السودان: "الثورة" تدفع ضريبة الدمّ ضدّ الإنقلاب

02 : 00

من تظاهرات السبت الصاخبة في الخرطوم (أ ف ب)

إرتفعت حصيلة قتلى التظاهرات المناهضة للإنقلاب العسكري في السودان إلى 23 شخصاً منذ وقوعه الشهر الماضي. وأشارت لجنة الأطباء المركزية في السودان الرافضة للإنقلاب العسكري في بيان عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، إلى ارتفاع عدد القتلى "المؤكدين لدينا منذ حصول الإنقلاب إلى 23 شهيداً".

وبحسب إحصاءات اللجنة، سقط السبت 7 قتلى خلال الاحتجاجات الحاشدة الأخيرة ضدّ الإنقلاب، والتي واجهتها السلطات الأمنية بأعنف حملة قمع، منذ إعلان قائد الجيش السوداني الفريق أوّل عبد الفتاح البرهان قراراته التي أطاحت شركاءه المدنيين من الحكم في 25 تشرين الأوّل.

وكشفت اللجنة أسماء المتظاهرين السبعة الذين قُتِلوا وبينهم 3 أشخاص دون 18 عاماً، من ضمنهم فتاة تبلغ من العمر 13 عاماً أُصيبت "برصاصة في الرأس خارج منزلها".

كما أحصت اللجنة "أكثر من 200 إصابة في المجمل تمّ حصرها حتّى الآن، منها أكثر من 100 حالة إصابة بالرصاص الحي، بما لا يقلّ عن 11 حالة منها غير مستقرّة".

وفي المقابل، أعلنت الشرطة أنّ 39 من أفرادها أُصيبوا "بجروح خطرة" إثر مهاجمة متظاهرين مراكز لها، نافية استخدام "الرصاص الحيّ" ضدّ المتظاهرين.

ونجح معارضو الحكم العسكري في السودان في حشد عشرات آلاف المتظاهرين في الشوارع السبت، رغم انتشار عسكري كثيف وقطع الإنترنت الذي أرغمهم على التواصل وتنظيم تحرّكاتهم من خلال الرسائل النصية القصيرة أو الكتابة على الجدران في الشوارع.

وقبل يومَيْن من احتجاجات السبت، شكّل البرهان مجلس سيادة انتقاليّاً جديداً استبعد منه 4 ممثلين لقوى الحرّية والتغيير، وهو تكتّل سياسي أساسي انبثق من الثورة التي أطاحت عمر البشير، دعا إلى تظاهرة "مليونية" جديدة الأربعاء.

واحتفظ البرهان بمنصبه رئيساً للمجلس. كما احتفظ الفريق أوّل محمّد حمدان دقلو، قائد قوّة الدعم السريع، المتّهم بارتكاب تجاوزات إبّان الحرب في دارفور وأثناء الإنتفاضة ضدّ البشير، بموقعه نائباً لرئيس المجلس.

وتعهّد الرجلان بأن يُجريا "إنتخابات حرّة وشفافة" في صيف 2023. ويُصرّ البرهان على أن تحرّك الجيش ضدّ شركائه المدنيين في 25 تشرين الأوّل "لم يكن انقلاباً" بل خطوة لـ"تصحيح مسار" الثورة.


MISS 3