أسامة القادري

الأزمة الاقتصادية وانعكاسها على البقاعيين

7 تشرين الأول 2019

01 : 36

في البقاع لا يجد الأهالي أملاً لهم بتغيير الواقع بتظاهرات يتيمة

مع تقلّص فرص العمل يضيق أفق الحياة في البقاع، مما يتسبب في نزوح القدرات الشابة الى العاصمة بيروت، وما زاد الطينة بلة، انهيار الوضع الاقتصادي العام في لبنان وإقفال شركات ومصانع وارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، وتلاعب بورصة المحروقات، خصوصاً البنزين والمازوت، وكل ذلك زاد من نسبة الفقر.

وفي سياق موازٍ تشهد محطات الوقود زحمة كبيرة من المواطنين لشراء مادة المازوت خوفاً من انقطاعها أو إحتكارها لدى أصحاب المحطات لرفع سعرها في ذروة البرد والثلوج، خصوصاً أن البقاع أصبح على أبواب الشتاء، لذا ما إن يهدد أصحاب المحطات في إقفال محطاتهم والامتناع عن بيع المحروقات، حتى نشهد قبيل موعد الاعتصام إقبالاً كثيفاً ما يؤدي الى فقدان مادتي المازوت والبنزين من المحطات. وكأن هذا الأمر هو كلمة السر عند أصحاب المحطات لتشجيع الناس للاقبال على المحطات.

وعلى أثر التهديد صرح نقيب اصحاب محطات المحروقات سامي البراكس، متراجعاً عن تهديده ليتركه معلقاً حيث تقضي الحاجة، قائلاً: "نشكر الرؤساء الثلاثة وحاكم مصرف لبنان والوزراء والمسؤولين، الذين ساهموا بالوصول الى الحل ونطمئن جميع اصحاب المحطات الى اننا سنكون العين الساهرة على تطبيق الاتفاق حتى النهاية وسنعود الى ساحة النضال ان اقتضت الحاجة".

وكانت نقابة الصيارفة عقدت اجتماعاً في بارك اوتيل - شتورا احتجاجاً على توقيف صرافين مخالفين للقانون ولتسعيرة مصرف لبنان، مهددين بالعودة الى الشارع في حال استمرت سياسة توقيف صرافين.

هكذا وقع المواطن اللبناني بين سندان دولة عاجزة عن إدارة الأزمة ومطرقة تهديد الصيارفة وأصحاب محطات الوقود التوقف عن العمل لصالح تسعيرات السوق السوداء.

تُرجم الواقع المأزوم في البقاع بأكثر من قطاع، منها تراجع عدد طلاب المدارس الخاصة وازدياد أعداد طلاب المدارس الرسمية، فإن هذا يدل على مدى الواقع المزري الذي وصل اليه المواطن البقاعي.

كما وترجم من خلال حالات الإعتراض التي نفذت في قضاء بعلبك أمام السراي، حيث اعتصم عدد من الاهالي اعتراضاً على الواقع الاقتصادي والأمني لمدينة بعلبك، داعين الدولة اللبنانية الى أن تقوم بواجباتها تجاه المدينة والمنطقة.

ففي منطقة البقاع الأوسط لا يجد الأهالي أملاً لهم بتغيير الواقع في تظاهرات يتيمة هنا وخجولة هناك، ما لم ترفق بعصيان مدني في ظل "هذا العهد"، بحسب ما عبر عنه المواطن جهاد عبيد والذي كان يعمل في شركة أقفلت و"تركتنا على قارعة الأمل"، فهو أب لأربعة أطفال، جميعهم طلاب مدارس قال: "من سوء الوضع الاقتصادي اللي لحقني، نقلت الولاد من المدرسة الخاصة للرسمية"، ليردف بتأفف: "أسوأ عهد عرفه تاريخ لبنان، إفلاس وإقفال مصانع وشركات في وقت ممنوع المواطن يتوظف بحجة التقشف".

فيما لا يجد حسين أحمد من البقاع الغربي مبرراً لدى المواطن سوى النزول الى الشارع ليعبر عن اعتراضه على هذه السلطة، وعن سوء ادارتها للأزمة الإقتصادية التي تضرب لبنان واللبنانيين، بسبب سياسة "الإفقار للبناني"، ويعتبر أن أكثر من يدفع ثمن تفاقم الأزمة هم القاطنون في المناطق الجبلية أولاً لانعدام فرص العمل، وثانياً لكلفة ثمن التدفئة في فصل الشتاء. وقال: "مضطر هالسنة شتي على الزيت المحروق اذا بقي الوضع على ما هو عليه ولم تجد الدولة حلولاً".


MISS 3