مايا الخوري

المخرج إيلي ف. حبيب: اتجاه الفنان اللبناني للتعامل مع الخليج أمر طبيعي

9 كانون الأول 2021

02 : 00

يستقرّ المخرج اللبناني إيلي ف. حبيب منذ أشهر في أبو ظبي حيث يُخرج المسلسل السعودي الكوميدي "نقطة ومن أوّل السطر" (تأليف شريف بدر الدين ووائل الحمدي، معالجة مازن طه). حبيب الذي حقق نجاحات كثيرة سينمائياً ودرامياً، يخوض تلك التجربة الجديدة مع "إيغل فيلمز" على رأس فريق عمل من 14 جنسية مختلفة. عن مشروعه الجديد والدراما والسينما يتحدث إلى "نداء الوطن".


ما تفاصيل مسلسل "نقطة ومن أوّل السطر"؟

هو مسلسل سعودي كوميدي إجتماعي يتحدث عن شاب عشريني مهووس بسرعة السيارات، يتعرّض لحادث سيرٍ يدخله في غيبوبة طيلة 20 عاماً، ليكتشف بعد استيقاظه التطوّرات الكثيرة التي فاتته طوال تلك السنوات، من بينها أبوّته لتوأمٍ في العشرين. ويعيش من جهة أخرى صراعاً ما بين عقله العشريني وجسده الأربعيني الذي يجب التأقلم معه ومع تطوّر الحياة الإجتماعية اليومية في مدينة الرياض.


كيف تمكّنت من تجسيد رؤية إخراجية لمجتمعٍ عربي يختلف في تقاليده وعاداته عن مجتمعك اللبناني؟


حرص الكاتب على ذكر هذه التفاصيل في النصّ، فبنيت على أساسها رؤيتي الإخراجية فضلاً عن إستقراري شهراً ونصف الشهر في السعودية قبل بدء التصوير، من أجل إعداد الممثلين واجراء التمارين اللازمة، مستفيداً كثيراً من يومياتهم ومن النقاشات الكثيرة التي دارت حول هذه التفاصيل، وساهمت في تعديل بعض مضامين النصّ. من جهة أخرى، حرصنا على اللهجة لأننا نصوّر في كنف عائلة نجدية فيما بعض الممثلين السعوديين حجازي، ما أكسبني عند نهاية التصوير خبرةً في التمييز ما بين اللهجتين لتصحيح طريقة لفظ الممثلين.

هل فُرضت عليكم قيود إجتماعية أثناء التصوير؟


أبداً، لا تشددّ ولا محظورات طالما نلتزم أطر القوانين والتقاليد المعروفة، علماً أن الجهات المنتجة والمسؤولة عن المشروع حرصت على إظهار إنفتاح الشعب السعودي وتمدّنه من خلال هذا المسلسل.


المنتج والمخرج لبنانيان، فيما الكاتب سوري والممثلون سعوديون، ما أهمية هذا التنوّع؟


شاركت في تنفيذ هذا المسلسل 14 جنسية مختلفة، بين ممثلين وفريق عمل تقني ما انعكس غنى في العمل على صعيد تبادل الخبرات والثقافات.


قدّمت أفلاماً كوميدية، ومسلسلات تراجيدية خلال مسيرتك، بمَ تتمايز الكوميديا عن التراجيديا؟


يختلفان بالشكل لا المضمون، لأن الموقف يصنع الدراما والتراجيديا مثلما يصنع الكوميديا التي تقوم بنظري على موقفٍ، لا على شخصية تتَقصّد إضحاك الناس. أي يتوجّب على الموقف الذي يتعرض له البطل أو أي شخصية في العمل، إثارة الضحك، بغرابته وتناقضاته. وكذلك في الدراما، يثير الموقف التعاطف مع الشخصية، كما يُبكي أو يُحزن الجمهور. لذا كلما أعطينا الموقف حقّه كلما قدّمنا أسلوباً صحيحاً في النوعين علماً أن لكل منهما مكوّناته الخاصة وألوانه وإيقاعه وحركته. فإذا انتبهنا إلى تلك التفاصيل وعملنا على أساسها قدّمنا عملاً صحيحاً.



