الجيش الإسرائيلي يستعد لـ"الخطة ب"

إستئناف محادثات فيينا: الأجواء "إيجابية"

02 : 00

كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري خلال وصوله إلى قصر "كوبورغ" في فيينا أمس (أ ف ب)

كما كان مخطّطاً، استُؤنفت "محادثات فيينا" في شأن البرنامج النووي الإيراني في قصر "كوبورغ" في فيينا أمس، بعد 5 أشهر من تعليقها، في ظلّ أجواء اعتُبرت "ايجابية" رغم استمرار وجود عقبات عدّة أمام إحياء الإتفاق المُبرم العام 2015. واستمرّ الاجتماع الذي استهل جولة المباحثات الجديدة، ما يزيد قليلاً عن ساعتَيْن، فيما قال الديبلوماسي الأوروبي إنريكي مورا، الذي يرأس المفاوضات، إنّه "رغم الظروف الصعبة... ما رأيته اليوم (أمس) يدفعني لأن أكون إيجابيّاً للغاية".

وأوضح مورا أن الخبراء سيُواصلون العمل خلال الأيام القليلة المقبلة "بشعور بالإلحاح لإحياء" إتفاق 2015، لكنّه رفض إعطاء موعد نهائي لأنّ المسائل المطروحة معقّدة، بينما أكدت الجمهورية الإسلامية "عزمها على التوصّل إلى اتفاق عادل"، مشيرةً إلى "جوّ مهني وجاد" في المحادثات.

من جهته، شدّد البيت الأبيض على أن هدف الولايات المتحدة "لا يزال عودة إيران للإلتزام الكامل بالإتفاق النووي"، الذي أبرمه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، في حين اعتبر مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف أن الجولة السابعة من المفاوضات بدأت بنجاح بما فيه الكفاية، مشيراً إلى أن المشاركين اتفقوا على اتخاذ خطوات فورية لاحقة.

وفي المقابل، حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت من أن رغبة طهران في العودة إلى المحادثات النووية هدفها تخفيف العقوبات مقابل "لا شيء تقريباً"، مناشداً حلفاء بلاده بعدم الإستسلام لما سمّاه "الإبتزاز النووي الإيراني". واعتبر أن إيران لا تستحق أي مكافآت أو تخفيف للعقوبات مقابل "همجيّتها"، مشيراً إلى أن هناك من يعتقد أن طهران "تستحق إزالة العقوبات والحصول على مئات المليارات من الدولارات التي ستُضخّ إلى نظامها الفاسد. إنّهم مخطئون".

وفي الأثناء، أكّدت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس أن بلادها ستعمل "بكلّ طاقتها" وستُبقي "كلّ الخيارات مطروحة" من أجل منع إيران من تطوير قنبلة نووية، فيما التقت نظيرها الإسرائيلي يائير لابيد الذي سيُجري محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.

وجاءت تصريحات تراس خلال مؤتمر صحافي مُقتضب عقدته إثر توقيع "مذكّرة تفاهم" ترمي إلى تعزيز التعاون بين بريطانيا وإسرائيل في ملفات الأمن السيبراني والدفاع والتجارة. وحول "محادثات فيينا"، قالت تراس إنّ "بريطانيا تُريد لهذه المحادثات أن تتكلّل بالنجاح، لكن إن لم تنجح عندها ستكون كلّ الخيارات مطروحة".

لكن لابيد حذّر من أن طهران لا تسعى سوى إلى رفع العقوبات المفروضة عليها، وقال: "سيُحاولون كسب الوقت وكسب المليارات من جرّاء رفع العقوبات، ومواصلة خداع العالم والمضي قدماً بشكل سرّي في تطوير برنامجهم النووي"، مضيفاً: "هذا ما فعلوه في الماضي وما سيفعلونه هذه المرّة أيضاً".

وتابع: "على العالم أن يمنع حصول هذا الأمر، ويُمكنه أن يمنعه"، داعياً إلى "تشديد العقوبات وتشديد المراقبة"، في حين كان الوزيران قد شدّدا في وقت سابق في بيان مشترك نشرته صحيفة "ديلي تلغراف" على أنّهما "سيعملان بشكل متواصل لمنع النظام الإيراني من التحوّل إلى قوة نووية".

توازياً، كشف موقع "أكسيوس" أن إسرائيل تبادلت مع الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبّيين معلومات تُفيد بأن إيران تتّخذ "خطوات تقنية" للإستعداد لتخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء تبلغ 90 في المئة، وهي النسبة المطلوبة لإنتاج قنبلة نووية. ورجّحت مصادر الموقع بأن تبدأ طهران بتخصيب اليورانيوم بنسبة 90 في المئة "قريباً".

وفي الغضون، يستعدّ الجيش الإسرائيلي لـ"الخطّة ب" إذا فشلت "محادثات فيينا"، وهي تتمثل بالخيار العسكري، وفي هذا الإطار "يُواصل تطوير قدرته على توجيه ضربة عسكرية لإيران، إذا اقتضت الظروف ذلك"، بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.


MISS 3