طاولة جامعة الدول العربيّة، تلقى ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أمس اتصالاً هاتفيّاً من الرئيس السوري بشار الأسد، بحيث بحثا علاقات البلدَيْن وسُبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات، لما فيه مصالحهما المتبادلة. كما تناول الإتصال، وفق وكالة أنباء الإمارات، تطوّرات الأوضاع في سوريا والشرق الأوسط، إضافةً إلى مجمل القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك.

ميدانيّاً، تسبّب تفجير بعبوتَيْن ناسفتَيْن استهدف صباح الأربعاء حافلة عسكرية في دمشق بمقتل 14 شخصاً، وفق الإعلام الرسمي، في حصيلة دموية هي الأعلى في العاصمة السورية منذ سنوات. وبعد وقت قصير من انفجار دمشق، استهدفت قوات النظام بقصف صاروخي سوقاً مكتظّاً في مدينة أريحا في محافظة إدلب، التي تُسيطر "هيئة تحرير الشام" على نحو نصف مساحتها، ما أسفر عن مقتل 13 شخصاً، غالبيّتهم مدنيون.

وتُعدّ حصيلة القتلى في أريحا من بين الأكثر دموية في المنطقة منذ سريان هدنة برعاية روسية - تركية قبل أكثر من عام ونصف. وبين القتلى، بحسب الأمم المتحدة، 4 أطفال ومدرّسة. وردّت "هيئة تحرير الشام" وفصائل أخرى عبر قصف مناطق سيطرة قوات النظام في ريف إدلب الجنوبي.

وبالعودة إلى تفجير دمشق، وبينما فكّكت وحدات الهندسة "عبوة ثالثة سقطت من الحافلة"، أظهرت صور نشرتها وكالة "سانا" عناصر من الدفاع المدني يُخمدون الحريق في الحافلة المتفحّمة، فيما كان يتصاعد منها الدخان قرب جسر السيد الرئيس، الذي يقع في وسط دمشق في منطقة غالباً ما تشهد اكتظاظاً خلال النهار كونها تُشكّل نقطة انطلاق لحافلات النقل.

وندّدت الخارجية السورية في بيان بالتفجير الذي اعتبرت أنّه "يأتي في إطار استمرار محاولات التنظيمات الإرهابية ورعاتها من أجل رفع معنوياتها". كما دان المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده التفجير "الجبان" في دمشق. وإن كانت التفجيرات الضخمة قد تراجعت إلى حدّ كبير في العاصمة السورية، إلّا أنها لا تزال تشهد في فترات متباعدة تفجيرات محدودة بعبوات ناسفة.

وفي وسط سوريا، أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" عن مقتل 6 عناصر من "قوات الدفاع الوطني"، إحدى أبرز وأكبر المجموعات المسلّحة الموالية لقوات النظام، جرّاء انفجار داخل مستودع ذخيرة تابع لها في ريف حماة الجنوبي. ولم تتّضح ملابسات الإنفجار وما إذا كان حادثاً عرضيا أم نجم عن عبوة ناسفة، وفق المرصد، فيما أشار إعلام النظام إلى أنه نتج عن "خطأ فني".

وتتعرّض قوات النظام بين الحين والآخر لهجمات، وتشهد مقرّات تابعة لها انفجارات لا تتّضح ملابساتها، إن كان في وسط البلاد أو شرقها، حيث يتوارى عناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية"، أو جنوباً حيث طغت الفوضى الأمنية منذ سيطرة القوات الحكومية على محافظة درعا.


MISS 3