كازاخستان: توكاييف يتهم نزارباييف بخلق "طبقة أثرياء"

02 : 00

نزارباييف (إلى اليمين) يُصافح توكاييف (أرشيف - أ ف ب)

بعد أسبوع من اضطرابات دموية على خلفية غضب اجتماعي وسياسي، وفي انتقاد غير مسبوق لمَن يحمل لقب "قائد الأمة" الفخري ولا يزال يتمتع بنفوذ كبير، إتهم الرئيس الكازاخستاني قاسم جومرت توكاييف أمس مرشده القوي وسلفه نور سلطان نزارباييف، بالمساهمة في نشوء "طبقة أثرياء" تُهيمن على البلاد الغنية بالنفط وعلى سكانها، معلناً كذلك الإنسحاب الوشيك للقوات الأجنبية بقيادة روسيا التي جاءت لتقديم الدعم.

وبينما عيّن حكومة جديدة، قال توكاييف: "بسبب الرئيس السابق، ظهرت في البلاد مجموعة من الشركات المربحة جدّاً وطبقة من الأغنياء جدّاً"، فيما تُسيطر بنات الزعيم السابق وأصهرته وأحفاده وغيرهم من الأقرباء على مناصب مهمّة للغاية ومصالح اقتصادية في البلاد. واعتبر أن "الوقت قد حان للتعويض على الشعب"، لذلك فهو يُريد من النخب التي تملك "في الظلّ أموالاً هائلة" أن تُساهم كما الشركات الكبرى في صندوق يستفيد منه الشعب.

وأوّل خطوة في هذا الاتجاه هو إعلان توكاييف أنه ينوي وضع حدّ لاحتكار خاص، هو موضع انتقاد، لإعادة تدوير النفايات، المرتبط بابنة نزارباييف الصغرى علياء (41 عاماً)، في حين تُسيطر ابنته الأخرى دينارا وزوجها تيمور كوليباييف، وهما من أغنى الأشخاص في كازاخستان، على بنك Halyk الكبير ولهما تأثير هائل في قطاع النفط الرئيسي.

أمّا مسيرة الإبنة الكبرى داريغا السياسية، لا سيما في البرلمان، فتخلّلتها سلسلة تصريحات مثيرة للجدل، حتى وردت معلومات تحدّثت أيضاً عن مصالح تجارية مهمّة لها. واعتُقل كريم ماسيموف، أحد حلفاء نزارباييف السبت بتهمة "الخيانة العظمى"، بعد إقالته من منصبه كرئيس لجهاز الإستخبارات.

كذلك، أوضح توكاييف أن "المهمّة الرئيسية للقوات التابعة لـ"منظمة معاهدة الأمن الجماعي" أُنجزت بنجاح"، لافتاً إلى أنّه "في غضون يومَيْن سيبدأ انسحاب تدريجي للقوة المشتركة... ولن تستغرق عملية انسحاب الكتيبة أكثر من 10 أيام"، فيما ذكر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن الإنسحاب سيحصل بمجرّد "استقرار الوضع تماماً" و "بناءً على قرار" السلطات الكازاخستانية.

وفي دليل على عودة الوضع إلى طبيعته، ثبّت النواب الكازاخستانيون تعيين رئيس جديد للوزراء هو علي خان إسماعيلوف، بعد استقالة الحكومة الأسبوع الماضي في محاولة لتهدئة المتظاهرين الغاضبين. وإسماعيلوف (49 عاماً)، هو وزير سابق للمال وكان مساعداً أيضاً للرئيس السابق نزارباييف، الذي حكم البلاد بقبضة من حديد على مدى 3 عقود حتى العام 2019.


MISS 3