الإمارات تشتري أسلحة فرنسية بـ17 مليار يورو

خيبة أمل "نووية" غربية من طهران

02 : 00

ولي عهد أبوظبي خلال استقباله الرئيس الفرنسي أمس (أ ف ب)

بعد أيام قليلة على استئناف "محادثات فيينا" حول البرنامج النووي الإيراني، أعرب الأوروبّيون أمس عن "خيبة أملهم وقلقهم" إزاء المطالب الإيرانية، فيما انتقدت واشنطن طهران، معتبرةً أنها لم تُقدّم "اقتراحات بناءة" خلال المفاوضات النووية.

وفي هذا الصدد، قالت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي: "لا نزال نأمل في مقاربة ديبلوماسية، إنها دائماً الخيار الأفضل"، لكنّها تداركت أن "مقاربة إيران هذا الأسبوع لم تتمثل، ويا للأسف، في محاولة معالجة المشكلات العالقة".

واعتبرت ساكي أن "إيران باشرت هذه الجولة الجديدة من المفاوضات مع جولة جديدة من الإستفزازات النووية، كما نقلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولم ينجح (الإيرانيون) في التفاهم مع الوكالة لإعادة إرساء التعاون والشفافية اللذَيْن تسبّبوا بتدهورهما في الأشهر الأخيرة".

وفي السياق ذاته، حذّر ديبلوماسيون كبار من فرنسا وألمانيا وبريطانيا من أن "طهران تتراجع عن كلّ التسويات التي تمّ التوصّل إليها بصعوبة" خلال الجولة الأولى من المفاوضات بين نيسان وحزيران، مندّدين بـ"خطوة إلى الوراء".

وعادت الوفود إلى عواصمها للتشاور وستُستأنف المفاوضات في منتصف الأسبوع المقبل "لمعرفة ما إذا كانت هذه الخلافات يُمكن التغلّب عليها أم لا". وأضافوا: "ليس من الواضح كيف سيكون ممكناً سدّ هذه الفجوة في إطار زمني واقعي على أساس المشروع الإيراني".

وعلى الرغم من هذه التصريحات القاسية، أكد الديبلوماسيون الأوروبّيون أنهم "منخرطون بشكل كامل في البحث عن حل ديبلوماسي"، محذّرين في الوقت عينه من أن "الوقت ينفد"، بينما كان السفير الصيني وانغ كون أقلّ تشاؤماً وتحدّث عن "محادثات جوهرية".

لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتبر خلال زيارته إلى دبي أنه يجب "عدم استبعاد" ألّا تبدأ هذه الجولة مجدّداً سريعاً، داعياً إلى إطلاق "دينامية أوسع" مع دول المنطقة.

وقال ماكرون في بداية جولة خليجية له في دبي، تشمل قطر والسعودية: "أعتقد أن الجميع يُدرك حقيقة أن عدم المناقشة وعدم محاولة إيجاد إطار عمل، سواء في القضايا النووية أو الإقليمية، يُضعف الجميع، ويُشكّل عاملاً من عوامل تأجيج الصراع".

وشدّد على أهمّية إعادة الإنخراط في "ديناميكية أوسع" إلى حدّ ما وإشراك القوى الإقليمية فيها "لأنّه من الصعب للغاية التوصّل إلى اتفاق إذا لم تكن دول الخليج وإسرائيل وكلّ من هم معنيون في أمنهم، جزءاً منه".

وتابع ماكرون: "الكلّ يعلم أنهم (الإيرانيون) استأنفوا أعمال التخصيب. لذلك وضعهم غير جيّد، وهذا ليس جيّداً للأمن الإقليمي أيضاً"، مشدّداً على ضرورة السماح لمفتّشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتنفيذ مهامهم في إيران.

وفي الأثناء، وقّعت الإمارات مع فرنسا إتفاقية قياسية لشراء 80 مقاتلة من طراز "رافال". وإلى جانب المقاتلات، وقّعت أبوظبي إتفاقية لشراء 12 طائرة مروحية من طراز "كاراكال". وتبلغ قيمة العقدَيْن بحسب الرئاسة الفرنسية 17 مليار يورو، بينها 14 مليار دولار لإتفاقية "رافال" وحدها.

وقال ماكرون إن هذه الطلبية تُشكّل "أكبر عقد عسكري بمكوّن فرنسي في تاريخنا"، معتبراً أن "هذا الإلتزام الفرنسي في المنطقة، وهذا التعاون النشط في مكافحة الإرهاب، والمواقف الواضحة التي اتخذناها، تعني أنّنا زدنا من قربنا من دولة الإمارات العربية المتحدة".

وشدّد على أنّ أبوظبي ترى في فرنسا "شريكاً قويّاً"، مؤكداً أن باريس شريك يفي بتعهداته ويُمكن "الاعتماد عليه"، فيما رأت الرئاسة الفرنسية في بيان صحافي أنه "انجاز كبير للشراكة الإستراتيجية بين البلدَيْن" الحليفَيْن، مشدّدةً على أهمّية القواعد العسكرية الفرنسية الثلاث في الإمارات.

كذلك، أعلن الصندوق السيادي الإماراتي "مبادلة" تعهّدات بقيمة 8 مليارات يورو، بينها 6 مع وزارة الاقتصاد، وذلك بهدف زيادة استثماراته في الشركات الفرنسية. ويُرافق ماكرون وفد كبير من الوزراء، يضمّ وزراء الخارجية جان إيف لودريان والجيوش فلورنس بارلي والاقتصاد برونو لومير، بالإضافة إلى رؤساء شركات وقّعوا بدورهم سلسلة من الإتفاقات مع شركات إماراتية.

وفي جدة، يعقد ماكرون، الذي وصل مساء أمس إلى قطر والتقى أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، "لقاءً معمّقاً مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان" اليوم، بحسب الإليزيه، فيما اعتبر الرئيس الفرنسي أنه من الضروري الحوار مع السعودية "أكبر دولة خليجية من حيث الحجم" للتمكّن من "العمل على استقرار المنطقة".


MISS 3