ثمة حدّ رفيع ما بين السخافة والكوميديا الحقيقية، كيف يسلك المُخرج الطريق الصحيحة؟


صحيح، ثمة شعرة رفيعة ما بين السخافة والكوميديا النوعية. ترتكز الأولى على التهريج ومحاولة الإضحاك بالقوّة. لهذا السبب أصرّ على الممثلين ألا يتقصّدوا إضحاك الناس، لأن ذلك سينعكس سخافة وبدلاً من أن يضحك الجمهور معنا سيضحك علينا. كلما عملنا بطريقة بسيطة من دون تعقيدات جاءت النتيجة أجمل.


هل تتجه أنظار الفنانين اللبنانيين في هذه المرحلة نحو الخليج؟

من الطبيعي جداً إتجاه أنظار الفنانين اللبنانيين إلى الخليج في ظلّ هذه الأوضاع، وأرى أن مردود هذه الفرص المعروضة خير على القطاع ككل، لأن اسم المنتج والمخرج والممثل والكاتب المنتشر عربياً، سيُكسب العمل المحلي ثقة عربيّة أكبر ما يساهم في إنتشاره في الخليج.


ما يبرّر التطلعات إلى الخارج والهجرة؟


طبعاً، إن مغادرة لبنان نحو الدول العربية مبرّرة في هذه الظروف الصعبة، من دون لوم أو عتاب. شخصياً، لم ولن أهاجر مهما حصل، لأن عائلتي ومنزلي ومكتبي في لبنان، ولن أتخلى عنهم، لكنني سأنفّذ مشروع العمل في السعودية، وأي مشروع عربي آخر، على أن أعود إلى الوطن بعد التنفيذ.


حصلت توترات ديبلوماسية بين لبنان والسعودية، فهل انعكس ذلك على عملكم هناك؟

أبداً لم يتأثّر اللبنانيون، لأن السعودية تحترم الفنان بغض النظر عن الظروف السياسية، وقد قدّمت لي الامارات الإقامة الذهبية.


كيف تقرأ مسار الدراما المحلية نحو المستقبل؟

لا يمكن تحقيق الدراما المحلية والإرتقاء بها في ظلّ سعر الصرف الحالي. فأي محطة تلفزيونية محلية ستتمكن من إنتاج مسلسل نوعي بظروف مماثلة؟


توقّف عرض فيلمك "Fakebook"، فور إندلاع أزمة 2019، فهل ستُعيد عرضه في الصالات أسوة بالأفلام الأخرى التي انطلقت مجدداً؟

إرتكز ربح المنتج في الماضي على ثلث قيمة بطاقة السينما، فحصل على 3 أو 4 $ من أصل 9$، فاستعاد حينها كلفة الإنتاج محققاً أرباحه المشروعة. تُباع بطاقة السينما حالياً بـ50 ألف ليرة أي ما يعادل 2$ حسب سعر الصرف، فعلى أي أساس نعرض أفلامنا؟


أي أن عرض الفيلم عبر المنصات الرقمية أكثر ربحاً؟

طبعاً. إذا لم يرتفع سعر بطاقة السينما علينا أن ننسى أمر الأفلام طيلة عامين تقريباً خصوصاً إذا لم تتحسّن نسبة الإقبال على الصالات.


أنت مشارك فاعل في الحياة الوطنية، ما رأيك بالتطورات السياسية؟

يحتاج لبنان إلى قنبلة نووية تطيح بكل الزعماء والسياسيين الموجودين فتنبثق روحاً جديدة لشباب يحبّون وطنهم. ما من مسؤول في هذا النظام والمنظومة يحبّ الخير لوطنه للأسف.


شاركت في ثورة تشرين، برأيك أين نجحت وأين أخفقت؟

لم تحقق الثورة أي إنجاز بعدما انقسمت على نفسها فانتهت، أصبحت مقسّمة على أحزاب عدّة مشاركة فيها ما أدخلها في اللعبة السياسية اللبنانية التقليدية.


هل تستطيع الإنتخابات النيابية المقبلة تحقيق التغيير المنشود؟

أتمنّى أن نحقق التغيير من ضمن الأطر النظامية، لذا نعقد آمالنا على الإنتخابات التي هي الأداة التغييرية في حال أفسحوا في المجال أمام حصولها في موعدها من دون إفتعال ما يطيح بها.


MISS 3