تركيا "حزينة" للتطوّرات بين لبنان والخليج وجاهزة للقيام بدورها

أوغلو: نأمل حلّ الأزمة بالإحترام والطرق الديبلوماسيّة

02 : 00

أوغلو في قصر بعبدا

أنهى وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو زيارته الى لبنان عائداً الى بلاده بعدما تنقّل بين المقرّات الرسمية وجال على المسؤولين، مستطلعاً الاوضاع ومبدياً كل الاستعداد للتعاون مع لبنان في المجالات كافة، وداعياً رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب الى زيارة تركيا. اما في شأن الازمة اللبنانية مع الخليج فأمل في حلها بالاحترام المتبادل والمناقشات والطرق الديبلوماسية، مبدياً إستعداد بلاده للقيام بدورها في هذا الموضوع.

في بعبدا

اوغلو الذي استهل لقاءاته بزيارة قصر بعبدا امس نقل الى رئيس الجمهورية ميشال عون رسالة شفهية من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اكد فيها على عمق العلاقات بين لبنان وتركيا ورغبته في تطويرها وتعزيزها على مختلف الأصعدة، مهنئاً بعيد الاستقلال قبل ايام من الذكرى السنوية. وأشار الى ان الزيارة الرسمية المرتقبة لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى تركيا ستكون مناسبة للبحث في الاتفاقيات المشتركة التي تزيد العلاقات بين البلدين وثوقاً. وامل في ان يتجاوز لبنان قريباً الازمة التي نشأت بينه وبين عدد من دول الخليج وعن استعداد بلاده لتقديم أي مساعدة في هذا المجال.

من جهته، ابلغ عون الى اوغلو ترحيب لبنان بأي مساعدة يمكن ان تقدمها تركيا لتسهيل عودة النازحين السوريين الى ديارهم "التي أصبحت بغالبيتها آمنة، لا سيما لجهة الضغط على المجتمع الدولي لكي يقدم المساعدات للنازحين داخل سوريا تشجيعاً للعودة"، وايّد "تنسيق الجهود الإقليمية في سبيل ذلك مع تركيا والأردن والعراق". واكد "على الرغبة في توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها في المجالات كافة، وخصوصاً زيادة نسبة استيراد تركيا للمنتجات اللبنانية، لا سيما وان الميزان التجاري يميل حالياً لصالح تركيا". وشكر لاوغلو "التضامن الذي تبديه بلاده مع لبنان في الظروف التي يمر بها"، مقدراً "مشاركة تركيا في المكون البحري للقوات البحرية التابعة لـ"اليونيفيل"، فضلاً عن المساعدات الانسانية والعسكرية التي تقدمها سواء على المستوى الحكومي، او عبر وكالة التعاون والتنسيق التركية او المنظمات غير الحكومية. وأمل "في ان يصار قريباً الى افتتاح مستشفى صيدا للحروق والكسور بعد استكمال تجهيزه". وحمل الوزير اوغلو تحياته الى الرئيس التركي، مجدداً الطلب الى تركيا "بالمساعدة على عودة القبارصة الموارنة الى قراهم في الجزء الشمالي من جزيرة قبرص بعد التأخير الذي حصل لانجاز هذه الخطوة لاسباب لوجستية وأخرى مرتبطة بانتشار وباء "كورونا".

في عين التينة

وقال اوغلو بعد زيارته رئيس مجلس النواب نبيه بري: "كانت لدينا فرصة لتقييم وكيفية تطوير العلاقات اللبنانية التركية، الرئيس بري وضعنا بإجواء الإنتخابات النيابية المزمع إجراؤها في شهر آذار العام المقبل وإتفقنا على أهمية تطوير العلاقة بين المجلسين وتبادل الزيارات على مختلف المستويات بين البلدين وأود أن أوجه شكري لرئيس المجلس النيابي على هذا اللقاء المثمر".

في السراي

وفي السراي الكبير، وجّه اوغلو لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي دعوة رسمية لزيارة تركيا قريباً للبحث في مجالات التعاون، مبدياً اهتمام بلاده بدعم القطاع الصحي في لبنان ولا سيما المستشفيات الحكومية، وتزويدها بالادوية والمستلزمات الطبية. وشدد على تقوية الاستثمارات التجارية والتعاون السياحي بين البلدين.

من جهته، شدد ميقاتي على متانة العلاقات اللبنانية – التركية، معتبراً "أن ما بين لبنان وتركيا علاقات تاريخية وطيدة، ونحن نقدر لتركيا اهتمامها الدائم بلبنان ودعمها له على المستويات كافة". وحيا اردوغان "الذي يبدي اهتماماً دائماً بالشؤون اللبنانية، ويدعم عمل الحكومة، وإستعداد بلاده لتوظيف صداقاتها في المحافل الدولية لدعم موقف لبنان ومساعدته على النهوض من الأزمة التي يمر بها".

