مايز عبيد

إتهام المدير بـ"التغاضي"... والناظرة للشاكيات: "ما حلّكُن تتعوّدوا عليه؟!

في ثانوية بطرابلس: أستاذ تربية بلا تربية

7 كانون الأول 2021

02 : 00

من انتفاضة الطلاب أمام ثانوية جورج صراف

تفاعلت في طرابلس في اليومين الأخيرين قضية تحرّش أستاذ التربية الوطنية في ثانوية جورج صراف سامر مولوي بطالبات من الثانوية. ومن كان يدّعي أنه يصنع الخبر أصبح هو بالأمس الخبر على كل لسان وعلى وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي. فماذا حصل بالأمس أمام ثانوية جورج صراف؟

صباح أمس حضر الطلاب والطالبات، ونفّذوا ما يشبه الإنتفاضة الطلابية في حرم الثانوية بوجه الإدارة، مطالبين بمحاسبة الأستاذ سامر مولوي المتحرش بطالبات صفه، وهناك شهادات موثّقة ورسائل "واتساب" تدعم هذه الرواية وتؤكد سلوك الأستاذ اللاأخلاقي. واقتحم عدد من الطلاب غرفة المدير محيي الدين حداد متهمين إياه بالتواطؤ مع الأستاذ المذكور وعدم القيام بأي إجراء لمحاسبته، بالرغم من الشكاوى العديدة التي وصلته من طالبات في المدرسة، ادّعين فيها بأن "سامر مولوي أستاذ التربية يتحرّش بهنّ لفظياً وجسدياً".

وروت عدة طالبات ما كان يقوم به الأستاذ المذكور في خلال حصص التدريس، حيث كان "يستعمل عبارات مع طالباته تحوي إيحاءات جنسية، وكان يحاول الحصول على أرقامهنّ بأي طريقة، وغالباً ما كان يغريهن بأنه يريدهن أن يصبحن عضوات في مجموعات سامريات التي تقوم بالأنشطة الإجتماعية والثقافية من أجل الحصول على أرقامهن.. وفي الصف كان يصل به الأمر إلى الإقتراب منهنّ ولمسهن، ومن كانت منهن ترفض أفعاله كان يجابهها بكلام مسيء وبالتعنيف اللفظي أيضاً، فكانت حصصه لا تمتّ إلى الدراسة وإلى التربية بصلة".

وحاولت الطالبات أكثر من مرة، حسبما رَوينَ، "أن يطلعن الناظرة على ما يقوم به الأستاذ ولكن كان جوابها دائماً: ما حلْكُن تتعودوا عليه"؟

لكنّ ما أشعل شرارة الإنتفاضة الطلابية أمس، أن إحدى الطالبات انتفضت على الواقع وقامت بكتابة منشور على موقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك"، روت خلاله حادثة حصلت في الصف وبادر فيها مولوي "إلى إطلاق الألفاظ النابية والمسيئة بحقها وبحق زميلاتها". تفاعل المنشور بقوة، ما شجّع الكثير من الطالبات ممن تعرّضن لتحرش الأستاذ المذكور إلى رفع الصوت بحقه وبحق مدير الثانوية، لتستفيق طرابلس في اليوم التالي على انتفاضة طلابية قادها الشباب والشابات من طلاب وطالبات الثانوية المعترضين على تصرّف الأستاذ المتحرش ومديره المتغاضي.

بُعيد ذلك، حضرت من وزارة التربية مسؤولة الإرشاد والتوجيه هيلدا خوري وفتحت تحقيقاً بالأمر واستمعت لشهادات الطالبات عن سلوك الأستاذ واستمعت لإفادة المدير، الذي ادّعى بأنه قدّم أكثر من استجواب للتفتيش بحق مولوي ولم يتحرّك.

المحامي نهاد سلمى الذي واكب القضية وانتفاضة الأهالي والطالبات أمام الثانوية قال لـ"نداء الوطن": "لقد استمعت إلى إفادات وشكاوى العديد من الطالبات ومنهن قاصرات أيضاً، ولأن ما قام به الأستاذ جد خطير، فنحن إلى جانب الأهالي والطلاب والطالبات، وسنكمل في الموضوع حتى النهاية. تفاجأت بحجم التحرّش الذي قام به، وبشهادات حية من الطالبات. وعليه، فإن القانون يجرّم الأخير بعقوبة التحرش الجنسي والإبتزاز، مع ما يستتبع ذلك من غرامات مالية أيضاً. بالمقابل، ومن الخطورة بمكان على التربية والتعليم، أن يبقى هذا الشخص في الكادر التعليمي لأنه خطر على التعليم بكليته".

وأكد سلمى أن "الإدارة تتحمل المسؤولية لجهة عدم القيام بأي إجراء بعد الشكاوى التي وصلتها من الطالبات، ولا يكفي أن تنتظر التفتيش إذا كانت هناك فعلًا من شكاوى قدمتها الإدارة بهذا الخصوص، كما أنه على كل طالبة تتعرّض للتحرش ألا تخاف وتسكت عن الأمر، وهذه الحادثة تفترض تفعيل دور الإرشاد في المدارس والثانويات".

وفي حين تشير المعلومات إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتهم فيها سامر مولوي المتواري عن الأنظار بهذه السلوكيات، وقد نُقل لأكثر من ثانوية لهذا السبب، فإن الأخير يدّعي أنه إعلامي وناشط حقوقي وسياسي، ويدير عدداً من مجموعات التواصل على "الواتساب" باسم "سامريات نيوز"، وهو متأهل ولديه أولاد، وكان يذكر في الآونة الأخيرة أمام الطلاب بأنه قريب من وزير الداخلية ولديه وساطة قوية وما من شيء يخيفه.