جاد حداد

Mythomaniac... أجواء الموسم الثاني مختلفة بالكامل

12 تشرين الثاني 2021

02 : 00

حصد المسلسل الدرامي الفرنسي الغريب Mythomaniac (الهوس الأسطوري) على شبكة "نتفلكس" قاعدة من المعجبين، لكنه لم يكن يحتاج إلى جزء ثانٍ برأي معظم المشاهدين. يتألف الجزء الأول من ست حلقات، وتتمحور قصته حول امرأة يسهل استغلالها، فتضطر لاتخاذ قرار مريع بسبب تصرفات زوجها وأولادها. إنها قصة جاذبة وقد حافظ المسلسل على غرابته على مر الحلقات، وأثبت أن الأكاذيب قد تتضخم وتخرج عن السيطرة وتجعل الكاذب يخسر كل شيء في نهاية المطاف. كانت الكذبة التي اختلقتها بطلة القصة "إلفيرا" (مارينا هاندز) حول إصابتها بمرض خطير مبالغاً فيها طبعاً، لكن حرص المسلسل على عدم تصويرها كامرأة متوحشة أو مقتنعة بأكاذيبها. لم تكن نهاية الموسم الأول سعيدة لكنها أوحت بأن القصة انتهت.

يتألف الموسم الجديد من ست حلقات أيضاً، لكن ستكون مهمته صعبة. كانت معظم الأحداث الدرامية في الجزء الأول تتمحور حول لحظة انكشاف خداع "إلفيرا"، لذا قد يفتقر الجزء الثاني إلى المستوى نفسه من التشويق من دون هذه الحبكة. لكن يدرك القيّمون على العمل هذا الجانب الشائك على ما يبدو، فيعرضون مشهداً عائلياً طبيعياً جديداً هذه المرة، حيث يحاول الزوج "باتريك" وأولاده التعامل مع مشاعر الغدر والخسارة والتغيرات الحاصلة في حياتهم، بينما تراقبهم "إلفيرا" عن قرب وتحاول استرجاع ما خسرته.



يتمحور المسلسل في معظمه حول شخصيات بغيضة بشكل عام، لذا يُعتبر قرار مشاهدته إنجازاً بحد ذاته. لكن مثلما تبرّر القصة تصرّف "إلفيرا" في نهاية المطاف، تنجح هذه الشخصية أيضاً في كسب تعاطف عائلتها بدرجة معينة. يبدو "باتريك" مثلاً شخصاً تائهاً، ويتجنب عمداً الدخول إلى غرفة النوم ويفضّل المبيت في الطابق السفلي، ويرفض الاغتسال، ويصاب بنوبات عصبية بعد اكتشاف الأكاذيب التي سمعها في منزله، حتى لو كانت أسبابها مقنعة نسبياً أو تحمل نوايا حسنة. يرتبط هذا الجانب من القصة بالحبكة الفرعية التي تشمل شخصية "سام" وعلاقته مع "رينان"، الكاتب المبتدئ والمتغطرس، حتى أنه يزيد الخلافات بين الأشقاء الآخرين، لا سيما "فيرجيني" (زيلي ريكسهون) العدائية على نحو خاص.

على مر الحلقات الست (تتراوح مدة كل حلقة منها بين 40 دقيقة وساعة)، تتطور هذه الحبكات الفرعية بعناية وتتزامن مع نشوء علاقة بين "باتريك" و"ساندرين" (ماري بوفيه)، ولا ننسى مسألة أصول "لورينزو" (لوكا تيراسيانو). كانت شخصية "لورينزو" جزءاً من العوامل المشوّقة الجديدة في نهاية الموسم الماضي، وهو ابن "إلفيرا" الأكبر من علاقة سابقة، ويوحي ماضيه السري بأن "إلفيرا" كانت تميل إلى خداع المحيطين بها قبل وقتٍ طويل من كذبتها الأخيرة حول إصابتها بالسرطان.

في النهاية، قد يجذب المسلسل جمهوراً معيّناً، لكنه يستحق المشاهدة في مطلق الأحوال لأنه يتعمق في تجسيد حياة عائلة مضطربة بامتياز.


MISS 3