في "الخارجية"

وبعد زيارته وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب لفت اوغلو الى انها زيارته الرابعة الى لبنان منذ سنة 2016 وقال: "سأكون ممنوناً لدعوة صديقي بو حبيب الى تركيا". واشار الى ان زيارته "هي من اجل "التأكيد على دعم تركيا المستمر للبنان ومن اجل دعوة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لزيارة تركيا والقيام بالتحضيرات الاولية لهذه الدعوة". واضاف: "نشترك الجغرافيا والقدر نفسهما بين بلدينا ولدينا علاقات عميقة وعريقة تاريخية وثقافية وانسانية، ولطالما اعطينا الاهمية لسيادة واستقرار وامن لبنان وقدمنا الدعم اللازم وابدينا دعماً للبنان بعد انفجار مرفأ بيروت ومن بعد انفجار عكار، وعززنا دعمنا للجيش اللبناني والقوى الامنية من اجل استقرار وامن لبنان، وجددنا دعمنا عبر (المشاركة في قوات) اليونيفل لمدة سنة ولدينا فرقاطة تعمل في هذا الاطار".

واكد على ضرورة ان "يدعم الجميع الحكومة اللبنانية لكي يتخطى لبنان الازمات التي يمر بها ومن اجل ان تجرى الانتخابات النيابية في موعدها". وشدد على اهمية "الا يضطر الشعب اللبناني الشقيق على دفع الثمن للمساومات الاقليمية، وهذا الشعب ينتظر الحلول العاجلة لمشاكله". واشار الى ان بلاده تريد "تطوير العلاقات الثنائية على جميع الاصعدة، وان اللقاء مع بو حبيب تطرق الى كيفية تطوير العلاقات السياحية وفي مجالات الطاقة والزراعة". وقال: "تركيا هي الوجهة السياحية الاولى للشعب اللبناني ومن المعروف محبة واهتمام الشعب التركي بلبنان". واوضح ان اللقاء تناول المواضيع الاقليمية، "ونحن البلدان الاكثر تأثراً جراء الازمة السورية. وكما في زيارتي السابقة تناولت مع وزير الخارجية كيفية التعاون من اجل الاعادة الطوعية للاجئين السوريين والتعاون بين البلدين في هذا الخصوص".

واعرب عن شعوره بالحزن "جراء الازمة التي حدثت بين لبنان والخليج"، آملاً في "حل هذه الازمات بين الاحترام المتبادل والمناقشات والطرق الديبلوماسية ونحن جاهزون للقيام بدورنا في هذا الموضوع، كما سنستمر بالعمل في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية سوياً وقمنا بتناول المواضيع الاخرى". وختم"سنستمر بدعم الشعب اللبناني الشقيق".

وحول الازمة بين لبنان ودول الخليج وامكانية وساطة بلاده قال اوغلو: "نشعر بالحزن من اجل هذه الازمة وجاهزون لتقديم اي دعم لازم في هذا الموضوع وتناولنا المبادرات والتطورات اللازمة في هذا الصدد".

وعن دور تركيا في اعادة اعمار مرفأ بيروت قال: "لقد جئنا لزيارة لبنان مع ممثل الرئاسة التركية فؤاد اوكتاي منذ سنة بعد انفجار مرفأ بيروت وقمنا بالوعد والدعم من اجل معالجة جروح الشعب اللبناني وقدمنا 5 ملايين دولار اميركي في تلك الفترة، وتحدثنا حينها عن اعادة اعمار وتأهيل المرفأ كما تقدمنا باقتراحات من اجل مشاريع البنى التحتية والفوقية وعبرنا عن ان شركاتنا التركية جاهزة للقيام بهذا الدعم والمشاريع".

اما بو حبيب فأكّد "أنّ لبنانَ يحرَصُ على أفضلِ العلاقاتِ مع الجمهورية التركية، ويُثمّنُ عالياً الدعمَ والمساعداتِ التركية لشعبِهِ ومؤسساتِهِ؛ كما يُقدّرُ مشاركتَها كدولةٍ مساهمةٍ في عديدِ اليونيفيل، ممّا يساعدُ على حفظِ الاستقرار في الجنوب اللبناني". واشار الى توقيعه مع اوغلو مذكرة تفاهم للتعاون في مجالِ التدريب الديبلوماسي، ممّا يعزّزُ التقاربَ بين كوادرِ الوزارتين، وقال: "نعملُ لإنجازِ مذكرات تفاهم في مجالاتٍ أخرى". واشار الى إنّ "لبنان وتركيا تستضيفان، بالإضافةِ إلى الأردن والعراق، العددَ الأكبرَ من النازحينِ السوريين، لذا، من مصلحة هذه البلدان توحيد جهودِها ومقاربتِها للمسألة ودعوة المجتمع الدولي لتحمّلِ مسؤولياتِهِ لجهةِ التوزيعِ العادلِ للأعباءِ وتقاسمِ المسؤولياتِ، وللعملِ على عودةِ النازحين الآمنة والكريمة إلى بلادِهم".

وقال: "بحثنا أيضاً في تعزيزِ التعاون السياحي والتعاون في مجال الطاقة المستدامة والتشجيعِ على تحسينِ العلاقاتِ الاقتصادية ومنها الزراعية بين البلدين وتقديمِ التسهيلات الاستثمارية المتبادَلَة ممَّا من شأنِهِ أن ينعكسَ إيجاباً على إقتصادِ كلٍّ منَّا، وتمنينا على تركيا أن تقدّمَ التسهيلات لفتحِ أسواقها للمنتجاتِ اللبنانية، ممّا يُعزّزُ صادراتنا الصناعيةَ والزراعية".