سناء الجاك

فرفور

25 كانون الأول 2021

02 : 00

لا يختلف التسجيل المسرّب للفرفور المغفورة ذنوبه عشية هذه الانتخابات عن تسجيل آخر يتناول رئيس مجلس النواب نبيه بري ويصفه بـ"البلطجي" عشية انتخابات العام 2018.

والتسجيلان هما مما تستوجبه عدة الشغل اللازمة التي يلجأ إليها على أمل تعزيز وضعه ووضع الكتلة التي يحلم بإستعادتها في المجلس العتيد، ليمهد طريقه صوب الكرسي الرئاسي، ويكون خير خلف لخير سلف.

والرجل بحاجة لهذه العدة، إذا ما صدقنا غالبية إستطلاعات الرأي والإحصاءات والدراسات. ذلك أن البلاء الذي يعاني منه، ليس من المجلس الدستوري ولا قراره، ولكن مما يمكن أن تحمله صناديق الإقتراع بمعزل عن القرارات. من هنا كانت الحاجة ملحة إلى رافعة اساسية تشد عصب الشارع المسيحي انتخابيا.

ومن أجدر بالعونة أكثر من الحليف القوي، واسع الصدر، الذي يعلم عِلم اليقين، أن الفرفور يلعب بالتكتيك، لكنه لا يقترب من الإستراتيجيات المقدسة التي تخدم الأجندة الإيرانية وتنفذ مشاريعها.

بالتالي، لا ضير من عنتريات وبطولات دونكيشوتية، على أمل أن تحسِّن حواصل التيار في صناديق الإقتراع..

وليست صدفة أن تُستتبع هذه العنتريات بتعميم للحزب الحاكم في مقام الرد على الفرفور، بتركه "يفش خلقه" ويعبر عن إستيائه. فالغضب الطالع في فيديو يتم تداوله يشير الى ضعفه، فهو لم يعد يشعر بأمان العهد القوي، ليس لأن الثنائي الشيعي يكيد له، ولكن لأنه بحاجة إلى إختراع عداوات ترفع رصيده المنهار وتطغى على موجة الـ"الهيلا..هو" التي أجمع عليها اللبنانيون في ساحات إنتفاضتهم وصفاء رؤيتهم.

اللبنانيون كشفوا حقيقة الفرفور الذي لم يعد يكفيه الإستقواء بالحزب. وتحديدا لأن السكرة راحت وحلّت مكانها أفكارٌ مقلقة تنسف رهبة هذا العهد القوي. لذا كان لا بد له أن يُخرج سلاحه الثقيل، طبعا من دون كسر الجرة مع مرجعه، ولكن وفق هامش يتيح له شن معاركه الخاصة.

الدق محشور، على ما يبدو، بمعزل عن لا قرار المجلس الدستوري.. والحديث عن تغيير او إصلاح لم يعد يجدي نفعه.. ولا حتى نغمة التدقيق الجنائي ممكن أن يقبضها جدا أي عاقل.

وبالطبع، لن يتخلى الحزب عن الصهر العزيز، حتى لو إستوجب الأمر إشتعال الجبهات على متاريس وسائل التواصل الاجتماعي. المهم ضبط الإيقاع وصولا إلى الإستحقاق. وشد العصب الطائفي عامل لا يستهان به، لأنه يخدم جميع الأطراف المدعية الخصومة.

فالظاهر أن مثل هذه المسرحيات لا تزال تجدي نفعا. وإلا لما كان الحاكم بأمره يسرب بدوره مدى تفهمه وسعة صدره حيال الفرفور المأزوم بسبب تدني شعبيته. ولو أن الأمر عكس ذلك، لشهدنا إجراءات تعيد التوازنات إلى الحد المطلوب لمواصلة مصادرة السيادة..

الحزب يعرف جيدا ان لا تيار ولا قوي ولا من يحزنون من دونه. بالتالي لا داعي للقلق من إثارة غبار معارك وهمية. وكله دين ووفاء.. وساعة التخلي، الحزب حاضر ليرد الجميل بأفضل منه...

فكيف إذا كان الرد على فرفور ذنبه مغفور.. وكيف إذا إقترن الرد بتوضيح يفترض بالفرفور أن يفهمه، إذا كان لبيبا.. تلميع الصورة مسموح لتعزيز الشعبية التي تدنى سعر صرفها في الصناديق بفعل الـ"الهيلا..هو".

أما تجاوز الخطوط الحمراء فممنوع .. والفرفور يعرف أكثر من غيره أن للصبر حدود.. لذا سيكتفي بلعبة توزيع الأدوار.. حتى يصل إلى مبتغاه.. وبعدها سيستكثر بخير من تركه يفش خلقه..

MISS 3